الأقباط متحدون - شبكة الأميرة فوزية من الامير بهلوي : مصحف ولؤلؤ والماس وزمرد ومراية
  • ٠٤:١٧
  • الاربعاء , ٢٣ اغسطس ٢٠١٧
English version

شبكة الأميرة فوزية من الامير بهلوي : مصحف ولؤلؤ والماس وزمرد ومراية

منوعات | البشاير

٤٤: ١٠ ص +03:00 EEST

الاربعاء ٢٣ اغسطس ٢٠١٧

الأميرة فوزية
الأميرة فوزية

في ١٣ يونيو ١٩٣٨ توجه الوفد الشاهنشاهي الي قصر المنتزة بالأسكندرية ، لتقديم شبكة الأمير رضا بهلوي للأميرة فوزية . وتضم ثلاثة عقود من اللؤلؤ النفيس المنقطع النظير وخاتما من الماس ، ومرآة ، ومصحفا شريفا خطيا ازدانت صفحاته بزخارف جعلت منه تحفة فنية شائقة‏ عقدا بديعا من الزمرد النادر المثال‏ .

هكذا وصفت الصحف أحداثا مثيرة في الأسكندرية ، بدأت باستقبال الوفد الرسمي ، الذي وصل من طهران لتقديم شبكة الأمير للأميرة ..


قالت الصحف : في الأسكندرية انتهت الاستعدادات لاستقبال الوفد الإيراني وأزيل السور الخشبي الذي كان مقاما حول تمثال الخديوي إسماعيل‏، وتم تنظيم الحديقة المقام عليها تمثال سعد زغلول‏، وطلب من موسيقي البوليس وبعض الفرق الموسيقية الأهلية التدريب علي عزف النشيد الشاهاني الإيراني‏!‏

يمكن اعتبار عدد الأهرام الصادر يوم السبت‏11‏ يونية عام‏1938‏ عدد وصول البعثة السامية الإيرانية فقد شغلت أخبارها أغلب صفحاته‏,‏ وتقول الأهرام أن اهتمام جمهور الثغر بقدوم البعثة أخذ في التزايد مع اقتراب الباخرة ماركوبولو التي كانت تستقلها من الميناء‏,‏ والتي وصلت بالفعل قبل موعدها بساعة‏,‏ حيث كان في انتظارها أربعمائة من كبار الشخصيات في مقدمتهم سعيد ذو الفقار باشا كبير الأمناء ممثلا للملك فاروق‏,‏ ورئيس الوزراء محمد محمود باشا ورئيس الديوان الملكي علي ماهر باشا‏.‏ وتوجه رئيس الوزراء الإيراني قاصدا إلي القصر العتيد الذي أعد لاستقبالهم‏.‏


ولم تجد الأهرام بأسا في هذه المناسبة من الإشارة إلي أن أنطونيادس قد تحول منذ سنوات إلي دار ضيافة رسمية‏,‏ وأنه نزل فيه منذ استيلاء البلدية عليه وعلي الحديقة العظيمة المحيطة به عدد من عظماء الزائرين‏;‏ أولهم شقيق شاه إيران المخلوع ‏,‏ السلطان عبد المجيد بعد خروجه من تركيا‏,‏ وفي عام‏1933‏ نزل فيه ملك إيطاليا وملكتها‏,‏ وفي العام السابق ولي عهد السعودية‏.‏


في يوم‏13‏ يونية قصد الوفد الإيراني قصر المنتزه لتقديم هدايا الخطبة‏,‏ وكانت حسب ما جاء في بيان الديوان الملكي‏..‏ ثلاثة عقود من اللؤلؤ النفيس المنقطع النظير خاتما من الماس ومرآة ومصحفا شريفا خطيا ازدانت صفحاته بزخارف جعلت منه تحفة فنية شائقة‏,‏ عقدا بديعا من الزمرد النادر المثال‏,‏ هذا فضلا عن خطاب مجاملة من شقيقتي الأمير تعربان فيه عما تكنانه للعروس من خالص الود وصادق المحبة‏.‏

خلال تلك الفترة أخذت الصحف المصرية تتعقب أخبار الأمير الإيراني والأميرة المصرية‏,‏ وكالعادة في مثل هذه المناسبات لم تخلو تلك الأخبار من بعض المبالغات‏..‏


بالنسبة للأمير نشرت الأهرام صورة كبيرة علي صدر الصفحة الأولي لعدد ا يوم‏5‏ أكتوبر عام‏1938‏ بمناسبة تخرجه من الكلية الحربية بطهران وقد ظهر والده الإمبراطور رضا شاهبور وهو يضع علي صدر نجله ميدالية علي أنه أول الدفعة‏,‏ وكان أمرا طبيعيا فمن أحق من ولي العهد بالأولوية‏!!‏


حتي صفحة‏‏ الألعاب الرياضية‏‏ بالجريدة لم تتقاعس عن الاحتفال بالمناسبة‏,‏ فكتبت تحت عنوان‏‏ سمو ولي عهد إيران يتزعم شباب البلاد‏‏ جاء فيها أنه يحمل من أوسمة الرياضة أسماها‏‏ وهو مولع بركوب الخيل‏,‏ وكانت له وهو في الثانية عشرة عربة يقودها جواد‏,‏ كان يركبها ويسوقها بنفسه‏.‏ وهو من كبار هواة السيارات ويعد من أمهر قادتها‏,‏ وكثيرا ما يجتاز حدائق القصر الملكي في طهران بسرعة‏130‏ كيلومتر في الساعة‏’. ( وفي هذا الخبر فانكوش كبير حيث لم تزد سرعة السيارات في هذا العصر عن ٦٠ كيلومتر في الساعة ) .

رسم تاج صاحبة السمو الأميرة فوزية، 1939، أرشيف فان كليف أند أربلز / تاج صاحبة السمو الأميرة فوزية، 1939، مجموعة خاصة الصورة 2 - دار فان كليف أند آربلز


غير أن تلك الاحتفالات لم تصرف الأنظار عن قضية اعتبرها الإيرانيون حيوية‏,‏ وهي القضية المتعلقة بضرورة حصول الأميرة المصرية علي الجنسية الإيرانية قبل عقد الزواج‏,‏ ولما كان القانون في تلك البلاد ينص علي ضرورة أن تكون أم من يحمل هذه الجنسية إيرانية‏,‏ فقد جرت محاولة لتعديل هذه المادة‏,‏ ووجد‏‏ ترزية القوانين‏‏ في طهران الحل السعيد بإضافة مادة جديدة للدستور بأن تكون الأم إيرانية بطريق البنوة‏,‏ وكذلك‏‏ الأم التي لم يصدر من أجلها‏,‏ قبل زواجها بالإمبراطور أو ولي عهد عرش إيران‏-‏ لأسباب سامية تقتضيها مصحة الدولة‏-‏ مرسوم إمبراطوري بتخويلها الصفة الإيرانية بناء علي طلب الحكومة‏,‏ وعندما أخذ الرأي في القانون الجديد وافق عليه أعضاء البرلمان بالإجماع‏.‏

لم يبق بعد ذلك إلا إجراءات حفل الخطوبة‏,‏ وهو ما تم في حفل بهيج شدت بعده الأميرة فوزية الرحال إلي العاصمة الإيرانية في زواج لم يطل عمره‏.‏ فقد وجدت شقيقة فاروق نفسها محاصرة في القصر الإمبراطوري بعدد من الأميرات يعاملنها بروح من الجفاء‏,‏ وبدا الأمر غريبا علي الأميرة المدللة التي لم يدم زواجها أكثر من عشرة سنوات غادرتها بعدها عائدة إلي قصر عابدين‏,‏ في وقت كانت علاقة فاروق بزوجته الملكة فريدة قد ساءت كثيرا‏,‏ وتم الاتفاق بين العاهلين علي إعلان طلاق ملكة مصر وإمبراطورة إيران في وقت واحد‏(1948).