CET 00:00:00 - 03/02/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

التنمية في الصعيد "محلك سر"!
كتب: هاني دانيال – خاص الأقباط متحدون

انتقد نبيل عبد الفتاح "مدير مركز تاريخ الأهرام" خلط الدين بالرياضة، واستخدام رموز دينية في الملاعب بعيدة تمامًا عن الغرض الذي تم من أجله تنظيم البطولات الرياضية، حيث بدأ البعض ينتظر ديانة الفريق الفائز لتأكيد أحقية هذا الدين على الأديان الأخرى، وإقحام الله في أمور منزه عنها، واعتبر استخدام الشعارات الدينية في الملاعب الرياضية نوع من "التنطع"!
عبد الفتاح خلال مشاركته في مائدة مستديرة نظمها كل من مركز أندلس لدراسات التسامحاعتبر عبد الفتاح أن المعيار الأساسي الذي يتم عليه اختيار اللاعبين يكون على أساس المهارات والخبرات والقدرات التي يتميز بها الفرد، وليس على حساب تدينه أو علاقته الروحية بالله، فهناك فرق جوهري بين أن يكون الاختيار على أساس التفوق الرياضي والموهبة، أو يكون على أساس العلاقة بين الفرد والله، مشيرًا إلى أن الاتحادات الدولية المنظمة للألعاب الرياضية عليها دور مهم خلال الفترة المقبلة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي ستؤثر حتمًا على البطولات بشكل سيء.
أوضح عبد الفتاح خلال مشاركته في مائدة مستديرة نظمها كل من مركز أندلس لدراسات التسامح بالتعاون مع معهد التنوع الإعلامي تحت عنوان "كيف يحمي الإعلام حرية العقيدة؟" أن المجتمع المصري يشهد العديد من المتغيرات تساهم في تأجيج السجال الديني، فهناك تصريحات منسوبة للمدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم تتعلق باختياره للاعبين على أساس علاقته الروحية بالله وتدينه، وتراجع دور المؤسسات الدينية لصالح الفكر السلفي، مع انتشار ملحوظ للفكر الوهابي الذى لم يختبر أي معتقدات أخرى، وهو ما أثر بشكل كبير على العلاقات الإسلامية المسيحية في مصر.

دعا عبد الفتاح إلى ضرورة التعامل بحزم مع حوادث الاحتقان الطائفي، وضرورة توافر إرادة سياسية لحل هذه النزاعات، وتطبيق القانون بصرامة على الجناة، وملاحقة المجرمين، وتعزيز القانون من أجل الحفاظ على هيبة الدولة والتى ترفط فيها من خلال عقد جلسات عرفية تنتمي للقبلية وتعمل على إقصاء أساسيات الدولة المدنية، وأهمية إعادة النظر في ميثاق الشرف الصحفي، ومساءلة المخطئين ومشعلي الفتنة، وتدريب الصحفيين بشكل جيد للتعامل مع قضايا المواطنة، وإصدار تقرير حول الحالة الطائفية في مصر.

وردًا على أسئلة "الأقباط متحدون" حول توقف تقرير الحرية الدينية والذي سبق أن أصدره مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، وأسباب عدم تنفيذ توصيات جمال العطيفي والمقدمة منذ عام 1971، قال عبد الفتاح أن هذا التوقف يتعلق بأمور خاصة بالمركز والمؤسسة، ولا يوجد دور للدولة في هذا الشأن، أما ما يتعلق بتوصيات العطيفي، أوضح عبد الفتاح أن عدم تنفيذ توصيات العطيفي سبب الكوارث التي يتعرض لها المجتمع المصري، خاصة وأن هذه التوصيات هي نفسها التي يطالب بها المثقفين والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني، ولو كان هناك تعامل جدي مع هذا التقرير في حينه لما شهدت مصر هذه الدرجة من الاحتقان.

من جانبها دعت كريمة كمال "الكاتبة الصحفية" إلى ضرورة تشكيل مرصد إعلامي يعمل على رصد الانتهاكات التي تتم في الصحف، ومساءلة المخطيئن في هذا الأمر، وأن يتم استخدام نشر ما ورد بالتقرير كأداة ضغط على الصحف لعدم وقوعها في هذه الأخطاء، كما دعت إلى ضرورة إعادة النظر في الدورات التدريبية التي يتم تنظيمها للإعلاميين، خاصة وأن معظم هذه الدورات لا تحقق الغرض المطلوب، وهناك اختيارات تتم بشكل خاطئ تعمل على منح فرصة جيدة للتدريب لمن لا يستحقها.

مائدة مستديرة نظمها كل من مركز أندلس لدراسات التسامح بالتعاون مع معهد التنوع الإعلامي تحت عنوان "كيف يحمي الإعلام حرية العقيدة؟"من ناحية أخرى انتقد الدكتور أحمد عبد الله "أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق" التصريحات الحكومية المستمرة بشأن الاهتمام بقضايا التنمية في الصعيد، وانه يحتل أولوية عمل الحكومة، خاصة وأن الاحتقان الطائفي في الصعيد يؤكد وجود خلل في الصعيد، وأن الحكومة لا تحسن التعامل مع التركيبة الخاصة بالصعيد، ونتيجة ذلك تحدث كل هذه الجرائم بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن الصعيد يعاني من إهمال متعمد، ولا بد من اتخاذ خطوات فعلية لتغيير هذه الأوضاع.
أشار د. عبد الله إلى ضرورة أن يكون للإعلام دور تنويري في مواجهة التعصب ورفض الآخر، والعمل على نشر قيم التسامح وقبول الآخر، وأن يكون الإعلام أداة للتقدم ونشر الوعي.

وقدم باريتش سولينكي "رئيس مجلس إدارة معهد التنوع الإعلامي" بعض الأرقام والمؤشرات التي تتعلق بتعامل الإعلام مع الأقليات في انجلترا، واستعراض لميثاق شرف يقوم بالتوقيع عليه أي شخص يلتحق بهيئة الإذاعة البريطانية، وما يخالفه يعرض نفسه للمساءلة، ولأن المجتمع البريطانى يضم بين صفوفه 12% من الأقليات عملت الـ BBC على وجود 12% من العاملين بها من الأقليات، مع الوضع في الاعتبار أن الأقليات ليس المقصود منها المسلمين فقط، وإنما تشمل هذه النسبة فئات أخرى.

وشهدت الندوة تقديم مركز أندلس لدراسة حول التناول الإعلامي لجريمة نجع حمادي، قدمه عبده ابراهيم "باحث في العلوم السياسية"، واعتمد في هذه الدراسة على ما نشرته 3 صحف وهي الأهرام والوفد والمصري اليوم، واستشهد ببعض ما كتبه المثقفين والسياسيين، حيث وصفها البعض بأنها حادثة خطيرة في المجتمع المصري، وملاحظة اهتمام الصحف بشكل غير عادي بهذه الجريمة ونشر العديد من المقالات عنها، ووصفها أحد الكتاب لها بأنها "11 سبتمبر"، وكتب عنها الدكتور عمرو الشوبكي تحت عنوان "الطائفية الجديدة"، وكتب عنها سمير مرقص تحت عنوان "مرحلة التناحر القاعدي".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق