زهير دعيم  ( أبو جُبران)
كاتبنا الغالي جبران  خليل جبران : 
منذ فتوّتي ومنذ صباي  وحين كان الندى على جبيني ، والحرف يعاندني احيانًا ..  

كُنتَ تسكن في دفتري وفي حروفي ،  في صمتي  وفي رجفتي الأولى للكلمة ، وفي تغريدة قلب عاشق  للحياة . 
كُنتُ أقرأك … فأشعر أن قلبي صار ريشةً   
تكتبُ لا بحبرٍ  بل بنور .
وترسم احلامًا لا يطالها  التشاؤم 
يا نبيّ الحرف   ...  

يا من سكبتَ الرُّوحَ في الكلمة.....  
أنا الجليليّ … جئتُكَ من ترابٍ يشبه ترابك...  
ومن زيتونٍ يُصلّي كما صليْتَ ....  
ومن بلدة سمعت خطوات يسوع 
ومن وجعٍ يُزهر كما أزهرتَ في غربتك .

في صباي كنتَ تهمس لي:  
أحبب وطنك … 
فلا تكرهه  حتى إن قسا 
ففوقه مشت القداسة 
وزغردت فوق ترابه  المحبّة 
فكبرتُ والحنينُ إليك لا يشيخ  .  
مشيْتُ على خطاكِ لا مُقلِّدًا… 
بل تلميذًا مغرمًا وعاشقًا 
جبران  !!!

العبقريُّ الغائب بالجسد والحاضرُ بالرّوح 
حين أكتب ، أراك في المسافة بين السطر والنبض   
أراك تسيرُ في الجليل..  

تشدُّ على يدي وتهمس:  
اكتبْ… فالمحبّة لا تموت ..  
والكلمة إذا خرجت من القلب ، دخلت الخلود
سلامٌ لروحِكَ من الجليل ..  
 سلام من شاعرٍ أحبّكَ حبَّ الأرضِ لأول مطر .  

  وخطّكَ اسمًا جميلًا  لابنه البكر  
وعطّر بهمس حروفك السواقي والاودية وتلال الجليل 
  نهفو إليك يا مُعلّمي ومرشدي 
 كما يهفو العطر إلى الزهر..

وكما تطرب لوزة ربيعية 
لزقزقة البلابل على شرفة الفجر