الأقباط متحدون | نداءت السلفيين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٢٣ | السبت ١ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٠ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

نداءت السلفيين

السبت ١ اكتوبر ٢٠١١ - ١٧: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. عايدة نصيف
لم نسمع عن نشاط السلفيين السياسى إلا بعد خلع مبارك، ولم يكن لهم جهاد سياسى فى ظل النظام السابق ولا تحركات منظمة، وفى لمح البصر وفى غضون شهور قليلة نجد أحزاب سلفية ونداءت ودعوات باسم الإسلام لنصرته فى إطار سياسى، وكأن مصر لم يوجد بها إسلام من قبل ولا مسلمين ولا تنويريين إسلاميين أمثال الشيخ محمد عبده ولا يوجد الأزهر منارة الإسلام فى العالم، وكأن مصر أيضًا الغالبية العظمى من شعبها فى العهود السابقة لم تكن متدينة ولم تعرف ربها، ولا أدرى كيف يتكلم هؤلاء عن شعب بأكمله له إرادة حرة ومن أعطى لهم الحق فى ذلك، فالشعب المصرى شعب متدين بفطرته يقدس دينه ويمارس طقوسه مسلم ومسيحى يعرف ربه ولم يكن من المنتظر أن يأتى من يدعون إلى هذه الدعوات ويبشرون بالإسلام؛ لأن الإسلام موجود فى مصر منذ عهد عمرو بن العاص أى من عدة قرون والغالبية العظمى من مصر يدينون بالدين الإسلامى الكريم ويعيشون مبادىء الإسلام ، وانه من الخطأ الفاضح استبداد من يقومون بهذه الإدعاءت للقفز على الثورة ووضع عراقيل لبناء دولة حديثة اتفق الجميع مسلمون ومسيحيون على أن تكون دولة مدنية تسعى إلى التقدم دون أن تفرط في الأديان.

 

فإن إطلاق الحريات الكاملة لبعض الأفراد أمر يفهم بطريقة غير سليمة فيأخذون من هذه الحرية المطلقة ذريعة للدكتاتورية وتطبيق اراء واتجاهات ذاتية للوصول الى الحكم دون النظر إلى مصلحة مصر وبناء الوطن فقبل ان يؤسس مجموعة من الافراد المتفقين فى الافكار والاهداف حزب ما يجب أن يكون لديهم تثقيف سياسى ووعى وإدراك للحظة التاريخية الفارقة والتى نعيشها فى تاريخ مصر، فلابد من التفاهم للتعايش و لا بد من تقييد من يريدون منع اصوات اتجاهات مختلفة من الشعب المصرى بما إنهم موطنون لهم حق الحياة وإبداء الرأى فكل اتجاه يعبر عن رأيه دون إقصاء الآخر ودون الاعتداء على حقوق المواطنة.

 

فلا يجب ان تنظر فئة بعينها إلى النمو الذاتى بل إلى النمو العام لمصر وشعبها الذى هو مزيج من الحضارة الفرعونية والمسيحية والإسلامية فمصر بها اعظم ثلاث حقب فى تاريخ العالم ومن يُسقط حقبة منها فهو يقضى على مستقبل اولاده قبل مستقبل شعب باكمله.فقد قال احد قيادى السلفيين " ان الانتخابات المقبلة إما أن تشهد نجاح الإسلاميين فى الوصول إلى الحكم أو سيطرة الليبراليون عليه "

 

ولا ادرى هل هؤلاء الليبراليين كفرة ولا يعرفون الإسلام ولا الله وهل تقسم مصر إلى قسمين متناحرين بين ليبراليين وإسلاميين، أم نسى من يدعى ذلك ان هناك مصريون مسيحيون يحبون هذا الوطن ويتنفسون نفس الهواء الذى يتنفسه اخوانهم المسلمون فيخرج الهواء من رئة المسلم ليدخل فى رئة المسيحى ولا يسأل الهواء نفسه عن ديانة من يستحق الحياة وهل يستطيع هؤلاء تقسيم الهواء أيضًا إلى ليبرالى وإسلامى ومسيحى
فمن يحب هذا الوطن حبًا حقيقيًّا لا يندفع وراء إملاءات ذاتية وأن يحافظ على هذا الوطن الفريد الذى يحتضن المسلمين والمسيحين من اتجاهات مختلفة ومتنوعة يمكن ان تعطى لهذا الوطن اذا استخدمت بالطريقة الحقة تميزًا رائعًا كما تعودنا فى تاريخ مصر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :