الأقباط متحدون | صديقي عبد الكريم سليمان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:١٢ | السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ | ١٤ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

صديقي عبد الكريم سليمان

السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : د.ماركوس عياد
توقفت عن الكتابة منذ أكثر من أربع سنوات بعد أن اشتهرت كتابات صديقى عبد الكريم نبيل سليمان على مواقع النت وتم اعتقاله واستجوابه من أمن الدولة وسؤاله عن ديانته وإن كان هناك من يحاول تنصيره وحامت الشكوك حولى ووضعونى تحت المراقبة.
وأرسلوا لى تهديدا غير مباشر عن طريق أحد المتعاونين مع أمن الدولة ومرت الأحداث سريعة أفرج عن كريم وتم طرده من حزب الغد وانسحبت من الحزب تعاطفا معه ثم تعرض للتهديد وطرد من جامعة الأزهر ثم قدم للمحاكمة وحكم عليه بأربع سنوات حاولت فيها زيارته ولم أنجح سوى مرة وفى المرة الأخرى رأيت حضرة (الصول) يماطلنى وظننت أنه يريد بعض المال وعندما أخرجت له احتجزونى لأكثر من نصف ساعة وهددونى بتلبيسى قضية رشوة وكان السؤال الملح على ألسنتهم هى علاقتى بكريم وإن كان هو مسيحى أم مسلم؟

لقد خرجت من عندهم سالما وعاودت الكرة محاولا زيارته ولكن كل محاولاتى باءت بالفشل وكان لا بد من "قرصة ودن" فقد جاءنى تكليفى كطبيب بعد تخرجى من الجامعة فى مدينة بعيدة عن الإسكندرية وتقدمت بتظلم ليكون عملى فى مدينتى لأننى أعانى من شلل أطفال فى قدمى اليسرى ومن حقى قانونيا أن يتم تكليفى فى الاسكندرية ورفض التظلم واضطررت بعد أكثر من سنة إلى تقديم استقالتى من وزارة الصحة توقفت فى تلك الفترة عن الكتابة وقللت من اهتماماتى السياسية مرت أحداث كثيرة دامية أقرأ عنها على النت وأشاهدها فى صمت أكتم آلامى فى أعماقى ولكن هذه المرة سأنفجر من الكتمان اقتربت تلك الأحداث منى وأصبحت فى مستشفى القديسين التى أعمل بها لقد تحجرت الدموع فى عينى فى تلك الليلة أشعر بنار ملتهبة فى داخلى وأسنة مغروسة فى خاصرتى أنا على حافة الانهيار ولم أجد سوى أصابع مرتعشة وحروف متقطعة أعبر بها عما بقى فى من روح أرى الدماء أمامى فى كل مكان دماء الأبرياء تصرخ أمامى أين العدل؟ أين الرحمة؟ أين المساواة؟ أين الحقيقة؟ من المسئول؟
 
هل السلطة أم رجال الدين أم الدين نفسه؟
أخبرونى أيها المسلمون من المسئول؟ هل هى السلطة التى نتكاتف جميعا ضد ظلمها وفسادها أما فى مصائبنا فنجدكم تتحالفون معها ضدنا إنها السلطة الخبيثة التى تستخدم مبدأ "فرق تسد" لكى تشغل انتباهكم بعيدا عن حقوقكم
أم أنهم رجال الدين الذين أخذوا حظهم فى تسخين الحطب الطائفى دون رادع؟ 
أم أنه الدين الذى فيه ما فيه من آيات وأحاديث تدعو للعنف والعنصرية؟ 
 
إن كان دينكم حرية فلما كل هذا العنف؟ 
إن كان دينكم مساواة فلما تستكثرون علينا المساواة فى الوظائف ودور العبادة والأحوال الشخصية؟ 
إن كنا نسيجا واحدا وجسدا واحدا فأخبرونى كيف لعضو أن يشمت فى بلية عضو آخر؟
إلى متى تعرجون بين الفرقتين ؟ أعلنوها صراحة كيف تعلمون أولادكم الكراهية خلف الأبواب المغلقة وتعلنون العكس أمام الكاميرات؟
أولادكم تعلموا منكم كل شئ إلا النفاق عندما خرجوا يقذفوننا فى سيارة الإسعاف بالطوب والزجاجات الفارغة فيما كنا ننقل الجرحى إلى مستشفيات أخرى وعبارات التكبير والتشفى لا تبرح ألسنتهم
إلى متى تعرجون بين الفرقتين؟ إلى متى تسكرون وتعربدون فى الليل وتثورون لمنع بناء كنيسة فى النهار؟
إلى متى تنادون بالسلم وتنددون بالإرهاب على طريقة شركات التبغ التى تكتب (التدخين ضار جدا بالصحة)؟ 
كيف يمكن لعضو فى جسد أن يدمر ممتلكات عضو آخر فى نفس الجسد؟ كفاكم استخفافا بعقولنا كفاكم فصاما كفاكم استعلاء 
فى اليوم الثالث على مذبحة ليلة رأس السنة رأيت بأم عينى الشباب يقفون فى شارع خالد بن الوليد المقابل للمستشفى ويحملون الشوم والسواطير يهددون ويتوعدون وواحد منهم يقول (طب خلى كلب منهم" يقصد المسيحيين الغاضبين" ينزل) ولا أعلم ماذا كانوا سيفعلون بى لو عرفوا أنى واحد مسيحى "عفوا أقصد كلب كما يقول أحدهم" 

لقد أصيب بعض الشباب المسيحى وتم اسعافهم داخل المستشفى هذا غير محلات المسيحيين التى تم الاعتداء عليها من شركاء الوطن وأعضاء الجسد الواحد والنسيج المتماسك
يا أعضاء مجلس الشعب لماذا لم تناقشوا القانون الموحد لدور العبادة؟ إن لم تكن تلك نازية فكيف تكون النازية؟
يا نواب الشعب لماذا لا توجد قوانين صارمة تمنع التحريض والكراهية إن لم يكن ذلك تواطؤ فى الجريمة فكيف يكون التواطؤ؟ 
كفاكم مخاتلة وخداعا كفاكم فصاما ونفاقا وأخبرونا من المسئول؟ 
إن خدرتم ضميركم فالأحداث صورها حية تشهد عليكم ودماء الأبرياء ستظل تصرخ من المسئول؟ التاريخ لن ينسى سيسطر الأحداث بحروف من نور ويعلقها على السحاب ويصير وصمة عار فى جبينكم




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :