الأقباط متحدون - خالد مشعل «بلياتشو الإخوان» على المسرح السياسى
أخر تحديث ١٢:٠٤ | السبت ٢٣ مارس ٢٠١٣ | ١٤برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

خالد مشعل «بلياتشو الإخوان» على المسرح السياسى

لا ينكر «خالد مشعل» أن للملك «حسين بن طلال» دينًا فى رقبته، عندما أنقذه من الموت بتحدى إسرائيل حين غضب بصرامة لمحاولة اغتياله على أرض بلاده.. لكن الملك الراحل أدرك أن إبعاد هذا الشاب فيه شفاء للشعب الأردنى الشقيق!!

لا ينكر كل أولئك الذين يحتلون غزة- فوق احتلالها- تحت راية اسمها «حركة حماس» أن الملك «حسين» كان صاحب الفضل فى الإفراج عن مؤسس حركتهم الشيخ «أحمد ياسين» من السجون الإسرائيلية.. دون اهتمام- من جانبى- بالخائن الذى أرشد عن الشيخ القعيد، لكى تغتاله أيادى الصهاينة فى عملية دنيئة وخسيسة!!

لذلك أرفض أن ننسى جريمة اغتيال ١٦ بطلا مصريا من جنود جيشنا العظيم، لحظة أذان المغرب وانطلاق مدفع الإفطار فى رمضان.. وعلى بشاعة الجريمة، أذهلنا الاستثمار السياسى لها من جانب الدكتور «محمد مرسى» ومن خلفه جماعته.. حين هللوا لقراره بإقالة المشير «حسين طنطاوى» والفريق «سامى عنان».. لكنهم عجزوا عن المضى فى طريق المؤامرة عندما تم تنصيب الفريق أول «عبدالفتاح السيسى» وزيراً للدفاع.. ربما لأنهم اعتقدوا أنه يمكن أن يسايرهم فى غيّهم!!.. فإذا بالوطنية المصرية التى تسرى فى عروقه تعترض أوهامهم، ليصبح «السيسى» ومن خلفه الجيش المصرى سداً منيعاً يصدّ سيل المؤامرات الجارف من الداخل.. ويتصدى لرياح التآمر التى تهب علينا من «الدوحة»، عاصمة تلك الدويلة التى تضحك من جهلها الأمم!!

أذكر أن «خالد مشعل» قال لى فى حوار أجريته معه بالعاصمة الأردنية «عمان» عن الملك «حسين» ما قاله «جميل» فى «بثينة»!!.. وبعدها خرج ليرمى نفسه فى أحضان «طهران» أولاً ثم «اسطنبول» بعد ذلك.. قبل أن يستقر فى العاصمة القطرية- الدوحة- لينطلق مع الأمير والشيخ فى تنفيذ المؤامرة على العقل العربى من المحيط إلى الخليج!!.. باعتبارهم يجيدون التجارة فى أسواق السياسة البالية، نجحوا فى تخدير «الديكتاتور الصغير» بشار الأسد.. ولعبوا من أجل إسقاط «الديكتاتور الكبير» حسنى مبارك.. فإذا بالرياح تأتيهم من تونس.. وهنا فتح «مشعل» مع الأمير والشيخ المزاد لحساب «تل أبيب» و«واشنطن».. فكان سيناريو المؤامرات على عواصم الربيع العربى.

استطاعوا بالإرهاب- المعنوى- الداخلى مع الإرهاب الخارجى فرض ما يسمى جماعة الإخوان- وما هم بمسلمين- على أرض الواقع!!.. وتمضى الأحداث لنكتشف أن مصر وتونس كانتا أصلا وصورة لمؤامرة واحدة.. خرجت ليبيا من السياق.. واستعصت عليهم كل من سوريا واليمن.. ونالهم الفشل الذريع فى البحرين.. لذلك اختار «كبير الكهنة»- خالد مشعل- التركيز فى خدمة «الفرعون المصرى»!!.. فراح يتلاعب بأشرف القضايا العربية، باسم المقاومة ومحاولة تحرير فلسطين.. وكلنا يعلم أنه كان ورفاقه وراء تقسيم القضية إلى غزة والضفة الغربية.. وشهدنا حفل زفاف أمير قطر فى عرس شعبى عندما زار «غزة» عبر الأراضى المصرية.. وتمضى الأحداث لننشغل جميعا بالمستقبل، بينما جماعة الإخوان «المنحلة» تمضى فى الطريق إلى الهزيمة بقيادة قطرية، وسائق يعتقد أنه الأكثر دراية بدروب الحاضر.. هذا السائق تحمل رخصته اسم وصورة «خالد مشعل».. وفى الدوحة يطلقون عليه «المناضل الكبير»!!

أصل الحكاية أن الملك «حسين» كان يعرف أعماق هذا الشاب الفلسطينى الأصل- أردنى الجنسية- وكان يعرف حدود اللعبة السياسية وقدراته على مسرحها.. لذلك اختار إنقاذ حياته بتحدى إسرائيل التى وقّع معها معاهدة سلام. أما ذلك الشاب بشار الأسد فلم يفهم أول الموضوع ولا آخره.. لذلك احتضنه.. فما كان منه إلا أن ذهب لبيعه فى معرض «الدوحة» الدولى للألاعيب السياسية!!.. وخلف الستار كانت إسرائيل تحرك كل تلك العرائس بأصابعها لنشاهد عرضاً ينافس «الليلة الكبيرة» لمبدعها «صلاح جاهين».

أعرض الحكاية بسرعة واختزال شديدين، لكى أؤكد أن «خالد مشعل» هو عنوان للكوارث فى كل أرض يحطّ عليها.. فهمها الملك «حسين» فتصرف معه كرجل دولة حكيم.. انخدع فيه «بشار الأسد» فدفع الثمن غاليا جدا.. توظفه «طهران» فى لعبة غير مفهومة.. تتعامل معه «اسطنبول» بحذر شديد.. أما «الحاوى» فى الدوحة فهو يعتقد بقدرته على تحقيق أعلى ربح من خلاله.. والمؤسف أن مصر كانت قد سقطت فى يد «الاستعمار الإخوانى» الذى يمثل «خالد مشعل» واحدا من أهم جنوده.. لذلك يتصور الجميع أنهم يملكون أسرار شفرته.. والمثير أن تنكشف اللعبة فوق هضبة المقطم يوم أن ذهب «خالد مشعل» لنسج مؤامرة جديدة داخل مقر ما يسمى جماعة الإخوان.. وكانت العبقرية المصرية والصدفة السعيدة تقدمان مجموعة من المبدعين يعترضون على «الاستعمار الإخوانى».. راحوا يستخدمون الألوان.. فإذا بسلوك حماس ينفجر ليصفع واحد من «الأندال» بطلة مصرية اسمها «ميرفت موسى» وتنقل الصورة كاميرات التليفزيون.. ويتطاير الشرر ليندلع حريق كبير.. وفى الخلفية كانت مجلة «الأهرام العربى» تكشف أسرارا خطيرة.. وعلى صفحاتها كان أول حوار لمطبوعة عربية أجريته مع «خالد مشعل» بعد أن أنقذ حياته الملك «حسين» قبل اكثر من عشر سنوات.. فإذا بالمجلة تتحول من قمة الوطنية إلى متآمرة.. وهكذا هو سلوك خالد مشعل «بلياتشو» الإخوان على المسرح السياسى!!

n_elkaffas@hotmail.com

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع