CET 00:00:00 - 12/06/2010

مساحة رأي

بقلم: نصر  القوصي
تقول الأسطوره الفرعونيه الشهيره لأوزيريس , أن الإله أوزيريس هو أول جسد محنط فى التاريخ , فى الحضارة الفرعونية القديمة , فهو  صاحب دور مهم فى محاكمة الموتى  فى العالم الآخر, نظرا لأنه إله رئيسا لمملكة الموتى  , لذا وجب على كل متوفى أن يحتفظ بتمثال لأوزيريس فى مقبرته , لأن الكل يود أن يصبح مثله فى العالم الآخر , هنا أدرك الكهنه من المحنطين فى مصر الفرعونيه , ان التحنيط لا يقتصر على المعالجه الطبيه للجسد بل لا بد من وضع وسائل إضافيه لحماية الجسد , وهى وضع تمائم وأحجبه , عباره عن أشكال صغيره , تعلق فى الأجزاء المختلفه من الجسم , وتهدف الى أيقاف تحلله , وفساده ,  وتتحقق القوه السحريه لهذه التمائم , بقراءة الصيغه المكتوبه عليه , وقد إختلفت وتعددت فى أشكالها , فأخذت أشكال الهيه , أوحيوانيه , أو أعضاء من جسم الإنسان , بالأضافه الى  رموز دينيه ذات دلاله معينه عند المصرى القديم .

 بجانب  أن التمائم التى كانت تصاحب المومياء تمثل الآلهه التى لها دور مهم , ومرتبط بعملية التحنيط فهناك تميمه أولاد حورس الأربعه (امستى- حابى- دواموتق- قبح سنواف ) , و كانت توضع لحماية أحشاء المتوفى , لذلك أخذت أغطيه أوانى الأحشاء أشكال هؤلاء الآلهه الأربعه , لأن المتوفى ينشد منهم حماية أحشائه من التحلل لضرورة وصول الجسد كاملا فى العالم الآخر , وتميمة الأله أنوبيس توفر الحمايه للجسد  والمقبره , أما تميمة الألهتين  (إيزيس ونفتيس  )  فهى تمثل أمنيه المتوفى أن يصبح مثل أوزيريس يوم ذرفتا الدموع حزنا على وفاته , كما ان المتوفى فى مصر القديمة يحتفظ بتماثيل الآلهه التى عبدها أثناء حياته كتمائم بجانب أن هذه  التمائم زادت بشكل مبالغ فيه أواخر العصور المصريه القديمه , وحينما سيطر الكهنه على فكر الشعب لدرجة أن أحد الأجساد المحنطه فى الأسره 26 فى القرن السابع قبل الميلاد  أحتفظ بداخل لفائفه بما يزيد على300 تميمه سحريه حتى أن جسد الملك توت عنخ آمون إحتفظ أيضا بحوالى 143 تميمه سحريه بين لفائف الكتاب التى تلف جسده .

كانت هذه التمائم  تمثل أعضاء جسد الإنسان مثل الأيدى والسيقان والأوجه , تهدف الى أحد أمرين أما قوة الوظائف الحيويه لجسد الإنسان مثل قوة الفعل  والحركه , أو انها بديل لأعضاء الجسد التى تتعرض للتلف  والتحلل , ومن أهم التمائم والأحجبه التى كانت توضع على الجسد ( جعران القلب  ) , وهو عباره عن حجر على شكل الجعران يوضع فوق عضلة القلب ويسجل عليه التعويذه رقم 30  من كتاب الموتى وفى هذه التعويذه نداء من الميت لقلبه قبل المحاكمه , يستجديه قائلا ( يا قلبى الذى ورثته عن أمى  لا تصبح شاهد ضدى ولا تقل زورا فى المحاكمه ) , وضع  الكهنه المحنطون  جعران القلب لعلمهم أن القلب يتحلل ويمكن أن تضيع على المتوفى فرصه الحساب فى العالم الآخر .

أما تميمة عين حورس السحريه , والتى عرفت فى النصوص المصريه القديمه ب ( عين وجات  )  , كانت  توضع فوق فتحة التحنيط التى يقوم المحنطون بفتحها , من أجل أستخراج الأحشاء  بهدف منع الأرواح الشريره من الدخول للجسد , وكما كان يوضع معها  على الفتحه تميمة على شكل إصبعين باللون الأسود للمساعده على لصق شفتى الفتحه معا , أما تميمتا ( عنخ )  فهما يرمزان الى الخلود  وإعادة الحياه والوجود الأبدى , وقد إختلف فى تحديد الهدف الأساسى من وضع علامة عنخ , فالبعض أشار الى أنها تمثل رمزية التجانس بين عضوى الذكر والمرآه  والبعض الآخر أكد أنها تمثل العناق بين نهر النيل ودلتاه , وفى كلا الرآيين كان الهدف هو رمزية إعادة الميلاد  , بجانب أن هناك الكثير من التمائم والأحجبه التى تدور حول أمنيه الخلود , وإعادة الميلاد وحفظ الجسد من التحلل , وإعتقد المصرى القديم أن لكل تميمه قوة حماية خاصة , وموضعا مخصصا لها فى الجسد وكان تأخذ ألوانها لونين الأخضر والأزرق وهما لونان مرتبطان بأعادة الميلاد والبعث فى العالم الآخر .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق