سليمان شفيق
أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة أنها ستستقيل في السابع من يونيو المقبل لفشلها في تلبية آمال الشعب البريطاني في الخروج من الاتحاد الأوروبي وفقا لنتيجة استفتاء 23 يونيو 2016، جاء ذلك  في خطاب متلفز  وإنها أبلغت الملكة إليزابيث بقرارها، وأضافت ماي إنها ستواصل مهامها كرئيسة للوزراء إلى حين اختيار زعامة جديدة. كما أعلنت ماي أيضا استقالتها من رئاسة حزب المحافظين ودعت أعضاء الحزب لاختيار رئيس جديد يقوده في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد. وعللت تيريزا ماي استقالتها بالفشل في تحقيق آمال وتطلعات الشعب البريطاني في الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وكانت الصحف البريطانية قد نقلت أن رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي ستعلن الجمعة على الأرجح استقالتها. وكتبت شبكة "بي بي سي" على موقعها الإلكتروني نقلا عن أعضاء في إدارة رئيسة الحكومة طلبوا عدم كشف هوياتهم "تيريزا ماي ستعلن موعد رحيلها من داونينغ ستريت (مقر رئاسة الحكومة) صباح اليوم الجمعة.

وستلتقي رئيسة الوزراء المحافظة غراهام برادي رئيس "لجنة 1922" المسؤولة عن التنظيم في حزب المحافظين. وذكرت صحيفة "تايمز" أنها ستعرض في هذه المناسبة تفاصيل رحيلها وخصوصا البرنامج الزمني لذلك. ومن المرشحين الأوفر حظا لخلافتها وزير الخارجية السابق بوريس جونسون زعيم الداعين إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي

وأوضحت الصحيفة أن ماي (62 عاما) يمكن أن تبقى في منصبها ستة أسابيع إلى أن يختار المحافظون خليفة لها وستكون بذلك في منصبها عندما يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المملكة المتحدة من 03 إلى 05 يونيو.

تولت تيريزا ماي رئاسة الحكومة في 2016 بعيد تصويت البريطانيين بنسبة 52 بالمئة مع بريكسيت في استفتاء جرى في 23 يونيو

جاء ذلك بعد  ان رفض النواب البريطانيون كل البدائل لاتفاق بريكسيت الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، ما قد يعيد تحديد طريقة الطلاق بشكل جذري، وتضمنت الخيارات التي تم التصويت عليها، التفاوض على علاقات اقتصادية أوثق مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكسيت، وإجراء تصويت شعبي على أي اتفاق يتم التوصل إليه، أو وقف عملية بريكسيت برمتها.

حينذاك أعلن نائب محافظ أن تيريزا ماي قالت في اجتماع مع نواب حزبها المحافظ أنها لن تبقى في منصبها "في المرحلة التالية من مفاوضات" بريكسيت، دون مزيد من التفاصيل عن موعد حدوث ذلك

والاتفاق الهادف إلى تفعيل خروج منظم للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي كان موضع تفاوض شاق لعدة أشهر، كان مجلس العموم رفضهاكثر من مرة . ودفع ذلك رئيسة الحكومة المحافظة إلى الاستقالة .
 
وكان من السيناريوهات البديلة المطروحة الخروج من الاتحاد الاوروبي دون اتفاق، والبقاء ضمن الاتحاد الجمركي الاوروبي، والتخلي عن بريكسيت
 
وعمليات التصويت "الاستدلالية" هذه ليست ملزمة للحكومة، وسبق أن أعلنت ماي أنها ستعارض خيار النواب إذا تناقض مع التزامات حزبها بشأن الخروج من السوق الموحدة ومن الاتحاد الجمركي الأوروبي

أجلت الحكومة البريطانية تصويتا حاسما على خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي كان مقررا في الأسبوع الذي يبدأ في 3 يونيو/حزيران، وذلك إثر معارضة شديدة من مؤيدي بريكسيت المتشددين، احتجاجا على التنازلات التي قدمتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي
 
وتمر ماي بالمراحل الأخيرة من ولايتها المليئة بالمتاعب والتي تركزت في جلها على إخراج بلادها المنقسمة على نفسها، من الاتحاد الأوروبي

وقال المسؤول مارك سبنسر في الحكومة أمام النواب "سنطلع مجلس العموم على نشر وطرح مشروع قانون اتفاق الانسحاب عقب عودتنا من إجازة البرلمان" في الرابع من يونيو

وكانت الحكومة قالت إنها خططت لإجراء تصويت على قانون مهم لتنفيذ بريكسيت في السابع من يونيو

وهكذا  ازدادت الضغوط علي ماي لإجبارها على الاستقالة بعد عرضها اقتراحا بإجراء تصويت في البرلمان على استفتاء ثان على بريكسيت، لمحاولة إقناع النواب بدعم الاتفاق الذي توصلت إليه مع بروكسل للخروج من الاتحاد

وفي هذه الأثناء يخوض العديد من كبار أعضاء حزب المحافظين ومن بينهم أعضاء من الحكومة، حملات لخلافة ماي. وازدادت متاعب رئيسة الوزراء الأربعاء عندما أعلنت الوزيرة البريطانية لشؤون البرلمان أندريا ليدسوم استقالتها احتجاجا على طريقة إدارة ماي لملف بريكسيت

وقالت ليدسوم "لم أعد أؤمن أن نهجنا (في الحكومة) سيحقق نتائج استفتاء 2016".

وردت عليها ماي بشكرها على "إخلاصها ونشاطها" إلا أنها انتقدت تقييمها لإستراتيجية الحكومة للخروج. وقالت "لا أتفق معكم في أن الاتفاق الذي توصلنا له مع الاتحاد الأوروبي يعني أن المملكة المتحدة لن تصبح دولة ذات سيادة".