الأقباط متحدون | آه يا وطن متفيرس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٠٥ | الاثنين ٣ يناير ٢٠١١ | ٢٥ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس مبسوطة يا مصر
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١٨ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

آه يا وطن متفيرس

الاثنين ٣ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمد بربر
كم كنت أتمنى أن أسطر حروف مقالي الأولى بتهنئة لكل المصريين بمناسبة العام الجديد.. بالطبع كانت دعوة نردِّدها كثيرًا، ستضاف – تلقائيًا- إلى كلامي, فجميعنا نحلم بـ"ربنا ينشر المحبة والسلام بين النفوس"..

في المدينة الفاضلة وحدها يشعر الإنسان بالسلام. وفي المجتمعات الغربية يشعر بالإخلاص والايمان بأهمية العمل والإنتاج والتنمية. وفي بلادنا العربية، الأمر جد أكثر غرابة.. فيروسات التطرف، وأحاديث الكفر, والقتل, والتخوين, على رأس جدول أعمال الكثير من السُذَّج!! شبكة إلكترونية تهدِّد أمن "مصر"!! يا حلاوة يا ولاد, بعض الذين يعانون من أمراض نفسية, يهربون إلى الإنترنت, يصعدون على درجات منبر سكايب, ويتناولون المايك في "فيس بوك".. يزمجرون ويلعنون على الياهو.. يطلقوا وابلهم من السباب والتكفير وتهم العمالة والخيانة! مرضى بداخلهم الكثير من الكلام, والعقد, والمفاهيم المتخبطة. من يقرأ تعليقاتهم على الصحف الإلكترونية، يشعر أنهم فرسان وسيوفهم بأيديهم, قادمون لا محالة, يحاربون من لا يعرفونه.. يشتمونه.. يظنون الظنون السيئة.. يصادرون الحريات.. ودائمًا أبدًا هم في النهاية أصحاب الآراء الصحيحة، وما دونهم من كتَّاب وصحفيين ورموز فكرية.. شوية "جَهَلة".

انفجار في رأس السنة، يسقط على أثره شهداء ومصابين! دموع تتساقط على وجوه كل من يحب هذا الوطن.. القلوب تنتفض من شدة الصدمة.. وبعدين..
أكتب على صفحتي على الـ"فيس بوك" يوم 7 يناير، يوم عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح، المبشِّر بالمحبة والسلام بين كل البشر بدون تفريق: "من أجل مصر بدون غباء ولا عصبية"، وتنهال التعليقات لأكتشف أن الشباب يعي تمامًا ما يحدث, وأن آلاف من غيَّروا صورهم الشخصية ليضعوا "الهلال مع الصليب"، ويرسمون بسمة أمل في وسط الكارثة السوداء. غير أن رسالة وصلتني عبر من أطلق على نفسه "المهندس عمرو"، يطالبني بعدم مشاركة الأقباط في الاحتفال، وإلا فإنني بذلك أرفض وصايا الإسلام! وطالبني أيضًا بحذف الصورة الشخصية لي؛ لأن "الهلال لا يستقيم مع الصليب"، وأن ذلك يجعلني خارج الملة لإعترافي بالدين المسيحي!

وقعت الصدمة على رأسي, واختلطت سخريتي بآلامي.. مين دول إن شاء الله؟ دققت في النظر لوصف "مهندس"! يعني لما تيجي من واحد متعلم زيك, بيقول كمية الهراء دي، يبقى تعمل إيه الناس اللي مش معاها علم ولا ثقافة؟!! ثم منْ قال لأمثالك أن الإسلام أوصى بعدم مشاركة الأقباط احتفالاتهم؟ إذا كان نبي الإسلام أوصى بالأقباط خيرًا لأن لهم ذمة ورحمة! ثم من قال لك أن وضع صورة عليها الصليب تجعلني خارج الملة؟! أم إنك تحتكر الملة, وتُدخل فيها ما تشاء من أمثالك المتطرفين؟! ثم منْ أخبرك إنني لا أؤمن بالنبي عيسى عليه السلام؟ ولماذا لم يخبروك بأن المسلم هو من أسلم وجهه لله, وإننا نؤمن بكل الأنبياء عليهم جميعًا السلام؟

كان هذا ردي في رسالة أخرى على هذا المهندس.. "مصر" بلدنا موجوعة, وقلوبنا تتألم, في حين يأتي هؤلاء الذين– سهل أوي كدة– يتحدثون باسم الله؛ ليكفروا من شاءوا, ويمنحوا نعيم الجنة لمن يرضخ لعقولهم المريضة! لهذا؛ فإنني أعتقد أن الانفجار الذي حدث كان نتيجة حتمية لعقول خاوية, تخلط السم بالعسل. وعزائي لكل أهالي الشهداء، ولكل المصريين الذين وقفوا وقفة رجل واحد بعيدًا عن فكر الباشمهندس "عمرو" المتطرف, وأمثاله من تجار اللحية.
قبلاتي على جبين كل الشهداء والضحايا, واللعنة على كل من يحارب "مصر", أقباطًا ومسلمين. آه يا وطن متفيرس!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :