الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤ -
١٤:
٠٧ ص +02:00 EET
ارشيفيه
بقلم: مايكل ماهر عزيز
جاء بيان المجلس الاعلي للقوات المسلحة متضامناً مع إرادة جماهير الشعب المصري ، والذي تطالب فيه الجماهير بترشيح المشير عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية ، وفي الحقيقة جاء البيان في وقتاً حاسم قُطع فيه الشك باليقين لمعرفة الحصان الرابح الذي سيلتف حوله المصريين ، وقد أحدث هذا البيان موجة من الفرح والابتهاج للكثيرين وصدمة للبعض منهم . خاصتاً لفريقين .. الفريق الاول : يطلق علي نفسه انه من الثوار ، والفريق الثاني : من مؤيدي جماعة الاخوان ، الذين يرون أن بترشيح السيسي تأكيداً لمزاعمهم التي تقول إن ما حدث بمصر كان إنقلاباً وليس ثورةً ، وهناك فريقاً ثالث وهم من طبقة العقلاء والمفكرين الذين يخشون علي المشير السيسي من أن يؤثر منصب الرئاسة علي هيبته وكرامته كجنرال وقائد للجيش المصري ، ويرى أصحاب هذا الفريق أنه كان من الافضل للمشير أن يبقي بمنصبه ، ويكون حارساً للعمليه السياسيه و الضامن لها بمصر .
لقد إستطاع المشير عبد الفتاح السيسي أن يكتب تاريخه العسكري والسياسي بحروفً من نور ، نتيجة إنحيازه الكامل لإرادة الشعب المصري ، ضد جماعة أصبحت تمارس أعمالاً إرهابية لترويع المصريين من أجل تحقيق أحلامها وأوهامها ، تلك الجماعة سمحت لنفسها بالتلاعب بأمن مصر القومي ، وكانت تعقد الصفقات الشيطانية على حساب المصريين ، وكل هذا من أجل ترسيخ قبضتها وسيطرتها علي حكم مصر لمئات السنين القادمة حسب وصفهم ، وهذا ما اكتشفه جيشنا الباسل ومخابراته اليقظة من خلال التسجيلات الصوتية التي سجلوها لمرسي وجماعته الارهابية .
ترشيح السيسي بنظري هو نهاية لثلاثة أعوام عاشها المصريين في صراعات داخلية بين ما يسمي أنفسهم بالثوار والاخوان من جهه ، وبين مجلس طنطاوي وعنان من جهه أخري . وقد استطاع الاخوان وفلولهم من الثوار من بسط سيطرتهم ونفوذهم في الشارع المصري عبر تشوية صورة المؤسسة العسكرية والجيش الوطني - نتيجة الألة الاعلامية الضخمة التي ابتكروها ، عبر استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت كالفيس بوك وتويتر ، والتى استطاعوا من خلالها بسط سيطرتهم علي عقول الشباب المصري الذي لا يتمتع بالخبرة السياسية والسهل خداعه ، وبالفعل فمن خلال صفحة " كلنا خالد سعيد " الاخوانية ، وبعض الصفحات " الثورية " التي تسيطر عليها حركة 6 أبريل .. أصبحت تلك الصفحات من خلال اشتراك ملايين الشباب فيها - طريقة عمليه ومثالية - لحشد الشباب المصري المندفع والصغير كي يمثلوا ورقة ضغط علي المؤسسة العسكرية ، وكلما يتم حشد من قبل تلك الصفحات كان يسقط العشرات من هؤلاء الشباب الابرياء المغرر بهم ، وكان يستغل دماء هؤلاء الشباب جماعة الاخوان الارهابية ونشطاء السبوبة من الثورجية الذين بدورهم كانوا يلعبون دور الوسيط بين الشعب المصري والمجلس العسكري الحاكم والذي بنهاية المطاف لم يستطيع مسايرة اياً من الاخوان أو من مدعي الثورية ، وأخيراً أرتضي الجيش أن يسلم الحكم للاخوان في مشهد هزلي ، وعند تسلم الاخوان السلطة بمصر انتهي عملياً دور تلك الصفحات الثورية في التحريض والحشد ضد المؤسسة العسكرية .
الان وبعد فضح ممارسات الاخوان خلال عام منصرم ، وظهور حقيقة وجههم القبيح أمام الشعب المصري ، أدرك المصريين متأخراً ان ما حدث لوطنهم خلال العامين الماضيين كان مجرد لعبة ومؤامرة خارجية لزعزعة أمن واستقرار بلادهم ، خاصتاً بعد سقوط الاقنعة التي كان يرتديها أولئك النشطاء الذين يدعون أنفسهم بالثوار ، وهروب قديس الثورة كما يطلقون عليه " محمد البرادعي " خارج البلاد ، والذي بعد هروبه خارج مصر سقطت ورقة التوت الاخيرة التي كانت تخفي عورة ما يسمي بالثوار الذين كانوا يستخدموا صورة البرادعي كحصانة ثورية تحميهم من بطش الشعب والاجهزة الامنية بهم ، وتبين للمصريين جميعاً مدي عمالة هؤلاء النشطاء وحقارتهم نتيجة إتصالاتهم المريبة التي أظهرها لنا الاستاذ عبد الرحيم علي . ببرنامجه الصندوق الاسود ، والذي يكشف فيه الاتصالات المريبة التي تمت بين نشطاء السبوبة هؤلاء ، وكيف كانوا يتقاسمون كعكة الثورة عبر دماء الشعب المصري المضحوك عليه .
بعد سقوط مرسي وجماعته ، وبعد هروب البرادعي المخزي ، وبعد فضح نشطاء السبوبة واحداً تلو الاخر ، يتبين لنا جميعاً أن ما يسمي بالشرعية الثورية قد سقطت إلى الابد ، فلكل نظام له شرعيته الخاصة ، فنظام مبارك كانت له شرعيته - وبسقوطه - شرعية نظامه قد انتهت ، والاخوان قد أتوا للحكم بسبب الشرعية الثورية التي كان المصريين يعيشوا فيها وقتها ، وبسقوط الاخوان انتهت تلك الشرعية للابد . لقد أصبحت الشرعية الان في يد الشعب المصري ، وهذا ما لا يدركه الاخوان أو الثوريين ، لان الشعب هو الجهة الوحيدة القادرة علي سحب أي شرعية من أي رئيس . إذن هناك شرعية جديدة تسمي بالشرعية الشعبية ، والشرعية الشعبية الان تتجه لصالح سيادة المشير عبد الفتاح السيسي .. الذي سيتوج بإذن الله رئيساً علي جمهورية مصر العربية شاء الاخوان والثورجية أم أبو ، والذين لا يتعاملون مع الواقع ببرجماتية .