الأقباط متحدون | ازدواجية المعايير في "مصر" والعالم العربي والإسلامي!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠٤ | الثلاثاء ٦ سبتمبر ٢٠١١ | ١ نسئ ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥٠٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ازدواجية المعايير في "مصر" والعالم العربي والإسلامي!!

الثلاثاء ٦ سبتمبر ٢٠١١ - ٣٦: ٠٦ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 
بقلم: صبحي فؤاد
منذ أيام قليلة، طالب عدد من السوريين، وفي مقدمتهم المتأسلمين، الدول الأوروبية و"الولايات المتحدة الأمريكية" بالتدخل الفوري عسكريًا ضد نظام الرئيس السوري "بشير الأسد"، أسوة بتدخلهم في "ليبيا" طيلة الشهور الماضية. ومع هذا، لم نسمع صوتًا واحدًا في العالم العربي أو "مصر" يتهم إخوان "سوريا" والمعارضة بالخيانة العظمى أو التآمر ضد الوطن أو الاستقواء بالدول الأوروبية ضد النظام السوري الحاكم.
 
وفي "ليبيا"، رأينا كيف أن الإسلاميين سعوا بلا حياء أو خجل من أجل الحصول على دعم مادي ومعنوي وعسكري ضخم من الفرنسيين والإنجليز والإيطاليين وبقية دول حلف "الناتو"، لتدمير قوات "القذافي" والقضاء على نظامه بقوة السلاح، وتمكينهم من حكم "ليبيا".. بل وكشف النقاب عن وجود قوات أجنبية من الكوماندوز كانت تحارب ضد "القذافي" جنبًا إلى جانب الإسلاميين، ومع هذا لم نصوِّت صوتًا واحدًا معارضًا سواء داخل "مصر" أو في أي دولة عربية.
 
وفي "مصر"، كشفت الوثائق التي نشرت النقاب عن اللقاءت السرية التي كانت تجري قبل 25 يناير وبعدها، بين الوساد الإسرائيلي والمخابرات والمسئولين الأمريكان من ناحية، والإخوان المسلمين في "مصر"، من أجل التعاون والتنسيق بينهم للتخلص من حكم "مبارك".. ومع هذا، لم نر واحدًا منهم يقدَّم للمحاكمة بتهمة العمالة أو الخيانة، والتآمر على قلب نظام الحكم أو الإضرار بالأمن القومي لـ"مصر".
 
وعبر التاريخ، وجدنا الزعيم المصري "مصطفى كامل" ينتهز حادثة "دنشواي" في عام 1906، عندما أعدم الإنجليز المحتلين ظلمًا أربعة من الفلاحين المصريين، ويذهب إلى أوروبا لكي يحرِّك الرأي العام الإنجليزي والأوروبي ضد القوات الإنجليزية المحتلة. وأدَّت جهوده إلى سحب اللورد "كرومر" وتعيين "الدون جروست" مكانه. واعتبر عمله هذا عملًا شجاعًا بطوليًا وليس استقواءًا بالدول الأوروبية والرأي العام الغربي.
 
وعندما لجأ ابن رئيس الوزراء اللبناني الراحل "رفيق الحريري"- الذي اُغتيل منذ سنوات قليلة- إلى المحاكم الدولية، للتحقيق في مصرع والده، لشكه في أن المحاكم اللبنانية لن يكون في مقدورها النظر إلى القضية بحيادية ونزاهة نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية على السلطات اللبنانية- لم نجد أحدًا داخل "مصر" أو خارجها يتهم "سعد الحريري" بالخيانة أو العمالة أو الاستقواء بالخارج.
 
وفي "مصر" بعد الثورة، أُفرج (صحيًا) عن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الملياردير "خيرت الشاطر"، وزميله رفيق الكفاح د."عصام العريان"، وغيرهم كثيرين من الإخوان والسلفيين والمتطرفين.. كما أُفرج عن فتاة مصرية سبَّت ولعنت وأهانت وهدَّدت بالصوت والصورة رئيس المجلس العسكري المشير "طنطاوي" ورئيس العلميات الفريق "عنان"، بينما سُجن الشاب "مايكل سند" ثلاث سنوات، لمجرد أنه كتب "رأي" ينتقد فيه المشيرعلى شبكة الإنترنت، ولم يكن دينه- لسوء حظه- هو دين الدولة مثل بقية الذين أُفرج عنهم.
 
في العالم العربي- و"مصر" بالذات- نجد الشارع يثور لأتفه الأسباب، والصحافة تتحرك لكي تهيِّج الرأي العام، والساسة يفتحون أفواهم بأصوات الإحتجاج العالية إذا رسم "واحد غبي" من الغرب رسمًا مهينًا للإسلام، أو إذا قُتل واحد مسلم في "ألمانيا" أو "بريطانيا" لأي سبب من الأسباب لا علاقة له بالعنصرية أو الطائفية.. أما عندما تُرتكب المذابح البشعة يوميًا ضد المسيحيين في "نيجريا" أو "السودان" أو "مصر"، فنجدهم يصمتون صمت الأموات والقبور!! وعندما يُقتل ويُسجن المصريون، ويُعاملون مثل اللصوص والمجرمين في "السعودية" أو "ليبيا" أو "لبنان" أو أي دولة عربية أو إسلامية، نجد الجميع  يصمتون، وتُصاب ضمائرهم بالعجز التام، وإذا اضطروا للكلام نجدهم ينكرون ويدَّعون عكس الحقيقة..
 
كل هذه الامثلة التى ذكرتها تقودنا الى حقيقة واحدة الا وهى ان غالبية العرب والمسلمين يتعاملون مع غيرهم من بقية البشر واصحاب الاديان الاخرى بازدواجية عجيبة ومعايير متناقضة تماما ..وهذة الازدواجية تجعلهم يحللون لانفسهم ما يحرمونه على الاخرين ولذلك  لاغرابة ان نجدهم ايضا يحكمون على الاخرين بعكس ما يحكمون به على انفسهم واتباعهم .
هل منكم من يتذكر ماذا فعلوا بالمواطن المصرى المقيم فى امريكا " موريس صادق " لمجرد انه طالب امريكا بالضغط على النظام فى مصر من اجل تحقيق العدل والمساواة لجميع ابناء مصر ووضع نهاية للتميز ضد غير المسلمين ؟
جردوه من جنيسته المصرية واتهموه بالخيانة العظمى اما الخونة الحقيقين الذين خططوا ودبروا وتأمروا على بلدهم مع الموساد الاسرائيلى والمخابرات الامريكية فلم يجرؤ واحدا فى مصر على توجيه اى اتهام لهم او حتى مجرد التحقيق معهم او معاتبتهم !!
هل نتذكر ردود الافعال الغاضبة داخل مصر عندما طالب بعض الاقباط باللجوء الى المحاكم الدولية بحثا عن العدالة الضائعة فى مذابح الكشح وكنيسة القديسين ومئات غيرهم من الجرائم العنصرية التى راح ضحاياها مئات الابرياء ولم تعاقب الدولة حتى الان واحدا من القتلة فى اى جريمة من هذة الجرائم البشعة ؟
ويوم 4 سبتمبر وفى شريط كلنا او معظمنا شاهدناه على الانترنت للداعية الاسلامى " وجدى غنيم"  اتهم الشيخ المجلس العسكرى بالخيانة وتهم اخرى كثيرة وادعى حصول المشير طنطاوى على راتب شهرى وقدره مليون جنيه بدل ولاء اما الضباط الاقل فادعى حصولهم على نصف مليون جنيه شهريا ..فترى هل سيتم التحقيق مع الرجل ومواجاهته بما قال من اتهامات خطيرة مثلما فعلوا مع الشاب مايكل سند الذى سجنوه ظلما ثلاث سنوات  وغيره من الشباب المصرى ام اننا سوف نرى مرة اخرى معايير العدالة فى مصر تختلف عندما تاتى الاتهامات والاهانات العلنية من رجل محسوب على جماعة الاخوان المسلمين والمتأسلمين؟
اخير كل ما ارجوه من المتأسلمين وجميع اخوتنا المسلمين الا يحرموا على غيرهم ما يبيحونه لانفسهم وان يقبلوا التعامل معهم بالمثل لاننا فى النهاية كلنا بشر ابناء خالق واحد سواء كنا مسيحيين او مسلمين او يهود او هندوس او اى ديانة اخرى او حتى كفرة من عبدة البقر او الجاموس او التماثيل.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :