زهير دعيم 
يوم الخميس 9\10\2025 صباحًا بل قل فجرًا ومع صياح الدّيك  ، وبعد ان غرّدت وسائل الاعلام اغرودة السلام ، صعدت بالرّوح الى التلة المطلة على وادي عبلين ، حيث تمتد المروج واشجار الزيتون كحرّاس صامتين منذ الازل ..كان الضباب ينساب بين اغصان الزيتون كوشاح ابيض ، وكانت الأرض ترنّم مع الصدى الآتي من شرم الشيخ ترنيمة جديدة ..

ترنيمة تحكي عن أطفال حفاة  يملؤون  شوارع غزّة والفرحة تلفهم والامل يسرقهم الى الآتي  – رغم الألم – وامهات في ساحة المخطوفين  تسيل الدموع من عيونهنَّ فرحًا وترقّبًا بعودة الأحبّاء.

 وفجأة ..
سمعت الجليل يهمس  ايضًا معطّرًا  بأنفاس الأرض والريح وعصفور الدّوريّ ، وبكلّ اركان الحياة التي لم تكسرها الحرب.

 وانصتُّ الى الاجراس تدقُّ بخفوت تحمل صوت فيروز في ترنيمتها التي تلوّن صباحات ومساءات عبلّين " يا أُمَّ الله  " وكلّها تدعو القلوب الى السلام في صلاة يحبّها كلّ البشر ، وفي قصيدة عشق تحكي عن الإنسانية الجميلة .

فرفعت عينيّ الى السماء وقلت بصمت : يا الهي المحبّ لكلّ البشر : اجعل الشرق الجريح مرآة للسلام واجعل المحبة لغة كلّ قلب هنا في بلادنا،  وفي غزّة  وفي كلّ شبر من كوننا الجميل .

وانصتُّ فإذا الوادي يحمل صدى صلاة رددها النسيم ، فخشع فيّ كلّ شيء حتى قلبي ، وتأكد لي ان السلام ليس وعدًا يأتي من بعيد ، بل هو نبع ينبع في داخلنا..