الأقباط متحدون - في سابقة هي الأولى منذ ظهور قضايا ازدراء الدين الإسلامي.. نفين تتحدث من بيتها!
أخر تحديث ١٣:٠٧ | الاربعاء ٣ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٢ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

في سابقة هي الأولى منذ ظهور قضايا ازدراء الدين الإسلامي.. "نفين" تتحدث من بيتها!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حاورها: مينا ثابت
لم يعد جديدًا أن تطالعنا يومًا بعد آخر، وسائل الإعلام بشتى أنواعها، المرئي منها والمسموع، وكذا المكتوب، عن قضيةٍ جديدة غريبة، لتعبير أغرب، صار شائعًا بدرجةٍ مخيفة هذه الأيام، ألا وهو "ازدراء الأديان"، إلا أنه ليس غريبًا أن يكون أبطال تلك القضايا من المسيحيين الذين توجه ضدهم بلاغاتٍ قد تصل غرابتها حد الدهشة والصدمة، فمِن متهمٍ بنشر "لينك فيديو" شاهده ملايين على اليوتيوب، لآخر أو قل آخرين، تُسرق صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ليُنشر عليها بعض مواد مسيئة للإسلام، فيما يثبت مع الوقت أن هذا كله محض افتراء وتهويل، لأطفال، وياعجبًا عليكِ بلادنا، يُتهمون هم الآخرون بازدراء دين الإسلام، وأخيرًا وليس آخرًا، قضية الأستاذة "نيفين نادي جاد السيد"، التي اتهمها طالب بأنها تفوهت على الرسول، صلى الله عليه وسلم، بكلمات فيها تهكم وسخرية لاذعة منه، كوصفه وصفًا قبيحًا بأنه "كاذبٌ وأناني"، إلى آخر تلك الصفات المذمومة، التي وإن كان مستحيلًا أن تخرج عن مربية فاضلة، فعلى الأقل هو درب من الجنون أن تخاطب تلاميذ جميعهم مسلمون، في دولةٍ يُصنفها أهلها على أنها إسلامية، وسط حالة الاحتقان العجيبة التي نحياها حاليًا، وهو ما يُلقي بظلالٍ من الريبة والشك حول طبيعة ذلك البلاغ غير المنطقي، لنصل إلى حقيقة مفرحة ومزرية في نفس الآن، وهي أنه تم حفظ ملف القضية؛ فقد تبين أن الطالب الذي قام والده بتقديم البلاغ ضد السيدة "نيفين"، كان بالأصل متغيبًا، ولم يحضر للمدرسة في هذا اليوم!! وذلك بعد جلب سجلات الحضور والغياب من المدرسة، إذ تبين أن الطالب "محمد مصطفى أحمد هاشم"، كان متغيبًا يوم الأربعاء الموافق 26/ 9، وهو اليوم الذي شرحت فيه "نفين" الدرس الخاص بالرسول (ص).. ولا تعليق!!

وبعد أيامٍ عصيبة، ولحظات من الخوف والضيق عاشتها السيدة "نيفين جاد السيد"، مُدَرسة الدراسات الاجتماعية، للصف الثاني الإعدادي، بمدرسة "نزلت عبدلله الإعدادية"، بمركز منفلوط، محافظة أسيوط، استطاعت "الأقباط متحدون" كسر حاجز الخوف لدى "نفين"، التي كانت قد انتقلت لتلك المدرسة، على سبيل الانتداب، قبل الأحداث الأخيرة بحوالي أسبوع واحد!

وعن تفاصيل ساعاتٍ عصيبة قضتها في أزمةٍ حقيقية
، عانت خلالها أشد المعاناة، تقول "نيفين": "بدأت الأزمة يوم الأربعاء الموافق 26/9/2012، حينما كنتُ أقوم ككل يومٍ بأداء وظيفتي كمعلمة، وقمتُ بشرح إحدى الدروس الموجودة بالمنهج، والمتعلقة بالتاريخ الإسلامي، ومنها جزء يختص بقصة الرسول (ص)، وحياته، ونشأته، ومرت الحصة بشكل طبيعي جدًّا، وأكملتُ يومي بالمدرسة، وانقضى اليوم وذهبتُ لمنزلي بسلام، لأفاجأ في اليوم التالي، الخميس، أن هناك طالبًا قام بشكواي، مدعيًا أني قلت كلماتٍ مسيئة عن الرسول، وما لبس الأمر أن تصاعدت وتيرته تصاعدًا دراماتيكيًّا غريبًا، وارتفعت حدة المشكلة، حيث اجتمع أكثر من 20 مدرسًا، وقاموا جميعًا برفع شكوى لـ"للتوجيه"، بناءً على كلام الطالب "محمد مصطفى أحمد هاشم"!

وتواصل "نيفين" سردها للأحداث، فتقول
: "تطورت الأمور سريعًا، إلى أن وصلت الأنباء للإدارة التعليمية، التي طلبت بدورها التحقيق مع الطالب، يوم السبت التالي لتقديم الشكوى، وتبع ذلك إلقاء القبض عليَّ، في حوالي الثانية من ظهر يوم الأحد، الموافق 30/9/2012، وسط ارتباك شديد، وتوجهوا بي إلى قسم شرطة ثان أسيوط، حيث واجهتُ تهمة "ازدراء الأديان"، على إثر بلاغٍ قدَّمه الأستاذ "مصطفى أحمد هاشم"، والد الطالب "محمد"، يتهمني فيه بالإساءة للرسول (ص)، وللدين الإسلامي! وجاء بشكواه أني قلت أثناء شرح الدرس إن الرسول كان "أنانيًّا"، إلى ما آخر تلك الصفات التي أعفُّ حتى عن ذكرها".

وقد تمت مواجهة "نفين" بكل هذه الاتهامات، التي أنكرتها تمامًا، قائلة "كيف لإنسان طبيعي سوي أن يخاطب تلاميذه في حصةٍ دراسية بمثل هذه الخرافات؟!".
وقد تم احتجازها بالقسم، وقضت ليلتها في "زنزانة حبس انفرادي"، وللعلم هي تنتظر مولودها، بعد أقل من شهر.

وفي اليوم التالي، تم اصطحابها للسيد "نائب عام أسيوط" (بحسب وصف "نيفين")، وقام بسؤالها حول مدى صحة هذه الأقوال، وهل قامت بالفعل بقول أشياء كتلك؟ وانحصرت إجاباتها في نفي كل هذه الادعاءات، بل إنها فجرت القنبلة الأكبر، بأنه من المحتمل ألا يكون الطالب كان متواجدًا من الأساس ضمن المتواجدين في الحصة، وأنها غالبًا قامت بتسجيله في كشوف الغياب، لكنها لم تجزم بذلك نهائيًّا، إذ كانت غير متأكدة؛ لأنها كانت حديثة الانتقال إلى هذه المدرسة.

وتصف نفين لحظات القبض عليها، بأنها لحظات من الرعب عاشتها،
هي وأهلها، الذين شبهم ما حدث معها، تمامًا بما حدث لـ"ألبير"، ليسمونها "ألبير الثاني"! وكان إحساس مرير باليأس والإحباط قد سيطر عليهم، لما يرونه يوميًّا، من ضحايا لمثل هذه الاتهامات، خاصة بعد ابتعاد معظم المحامين عن هذه القضية، ورفضهم التورط فيها! غير أن يد الله تدخلت سريعًا في الأمر، فأرسل لها رجل الأعمال القبطي، السيد "أمير أبو غالي"، الذي أمدها بعدد من المحامين، الذين قاموا بمتابعة سير التحقيقات، حتى تم إخلاء سبيلها عصر الاثنين الماضي، وما يزالوا يتابعون سير القضية حتى الآن، وسير التحقيقات فيها.

ويبقى الأمل دائمًا في عدالة السماء، ويقظة ضمير البعض، في رفع الظلم عن الأبرياء، فقد أصبحت "نفين" أول حالة، يتم الإفراج عنها في سلام ضمن قضايا "ازدراء الأديان"، ويؤكد محاموها أنها سوف تخرج من القضية بسلام، وأن موقفها قوي للغاية.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter