الأقباط متحدون - مرض السكر ما بين كيد النسا وتوم هانكس
أخر تحديث ٠٦:٠٣ | السبت ١٦ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٧ | العدد ٣٠١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

مرض السكر ما بين كيد النسا وتوم هانكس

مرض السكر ما بين كيد النسا وتوم هانكس
مرض السكر ما بين كيد النسا وتوم هانكس

القضايا الطبية فى الإعلام والدراما لا بد أن تؤخذ بحذر كبير، وأى نظرة على فيلم أمريكى يتناول مرضاً ما تجده يتناول أدق التفاصيل وكأنه يحضّر رسالة دكتوراه، أما هنا فى مصر فالسيناريست والمخرج والممثل يعتمدون على فتاوى الجيران وحكايات الأصحاب ونميمة أهل الخير،
ومرض السكر من أكثر الأمراض استباحة وتشويهاً فى مصر المحروسة. وأتذكر حادثة مؤلمة متعلقة بالتناول الدرامى المفجع الذى لا يراعى دقة المعلومة والذى من الممكن أن يتسبب فى كوارث بسبب الحماقة الدرامية والاستسهال الطبى، يوم أن دخل على مكتبى عامل يكاد يبكى بعد فسخ خطبة ابنته بعد أن شاهد خطيبها حلقة من مسلسل «كيد النسا» والتى تتحدث فيها الفنانة أيتن عامر لشقيقتها فى المسلسل عن عذابها حين كانت صغيرة محرومة من اللعب فى المدرسة بسبب مرض السكر وفشلها فى قصة الحب فى الجامعة لأن حبيبها عرف أنها ستورث المرض لأبنائها!! كم من الجرائم تُرتكب باسمك أيتها الدراما، لم ينقذنى من هذا العته الدرامى إلا الممثل العبقرى توم هانكس حين شاهدته يعلن فى برنامج تليفزيونى عن إصابته بمرض السكر وأنه إنسان طبيعى ولكن عليه بعض الحرص والالتزام وأخذ يضحك ويخفف من المسألة ويضعها فى حجمها الطبيعى! قارنت بين الاستسهال والاستعباط وخفة التناول هنا وبين الجدية والدقة وعدم المبالغة هناك، وقلت إنها ثقافة مجتمع للأسف شكّلته دراما كسيحة وإعلام مشلول، أما عن الإعلام فحدّث ولا حرج عن جريمة تاجر الأعشاب النصاب الذى يملأ الشاشات ويوزع عطارته الفاسدة على كافة المحافظات بأسعار باهظة ويمارس الدجل فى جريمة على الهواء مباشرة ويفتى فى الطب وهو مجرد تاجر فى بيزنس النصب، وأيضاً الإعلانات المدمرة التى كان منها إعلان على قناة منوعات شهيرة يقول فى بدايته مازهقتوش من الإنسولين!! خد أعشاب شوجر!! يعنى مهما عملنا من مؤتمرات طبية وحملات قومية، وثقافة مجتمعنا بالنسبة لهذا المرض ما زالت كما هى وإعلامنا ما زال يتناوله بهذا الدجل، والدراما تتناوله بهذا العته؛ فلن يحدث أى تقدم فى مواجهته.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع