حمدي رزق
وأنا أشاهد فيلم عودة (الأكتع) اليائس إلى المشهد البائس، متلبسًا دور المعارض الشريف فى الفضاء الإلكترونى، على طريقة أحلى من الشرف مفيش.. ألح على نفسى الأمارة بالسوء مشاهدة فيلم صينى قديم من إنتاج ١٩٦٩، فيلم «الأكتع ملك السيف»، نرجئه لمقال قادم إذا عاد الأكتع مجددا، وإن عدتم عدنا وهذا محض تنويه.
يعلمنا المعلم «جبران خليل جبران»: أن «التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب»، ويقول: «أنا لا أجيد ثقافة الإساءة، لكن بالمقابل أتقن مبدأ التجاهل.. وبشدة»..
استثناء من وصية المعلم جبران، فى بعض الحالات الشاذة (كحالة الأكتع) أعلاه، التجاهل تهذيبًا يغرى بالمزيد من قلة الأدب، يغرى فقراء الأدب بالخوض فى الأعراض آمنين مطمئنين إلى سمو أخلاقيات مَن يستهدفونهم، فيطمع الذى فى قلبه مرض.
التجاهل أسلوب متحضر، ويصح فى حالات كثيرة، وجدع الأنوف فى بعض الحالات الشاذة أخلاقيا أيضا من قبيل الصدقة الجارية على فقراء الأدب.
تخيل من فقر الأدب، فقير نفسيًا، من ذوى العاهات النفسية، كلما ألحت عليه عاهته، وينظر لحاله البائس فى مرآة نفسه الكابية، صورتك فى المرآة هى انعكاس بصرى لضوء جسمك ينعكس عن سطح المرآة، ساعتها يحس بالدونية، فيمقت نفسه، ويحدث روحه، فيحتقن صدره، ويسود وجهه، يتميز غيظا، ويعتمل ثأرا، وتنتابه نوبة حقد، فيصير حقودا.
«الحاقد» فى اللغة العربية الشخص الذى يمسك العداوة فى قلبه ويتربص لفرصة الانتقام، وهو صفة ذميمة تترجم الكره الشديد والضغن فى النفس، فهو مضغون نفسيا، يحتاج علاجا مستداما فى حجرة مظلمة بمستشفى «ماكلين» للأمراض النفسية، بجامعة هارفارد.
من فقراء الأدب نوعية مزرية مريضة بمتلازمة (المرازية)، وهى عقدة نفسانية تلح على صاحبها، فيصير عَقُورا، والعَقُور، ما يعقِر من الحيوان وغيره، فيقطع الطريق على الناس، فيقذفونه بالحجارة، فيزيد هياجه، وتبرز أسنانه، ويسيل لعابه، وينصح بالتوقى من أذاه ابتداء بحقنة (الغلوبيولين المناعى) لداء الكلب.
من سوء أخلاق هذه النوعية من فقراء الأدب، تلقيح الجتت فى عرض الطريق، والتلقيح شعبيا خلق ذميم، يجيده ذوو العاهات النفسية المزمنة.
هذه النوعية من ذوى العاهات النفسية، يجولون فى الفضاء الإلكترونى يرازون الناس، يلقون عليهم من سخام أنفسهم، وسوابقهم فى مضمار الانحطاط يندى لها الجبين، عادتهم ولا هيشتروها، إن طلع العيب من أهل العيب ميبقاش عيب.
مالنا بثأرياتكم السياسية المستبطنة فى أكبادكم، كنتم ولا زلتم تختانون أوطانكم فى المخادع الإخوانية، لن أتحدث عن معايير أخلاقية، ولا تقاليد مرعية، فقراء الأدب يفتقرون إلى مثل هذه معان أخلاقية متجذرة فى نفوس الأصلاء، ومنها شرف الخصومة.
عفوا عمنا جبران، سامحنا من قبرك، واغفر لنا خطايانا، ومعذرة لن نصبر على ذوى العاهات النفسية، الصاع صاعين، والبادى (الأكتع) أظلم.
كفى صمتًا أخلاقيًّا على قاذورات المؤلفة قلوبهم وجيبوهم التى تغرق الوجوه، ينفثون سخامًا من نفوسهم المترعة بالثأر ليسودوا الوجوه.
وفى الأخير، يصح قولًا شعبيّا ذائعًا: «قليل الأصل، الذى كان يلم الشغت فى عبه صغيرًا، لا تعاتبه ولا تلومه، لأن قلة الأصل طبع فيه من يومه، أصله خسيس الطبع وندل من يومه، لو كان فيه خير كان يبقى لأهله وقومه، أرخص ما فيه نفسه وأغلى ما فيه هدومه».
نقلا عن المصرى اليوم