CET 00:00:00 - 10/06/2010

مساحة رأي

بقلم / نصر القوصى
تتميز الشعوب بعاداتها وتقاليدها المختلفه , التى  تندرج من الشموليه الى الخصوصيه , فالعالم كله يحمل عادات مشتركه غرائز وصفات (سمات مشتركه ) تتعمق فى الخصوصيه لتصبح  كل قارة لها ملامح واضحه بل كل دوله , وتزداد عمقا لتحمل الدوله الواحده بين شرقها وغربها شمالها وجنوبها مختلف من العادات والتقاليد حتى فى الملبس , والمأكل والمشرب , ولتشعر بعدها بالتباعد الشديد حتى بين قبائل وعائلات القريه الواحده  , وجنوب مصر يحمل الكثير من السمات التى توارثتها الأجيال أبا عن جد متمسكه بتلك الموروثات حتى مع كون بعضها خاطئه, ولكن بعد أن أصبح العالم  قريه صغيره , ودخلنا عصر العولمة .

 هل طرأ على المجتمع  المتمثل  فى القيم والمبادىء والعادات والتقاليد والترابط  نوع من المتغيرات , أو الظواهر متأثرا بالأنفتاح لنجدها دخيله على ذلك الكيان المتماسك ( فيروس يدمر أو يغير فى الشكل والمضون ) (تاثيرات العولمه السلبيه ) ؟

أما أنها متغيرات سطحيه لا تؤثر فى كونه مجتمع عريق متماسك  ؟

 ومن الملموس فعلا أن مجتمعات جنوب  مصر قد تغيرت فى شكلها الظاهرى , وربما فى مضمونها لكنها تحت وطأة صراع النفس ما بين مؤيد ورافض , فموروثاتها راسخه بداخلها لا تستطيع التخلص منها , أما  الأمور  الخارجية  تقع  ما بين  شد وجذب

 وفى هذا المقال نرصد بالتحليل بعض المتغيرات وعلى رأسها  الأنحراف الأخلاقى  وعلى وجه الدقة ( الممارسات الشاذه )

حيث  ظهر مؤخرا ومن خلال شبكة الأنترنت تحديد مواقع وأماكن للشواذ فى بعض المدن السياحيه  بصعيد مصر , وعلى وجه الخصوص مدينة الأقصر  , حيث تشير هذه المعلومات الى تحديد  أسماء بعض المقاهى ( الغرز - الديسكوهات – الشوارع  -الفنادق )

  وقد تحدثت مع أحد الأطباء  فى هذا الأمر فأخبرنى أن الشذوذ الجنسى , أنواع منها ما هو مرضى مثل حالات زيادة هرمونات للطرف الآخر فتظهر علامات الأنوثه لدى بعض الرجال , أو العكس بالنسبه للنساء , وهى حالات لا تحتاج الى التهكم والسخريه بقدر ما تحتاج للعلاج  كأى حاله مرضيه تحتاج الى علاج دائما , أما النوع الآخر فيتسبب فى خلقه الفراغ الداخلى  والوحدة والملل واللامبالاه , التى تدعو الى خوض التجربه والمغامره , وكثيرا ما تنشا بين تجمعات الجنس الواحد كالمؤسسات الإصلاحيه مثل السجون . 

أما بالنسبه للشذوذ داخل المجتمع الجنوبى أو مصر بوجه عام لا يمثل ظاهره على وجه الأطلاق بالرغم من إنتشاره فى بعض المدن السياحيه إلا أنها محصوره فى قله من الطبقات الفقيره غير المثقفه ,  ولمهن بعينها , كبعض سائقى الحنطور, وبعض الفئات من الشباب العاملين بمجال الحقل السياحى , إرضاء لبعض السائحين الأجانب مستبعدا وجود تلك الممارسات داخل طبقه المثقفين سواء المصريين  أو الأجانب , مستدركا قله ضئيله منهم   ولكنها حريصه على أخفاء حقيقة أمرهم

أما عن كون الإختلاط  والأنفتاح هو أحد الأسباب الأساسيه والرئيسيه فى وجود تلك الحالات ؟

 لم يكن  الأختلاط حديثا على مجتمعاتنا , فطبيعة المكانه الآثريه والسياحيه , جعلت إختلاطنا بالمجتمعات الآخرى منذ مئات السنين , لكن الأختلاط  قديما كان له شكل يختلف عن الآن  حيث كان يتمثل فى تبادل الثقافات والأفكار والتجارب

 ولكى  تكتمل الصورة  تحدثت  مع مرشد سياحى   أضاف لى مجموعه  من المعلومات  أكد فيها  وجود نوعية من الشواذ  يقابلهم  ويصادفهم الشخص أثناء عمله , ويتابع تحركاتهم مباشرة ويلاحظ دائما أنهم مجال للسخريه من باقى المجموعه المصاحبه , ويستعجب من أنه يتعرف كل منهم على الآخر , ولأول مره بسهوله  فهل لهم رائحة مميزه , أو طريقة  سلام متفق عليه فيما بينهم إضافة الى الأغنيات والرقصات الخاصه والتى شاهدها من زوجين منهم أثناء نزهة نيليه فى ظل طقوس خاصة تبدأ بإطفاء الأنوار وخلق جو مناسب , لكن أفعالهم كانت مسار سخرية وأمتعاض من باقى أفراد المجموعه السياحيه , كما ذكر لى أن بعضهم له طقوس خاصة فى حفلات الزواج التى تعتمد على إتفاق الوليفات .

  وقد أبدى دهشته  عن ما يحدث للكثير من الشباب بالمدن السياحية , بعدما  أصبح شغلهم الشاغل هو جمع المال بأى طريقه أو وسيله حتى ولو كان ذلك على حساب كبريائهم وبتصرفات تمس مجتمعهم

  حيث تتراوح أعمار هؤلاء الشباب  ما بين ال14 الى 25 سنه فقط  وقد وصل الأمر الى سفر وهجرة بعضهم للخارج مع مريدهم من الشواذ الذين أستغلوا حاجتهم الى المال

 فقد ذكر لى المرشد أيضا أنه يعرف الكثير من الذين كونوا ثروات وأصبحوا من أصحاب الأملاك  فقد حدثنا  عن شاب  كان يعمل بأحد الفنادق  وهو جامعى تعرف على أحد الأجانب من نزلاء الفندق  وكانت البدايه علاقة عمل وبدعوه منه سافر معه لمدة عام ليعود بعدها , وقد تغير تماما فملابسه غريبه ومشيته أغرب ,  وقد كان هذا الشاب يقوم بأستضافة السائح فى منزله بصفه منتظمه مرتين فى العام بحجة أنهما صارا صديقان حميمان , وقبل مرور العامين  كان هذا الشاب  يمتلك عدد من البازارات والمحلات التجاريه , ولكن أفتضح  أمره عندما أنقطعت علاقته بذلك الأجنبى , وبدا الشاب نفسه فى أستدراج بعض الصبيه , وإغرائهم بالمال مقابل ممارسة الشذوذ معهم , ومن الغريب أنه فى كثير من الأحيان تعلم الأسره علم اليقين بما  يحدث   ولا يتخذ رب الأسرة أى قرار  لوقف ذلك بل يشجعه والأغرب تشجيع الزوجات لأزواجهن على أرتكاب هذه الجرائم , وخصوصا فى بعض المناطق السياحية بحثا عن الثراء الفاحش دون النظر الى أى إعتبارات آخرى.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق