CET 00:00:00 - 06/03/2009

في دائرة الضوء

بقلم / إسحق إبراهيم
رجل الآراء المثيرة للجدل الذى يسبق أسمه لقب الدكاترة ، أغضب الأقباط كثيرا جدا ولم يرض عنه كل المسلمين . الأقباط يطلقون عليه ألقاب منها الخائن ونبيل بلاوى والشيخ ويهوذا ذلك لانه يزايد على حقوق الأقباط ، ولا يكتفى بدفاعه عن السلطة والأمن الذى كان فى يوما ما أحد أفراده بل لانه  ينكر على الأقباط الحديث عن همومهم ومشاكلهم، لاسيما أن الدكتور بباوى أصبح من أشد المدافعين عن الدولة الإسلامية والفكر الوهابى، أما المسلمون فهم غير راضين عنه لانهم يدركون أنه يسعى فقط للشهرة ، وتعج المنتديات الإسلامية  بالنقد الحاد له  رغم الخدمات الجليلة التى يقدمها للفكر الإصولى.
شهدت الأيام الماضية أحدث جولات بباوي داخل مجلس الشورى  ، طالب بتغيير كلمة ( غزوات الرسول ) ، قائلا أن معنى " الغزو " هو الاعتداء على ارض الآخرين بغرض الاحتلال .. وهذا التعبير فيه  ظلما للنبي ، وأن مواجهات المسلمين كانت دفاعية فقط. يختلف هذا الطرح مع  كتب التاريخ الموثقة التى أجمع بعضها  أن دخول الإسلام مصر كان غزواً  ومن أبرزها كتاب  " هوامش الفتح العربى وحكايات الدخول" للكاتبة المعروفة سناء المصرى التى  ذكرت الأدلة التاريخية والعلمية التى تؤكد على غزو الإسلام لمصر ورصدت ما فعله المعتدون .

على الجانب الاخر رفض علماء المسلمين اقتراح بباوى ، وقالوا إن هذا الوصف ( غزوة)  صحيح ويرجع تأصيله الى الخلفاء الراشدين ، ولا يوجد داعى لتغييره كما ان وصف غزوات لا يتناقض مع سماحة الإسلام . وزادت حدة الانتقادات لبباوى فى  المنتديات الإسلامية التى  كتب فى أحدها عن  بباوى:  " يزعم كافرٌ أنه أغير على النبي من المسلمين ، وأن المسلمين – علماءهم وعامتهم وتراثهم – قد ظلموا نبيهم ، فلا أشك أنه أخرق ، فإن الموحدين يحبون نبيهم ويغارون عليه بما لم يسمع به البشر قط ." ويكمل المنتدى : " كلمة  الغزو  أطلقها النبي بنفسه ، كما جاء في صحيح مسلم أنه كان إذا أمر أميرا على جيش أو سرية ، أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : " اغزوا باسم الله ، في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا .. " . فالنبي سمى ذلك غزوا ، وهو يعلم معناها ومرادها ، فهل هو أعلم بالنبي ؟ وهل هو أعلم بمعنى العربية منه .
للدكتور بباوى مواقف أخرى يتذكرها جميع المصريون ، فقد  رفع راية الدفاع عن المادة الثانية فى الدستور التى تنص  أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع بحجة أن فيها  حماية للمسيحيين لأن مبادئ الشريعة سوف تطبق عليهم وأولها حرية الاعتقاد. وأعد بباوي بحث عن المادة الثانية من الدستور بين البقاء والإلغاء وقام بتوزيعه علي أعضاء مجلس الشورى ليكون تحت نظرهم عند مناقشة التعديلات الدستورية التي تقدم بها الرئيس.

يتميز الدكتور نبيل بباوى  بغزارة وسيولة انتاج الكتب التى تشدو نفس الأغنية، الأقباط لا يقع عليهم اى ظلم ، والدولة الإسلامية أفضل النماذج التى تكفل للأقباط حقوقهم،  ومن أهم مؤلفاته: "الوحدة الوطنية.. نموذج طنطاوي وشنودة‏"، و"الوحدة الوطنية ومأساة التعصب"‏،‏ و"السيدة العذراء وادعاءات المفترين"، و"السيد المسيح وادعاءات المفترين"‏، و"مشاكل الأقباط في مصر"، و"خطورة مناقشة العقائد في الإسلام والمسيحية".
وفي الجانب الإسلامي: "محمد الرسول صلى الله عليه وسلم وادعاءات المفترين"، و"انتشار الإسلام ‏بحد السيف بين الحقيقة والافتراء"، و"الإرهاب ليس صناعة إسلامية"، و"زوجات الرسول والحقيقة والافتراء في سيرتهن"، و"الجزية على غير المسلمين.. عقوبة أم ضريبة؟‏". ويستعد الآن لإصدار كتاب عن غزوات الرسول. اضافة الى دكتوراة فى الشريعة الاسلامية، هذه الغزارة جعلت  مجمع البحوث الإسلامية يرشحه  لجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، تقديرا لكتاباته التي أنصف فيها الإسلام، وفند آراء المستشرقين الذين دأبوا على الهجوم والافتراء على الإسلام، وهي أول مرة يرشح فيها مجمع البحوث شخصية مسيحية منذ إنشائه.

مواقف الدكتور بباوى طالت الليبراليين والشرفاء الذين يسعون الى خير مصر وتقدمها ، هؤلاء أيضا لم يسلموا من  بباوى الذى يلاحق الدكتور سعد الدين إبراهيم قضائيا وأصبح متخصصاً فى دعاوى التخابر والتخوين الوطنى ضده  كما  ان للدكتور نبيل شهرة حصل عليها من تعليق لافتات تاييد الرئيس والحكومة  فى الميادين العامة ، والغريب ان لافتة وضعها  اثناء الانتخابات الرئاسية الماضية مكتوبة فيها ان" 70 مليون مصرى ومنهم العيل اللى فى بطن امه عايزين ينتخبوا مبارك" وهو ما اثار استياء قطاعات واسعة من المصريين خاصة المثقفين الذين انتقدوا بباوى وهو الأمر الذى أدى الى قيام محافظة القاهرة برفع هذه اللافتة. 
فى نفس السياق يكيل بباوى نفس الاتهامات لأقباط المهجر، تارة بحجة أنهم يعيشون فى الخارج وليس لديهم معلومات كافية عن الأقباط وتارة أخرى بأن أقباط المهجر لا يملكون حق  الحديث عن هموم الأقباط. ونتيجة لذلك تعرض بباوى لانتقادات واسعة فى المواقع والمنتديات القبطية التى تصفه بأنه يغازل السلطة والاعلام ليبقى فى دائرة الضوء خاصة أن السلطة كافئته بالتعيين فى عضوية مجلس الشورى.  

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢١ صوت عدد التعليقات: ٥١ تعليق