الأقباط متحدون | نحو خدمة أفضل لأخوة الرب الأصاغر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤٣ | الثلاثاء ٦ سبتمبر ٢٠١١ | ١ نسئ ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥٠٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نحو خدمة أفضل لأخوة الرب الأصاغر

الثلاثاء ٦ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم / د. فكرى نجيب أسعد

إن الوضع الحالى الذى آلت إليه كثير من شعوب العالم بأن الحياه للغنى وإن الموت للفقير، وبإنقسامها إلى عالم غنى يعرف بالشمال وعالم فقير يموت سكانه جوعاَ يعرف بالجنوب يكشف عن مظالم إقتصادية إجتماعية عالمية لا يجب أستمرارها. لا شك أن الأديان السمائية لها دور قوى فى خدمة الفقراء وفقاَ للمبادىء والقيم الإلهية التى تنادى بها والغائبة للأسف عن عالم اليوم الذى أنقلبت مبادئه وقيمه الدينية والإنسانية رأساَ على عقب حيث أعطى الإنسان الأولوية للمادة على حساب الروح .


أن أتفاق الأديان من خلال الحوار على وضع صيغة لخطة الله الأقتصادية الأجتماعية والتوعية بها والدعوة للعمل بها لتحقيق تنمية تتسم بالقيم والمبادىء المشتركة بين الأديان هو أمر أراه ضرورى لمواجهة الفقر الذى أنتشر فى مناطق عديدة من العالم والذى تم أستغلاله من جانب بعض الأغنياء فى الهيمنة على الفقراء وسلب حريتهم الشخصية. وهناك مقولة مشهورة تنتقل بين الكثيرين : " أن من لا يملك قوته لا يملك حريته " وقد تولد عن الفقر الكثير من المشاكل كالتسول والكثير من الجرائم كجريمة الإتجار فى البشر التى تصاعدت كما يشير البعض بشكل غير مسبوق فى العقد الأخيرفى إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكرامته وآدميته وتحولت إلى ظاهرة عالمية عابرة للحدود الدولية تفرض نفسها بقوة على الأجندة الدولية .


أنه من الضرورى الأقتداء بالسيد المسيح فى أعمال المحبة التى صنعها نحو الفقراء، وبالقديسين الذين يرون بأن الفقراء كنز لدخول ملكوت السموات من خلال أعمال المحبة والبر التى يصنعونها نحوهم والتى تؤهلهم لدخول الملكوت. لقد أعتبر السيد المسيح أن الديانة الطاهرة عند الله الآب هى أفتقاد الأرامل والأيتام فى ضيقاتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم، وأعتبرأن الفقراء أخوة له وأشار بأن جميع أعمال البر والرحمة والمحبة التى تعمل معهم كأنها قدمت إليه " الحق أقول لكم : بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم " ( مت 2 : 40 ). ولقد ترك لنا نموذج سامى فاض بالرحمة والمحبة العملية لكل إنسان محتاج، فقد عاش الشطر الأكبر من حياته يشاطر المحتاجين والمرضى والمتألمين ويتحنن على الجموع ( مر 6 : 34 ) ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب ( مت 4 : 23 ) ويجول يصنع خيراَ ( اع 10 : 38 ) وأعطى لنا أمثال للمحبة نحو أخوته الأصاغر مثل السامرى الصالح ومثل الغنى والفقير وأعتبر أن محبة القريب كالنفس هى أحد الوصايا الإلهية العظمى.


ان القريب الذى يطالبنا السيد المسيح أن نحبه كالنفس ليس هو قريب اللحم أو الدم أو العقيدة أو الذى تعجبنى صداقته ويتوافق مع فكرى ومزاجى، بل أن مفهوم القريب يتعدى كل ذلك ليشمل كل فرد فى الأسرة البشرية . ألسنا نحن أبناء أب واحد وهو آدم وأم واحدة وهى حواء ؟! إذاَ فنحن جميعاَ أقرباء فى أسرة بشرية واحدة، وأننا جميعاَ أعضاء فى جسد واحد، فالقريب هو كل إنسان دون إستثناء أياَ كان موطنه أو جنسه أو لونه أو عقيدته أو وظيفته، لا فرق فى ذلك بين إنسان وآخر، صديقاَ كان أو عدواَ . إنه الزميل فى العمل، والجار فى السكن، والمرافق فى السفر، وكل شخص له تعامل معك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :