سليمان شفيق
نصحت الطلاب الناجحين هذا العام في الثانوية العامة بعدم دخول كليات الاعلام ، فرد البعض متحمسين ومؤكدين دعهم يحاولون ، والبعض الاخرراي ان ما يحدث أزمة وسوف تنتهي الخ ، وكأنني اتحدث عن أزمة اشخاص او سياسات ، دون ان يدروا ان الازمة ازمة رؤية ومناهج ، وان كليات الاعلام كلها نشأت وتبلورت في ما قبل ثورة الاتصالات ، وتحددت مناهجها في الاغلب في ظل الثورة الصناعية :" الخبر التحقيق المقال الخ وفي ظل الصحافة الورقية ، وايضا الاذاعة والتليفزيون الخ ، وكانت هناك "بيوتات" ومؤسسات صحفية قادرة علي الاستيعاب والتربية ، وكان العالم كله يسير في اشكال ورؤئ تقليدية ومعروفة .

الان الرؤية كلها تغيرت وظهرت السوشيال ميديا ، وانتهت الرؤئ النمطية او تكاد تنتهي ، وانتقلنا الي الصحافة الالكترونية ، وارتبطت ثورة الاتصالات بعالم "الفيز كارت"

وبداية اختفاء النقود وفرض رأس المال المالي نفسة علي حرية التعبير ، وهيمنت الشركات المتعدية الجنسية ، واصبحت الدول تحت هيمنة الشركات ورؤوس الاموال ، حتي الجنسية اصبحت بضاعة تباع وتشتري في عالم اليوم ، وفي مجتمعاتنا المتخلفة ارتدت هذة الهيمنة رداء "التدين الاعلامي" ، اذا فنحن في مرحلة انتقالية القديم انتهي والجديد لم يكتمل ظهورة ، ومن ثم الكليات ومناهجها حتي الان ترتكز علي الاساسات القديمة ، والمؤسسات تحتضر ، وحرية التعبير تختنق والضمير المهني يتراجع ويقع تحت سيطرة راس المال ، والنقابة في موقف لاتحسد علية .

بالطبع اتمني علي المجلس الاعلي للجامعات واساتذة الاعلام ان يعقدوا المؤتمرات العلمية لمناقشة تلك القضية ، وايضا علي كليات الاعلام الجديدة ان تبحث عن الحل ، وعلي الباحثين الجادين ان يترحموا علي الماضي ويبحثوا عن الجديد .