CET 00:00:00 - 05/04/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

آمنة نصير: المناخ البشع الذي حل علينا من دول النفط أثر علينا ثقافيَا ومجتمعيًا
نبيل عبد التفاح: ضرورة إعادة التأهيل المدني والمهني للصحفيين.
سمير مرقس: مصر بعافية.
كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون

انتقدت الدكتور آمنة محمد نصير، أستاذة الفلسفة الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، المناخ المصري الموجود الآن مقارنة بفترات زمنية سابقة، مؤكدة أننا حتى منتصف الستينات لم يكن هناك تمييز بين المصريين في مظاهر الملابس، وأن الفترة التالية التي وصفتها بالرديئة هي نتيجة الهجرة إلى دول الخليج وخاصة شبة الجزيرة العربية، التي لم تصلح المجتمع اقتصاديًا لكنها أفسدت المجتمع ثقافيًا ومظهريًا، بعدما عاد إلينا العمال والمدرسون بأسوأ ما يمكن أن يعودوا به من الفكر السلفي أو الوهابي البدوي.

وأضافت آمنة، في اللقاء الفكري حول "دور الإعلام في انتزاع ثقافة التعصب" الذي نظمه منتدى حوار الثقافات ببرنامج شباب الإعلاميين يوم الثلاثاء الماضي، بجمعية الصعيد برمسيس، أن المناخ البشع الذي حل علينا من دول النفط (السعودية-العراق...إلخ) أثر علينا فكريًا وثقافيًا ومجتمعيًا، حتى وصل بنا الحال إلى حالة الضجيج في الإعلام الآن حول الجلابية وطول الدقن والطرحة والنقاب!!، موضحة أن هذا المناخ الوافد إلينا في شكلنا ومطعمنا أكثر خطورة في كونه مزقنا من الداخل.

وأشارت آمنة، إلى القنوات الدينية وانتشار المصطلحات والمفردات الدينية التي تفرق بين المواطنين المصريين في المجتمع من لاصقات على السيارات وتشغيل الآذان على الموبايل.. مؤكدة أننا ينقصنا مشروع قومي يجمعنا كمصريين، ويُشغل حالة الفراغ التي نعانى منها بدلاً من حالة "الإلهاء" التي ننشغل بها عبر وسائل الإعلام، ليعود الشارع المصري مثلما كان منذ أكثر من 50 عامًا.

وانتقدت نصير، طريقة معالجة القضايا في مصر، عن طريق اليقظة ثم عفي الله عما سلف ونسيان القضية، وفي نهاية حديثها عبَّرت عن حُلمها أن ترى مصر كسفينة تظللها العدالة والمساواة.

تحويل الإعلام من أداة سلبية إلى أداة لتعظيم المشتركات
من جانبه،نبيل عبد الفتاح تساءل الأستاذ نبيل عبد الفتاح، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كيف يمكن تحويل الإعلام من أداة سلبية تفتح الانشقاق بين أبناء الأمة الواحدة إلى أداة لتعظيم المشتركات بينهما وبناء جسور مشتركة على أساس القيم والمعايير المشتركة بين المسيحيين والمسلمين؟ مقترحًا: "إعادة التأهيل المدني والمهني للصحفيين وضرورة وضع دليل للتناول الصحفي للمشكلات أو الوقائع ذات الأطراف المتعددة (دينيًا-جنسيًا-عرقيًا..) بما يتناسب مع القيم المصرية"، مستشهدًا بدليل الــ BBC، بالإضافة إلى إصدار تقرير ربع سنوي، حول التناول الإعلامى للمواطنة والتوترات الطائفية، مُطالبًا بالتدريب المستمر للصحفيين المصريين، ومنتقدًا استخدام بعضهم اللغة الدينية الأكثر رواجًا والمستوى المهني الضعيف لبعضهم، ومشيدًا بصحفيي لبنان من حيث الأداء المهني الراقي.

ملاحظات على الأداء الإعلامي
وعزز الكاتب المصري سمير مرقس، خطورة الإعلام المعاصر كونه أصبح منافسًا لمؤسسات التنشئة التقليدية (الأسرة-المدرسة...إلخ)، مستشهدًا بالإعلام الإلكتروني (المواقع الإلكترونية - الشات- الفيس بوك- اليوتيوب)، كمساحات لتشكيل الوجدان المصري والتأثير عليه، مؤكدًا على أن "مصر بعافية"، على حد تعبيره.

وقدم مرقس عدة ملاحظات على الأداء الإعلامي المصري منها:
1- وقوع الإعلام في التصنيف الديني سمير مرقس(مسلم-مسيحي) أي أن مصر أصبحت (مصران أو شعبان)، فالإعلام يلح يوميًا على التصنيف الديني، منتقدًا إطلاق الإعلام مصطلح "باحث قبطي" لصبغه بالصيغة الدينية، فقد يوجد باحث في القبطيات مسيحي أو مسلم.
2- القراءة الدينية للوقائع (حادثة فرشوط ونجع حمادي..)، فعندما يُصر الإعلام على كتابة الخبر الرئيسي في معظم الصحف "اعتداء شاب مسيحي على فتاة مسلمة" وتحويل الوقائع الجنائية إلى وقائع طائفية.
3- التسييس والتديين: إعادة تسييس المشاكل الطائفية مستشهدًا بقوله بعد حادث "العياط" إننا تجاوزنا حد الأمان نتيجة إعادة قراءة الحوادث بحسب الموقف السياسي لكل صحيفة.
4- الاجتزاء (القص واللصق) من السياق، مستشهدًا بما ينشر على موقع اليوتيوب من اجتزاء بعض المقاطع من السياق قد تكون مدمرة وخطيرة.
5- التهاون في موضوع السجال الديني (التنافس بين الأديان) مؤكدًا على أن المسيحي والمسلم تاريخيًا استطاعا التعايش بالرغم من انتمائهما للمطلق، وأشار مرقس إذا فُرض وجود طفل يستمع لرجل دين يحض على الكراهية، فإنه يوجد ثلاثة احتمالات لهذا الطفل عندي يكبر ويخرج إلى المجال العام: التغاضي عن الآخر، أو إنكار وجوده، أو إهدار دمه.!!

وحدد مرقس أربعة محاور لتقديم رسائل إعلامية ايجابية:
1- معرفي/معلوماتي حول تاريخ العلاقات المسيحية /الإسلامية.
2- قيمة الحوار الثقافي والحياتي.
3- استعادة قيم الدولة الحديثة التي ليست في خصومة مع الدين.
4- كيفية التعامل مع إشكالات النزاع الديني (التغطية الدقيقة في المعلومات).

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٢٠ تعليق