الأقباط متحدون - 6 أكتوبر ــ شروق وغروب
  • ٠٥:٤٧
  • الأحد , ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨
English version

6 أكتوبر ــ شروق وغروب

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٢٠: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨

 معركة 6 أكتوبر
معركة 6 أكتوبر

عبد المنعم بدوى
دائما يأتى شهر أكتوبر من كل عام ، ليثير فى نفوس المصريين الكثيرا من الأشجان ، وفى نفسى أنا شخصيا ، حيث يحتفل فيه المصريين بذكرى الأنتصار على العدو الأسرائيلى فى معركة 6 أكتوبر 1973 والتى أفتخر بمشاركتى فيها ، لكن هناك ذكرى أخرى فى مثل هذا اليوم يغفلها الكثيريين ألا وهى أغتيال أنور السادات .

فى مساء يوم الجمعه 21 سبتمبر 1973 ، وفى شرفة أستراحة برج العرب ، المطله على البحر الأبيض حيث المياه الأزورديه ... كان السادات يتأمل منظر غروب الشمس فى هذه البقعه الجميله من ساحل مصر الشمالى ... وقال لمن حوله : لقد قررت الحرب يوم 6 أكتوبر ، هذا اليوم بالنسبه لى سيكون " الحياه أو الموت " ، سيكون هذا اليوم " فاصلا فى حياتى " ... كلمات قالها وكأنه كان يستشرف المستقبل .

ففى يوم 6 أكتوبر ، عرف السادات معنى الحياه منتصرا على حاجز الخوف ، وفيه أيضا عرف الموت حيث كانت فيه نهايته التراجيديه .

كان قرار الحرب بالنسبه للسادات هو تعامل مع الحياه والموت ... هناك مئات الألوف من الرجال سوف يأخذون منه الكلمه ... فقد قرر الحرب وقبول التحدى وخوض المعركه ... كان النجاح المذهل فى تدمير خط بارليف ، وعبور قناة السويس ، أدار رأس السادات ، وأصابه " بغرور القوه " ، " والشعور بالنشوه " .

لكن فى الحقيقه ، كان صناع هذا ألنصر الحقيقيين ، هم الجنود أولاد الفقراء الغلابه .. أحمد وجرجس ، مرقص وعويس ، الذين جاءوا من قرى مصر ونجوعها ، ليؤدوا الخدمه العسكريه بعد هزيمة يونيو 1967 ، وأمتدت فترة تجنيدهم لأكثر من سبع سنوات ، ظلت حياتهم وحياة أسرهم خلال تلك السنوات مؤجله ، حتى خاضوا الحرب ... أستشهد واصيب منهم الكثيرون ، وخرج الباقون ليبدأوا حياتهم من جديد .. كان هذا الأنسان البسيط الغلبان على أستعداد أن يعطى دون أن ينتظر المقابل ... لم يقبض الثمن الذى قبضه غيره ... لم يتعال على أحد بأنه حارب ولم يطالب أحد بالثمن ... وقف فى الطوابير الطويله منذ الفجر أمام السفارات ليستجدى تأشيره لأحدى الدول العربيه .

ولكن السادات كان مثل كل الفراعين .. عندما يتولى أحدهم الحكم ، يستهل حكمه بأنه زاهد فيه ، وأنه لن يحكم سوى فتره واحده ، أو فترتين على الأكثر ... لكن يزين له حواريوه بأنه كبير العائله ، وهو القادر الوحيد على قيادة السفينه ، فيقوم بتعديل الدستور ليظل الزعيم والفرعون مدى الحياه .

لينتهى أمر السادات بقتله يوم 6 أكتوبر أيضا ، بيد أحد من " أولاده " ، على حد قوله " أولادى اللى فى الجيش " .... كانت جنازته غريبه ، لم يسير فيها أحد سوى نفر قليل من الشخصيات الرسميه ... أختفى الشعب ، وأختفى أولاده ، وأختفى حواريوه .

لقد أستاء بعض الناس من طريقة مقتل السادات ... فهو أول فرعون فى تاريخ مصر جالس على كرسى الحكم ، يقوم بقتله فرد من افراد الشعب .. يحدث هذا لأول مره على مدار سته ألاف سنه .

أن الدروس المستفاده من أحداث شهر أكتوبر دروس لاتنتهى ... فليعلم كل حاكم أنه لايوجد حاكم باق الى الأبد ... البقاء لله وحد ... وتلك الأيام نداولها بين الناس .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع