كتب - نعيم يوسف
أعلنت دولة زيمبابوي عن وفاة رئيسها السابق روبرت موجابي، عن عمر يناهز الـ95 عاما، بعد صراع مع المرض، خلال تلقيه العلاج في أحد مستشفيات سنغافورة، وهو يعتبر "الأب المؤسس" لجمهورية زيمبابوي.
 
الحبس بدون محاكمة
ولد "موجابي" في 21 فبراير، عام 1924، في "روديسيا"، وهي كانت وقتها مستعمرة بريطانية، وأكمل تعليمه ثم عمل مدرسًا في بداية حياته، ولكن في عام 1964 بعد انتقاده للحكومة في "روديسيا" -آنذاك- تعرض للحبس لمدة عقد من الزمن بدون أي محاكمة، ولكن في عام 1973، تم اختياره رئيسا للاتحاد الوطني لزيمبابوي (زانو) الذي كان عضوا مؤسسا به، رغم أنه كان محبوسًا في ذلك الوقت.


مدرس.. أصبح زعيم ميلشيا
بعد إطلاق سراحه من السجن، تحول "المدرس" السابق، إلى زعيم ميلشيا مسلحة هاجمت "روديسيا"، وتطورت الأحداث حتى تم توقيع اتفاقية سياسية نشأت بموجبها دولة "زيمبابوي"، وبعدها عقدت انتخابات في الدولة الوليدة، استطاع "موجابي" بفضل كفاحه السابق أن يحقق فوزًا كاسحًا.


بطل وطني.. وديكتاتور
"موجابي" الذي ناهض وكافح ضد الاستعمار ظل مسيطرًا على الحكم لمدة ثلاثة عقود زاد خلالها عدد المعارضين والمنتقدين وتحول في نظر الكثيرين إلى "ديكتاتور" بدلا من بطل وطني، خاصة أنه عندما تعرض للمعارضة عام 2000 قامت ميلشيات تابعة له باستخدام العنف ضدهم، وقام بالاستيلاء على مزارع مملوكة للبيض وأعطاها للسود، الأمر الذي أدى لاضطرابات اقتصادية في البلاد.


انهيار الأوضاع الاقتصادية
ظلت الأوضاع الاقتصادية تنهار سنة بعد أخرى، حتى اضطر إلى تقاسم السلطة عام 2009 مع منافسه "مورغان تسفانجيراي"، الذي حصل على منصب رئيس الوزراء، إلا أن الأوضاع ظلت في التدهور والانهيار، وفي عام 2017 قام الجيش بالانقلاب عليه وأطاح به، بسبب محاولته تكريس الحكم لزوجته "كريس".


وسافر "موجابي" في الفترة الأخيرة إلى سنغافورة لكي يتلقى العلاج في أحد مستشفياتها، وتوفى عن عمر يناهز الـ95 عاما.