الأقباط متحدون - هل الطقوس الدينية غاية أم وسيلة؟
  • ١٢:٥٩
  • الاربعاء , ٢٤ يناير ٢٠١٨
English version

هل الطقوس الدينية غاية أم وسيلة؟

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٤٥: ٠٩ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨

خالد منتصر
خالد منتصر

 تحولنا إلى شعب الطقوس والشكليات الدينية، توارى صفاء ونقاء الضمير وتقدم الطقس الشكلى الضرير، بجلباب ولحية اعتقدنا أننا اشترينا الجنة، بنقاب وحجاب ظننا أننا احتكرنا الفردوس، أرسل د. أشرف منصور، أستاذ الفلسفة بحامعة الإسكندرية، رسالة عن هذا المعنى قائلاً:

 
هل ما يسمى بالعبادات، أى الطقوس والشعائر الدينية، غاية أم وسيلة؟ يعتقد معظم المسلمين أنها غاية فى حين أنها مجرد وسيلة. إذا كانت غاية فى حد ذاتها، فإن الفضائل الأخلاقية سوف تحتل المرتبة الثانية، بل سوف تتحول الطقوس إلى بديل للأخلاق، وسينظر من يؤدى الطقوس إلى نفسه على أنه أدى كل ما عليه كى يكون أخلاقياً، فى حين أن الطقوس الدينية شىء والأخلاق شىء آخر مختلف تماماً. الكثير من المسلمين يذهب للحج والعمرة تكفيراً عن ذنوبهم، ذنوبهم التى ارتكبوها فى حق الآخرين. إنهم يخطئون فى حق الآخرين ثم يطلبون المغفرة من الله. ماذا سيستفيد هؤلاء الآخرون من حجك وعمرتك وصلاتك بعد أن آذيتهم وأضررت بهم وفعلت فيهم الشرور؟ إن طلب المغفرة من الله على الذنوب التى ارتكبتها فى حق الآخرين هو نفاق وتزلف. قبل أن تطلب المغفرة من الله، اطلب المغفرة من الناس الذين آذيتهم، فهم وحدهم الذين يملكون مسامحتك. النظر إلى الطقوس على أنها غاية يعمل على انعدام القدرة على تمييز الأولويات الأخلاقية.
 
وعن هذا المعنى الذى يريد استعادة إنسانية الدين كتب عبدالرازق الجبران:
 
* كسبنا المصلين وخسرنا الصلاة، ارتفعت المعابد وهبط الإنسان.
 
* هل هو دين المعبد الأرستقراطى الذى جوع الناس، أم دين المعبد الذى يقدّم أحجاره لدفء الناس.
 
* ليست المشكلة أن الإنسان خرج على الدين، المشكلة أن الدين خرج على الإنسان.
 
* بدل أن يرفع الدين عبء الحياة، أصبح هو بذاته بنسخة الكهنة عبئاً على الإنسان.
 
* دمار الإسلام ليس مسئولية كيد الآخر كما تصر الجوامع والحركات الأصولية، وإنما مسئولية خيانة المسلمين، فالإسلاميون اليوم هم مَن شوه الإسلام لا العلمانيون.
 
* العودة لسلال الأنبياء وورودها ليست بالعودة إلى سلاسل الكهنة وقيودها.
 
* الدين ومذهبه ورجالاته غدوا أهم من الله فى بنية العلوم الدينية، ولكن دون تصريح!!.
 
* الناس أخذوا المعرفة الدينية بأنها الدين والإسلام، بينما كانت تلك المعرفة هى الحجاب الأساس للإسلام.
 
* التجديد بقى فى طبقة من طبقات الدين أو التراث، أما الطبقات الأعمق فالأعمق حتى الأسس الممثلة لجذور الانحراف، فهذا ما بقى بعيداً عن يد التجديد.
 
* لم يكن همّ النبى كيف يتعلم الإنسان علماً، بقدر ما كان همّه كيف يتعلم أن يكون إنساناً.
 
* دين الله ليس معابده، وإنما القيم التى أودعها فى الذات البشرية نفخة منه، والتى باستيقاظها، يغدو الفرد إنساناً.
 
* هل الإنسان هو قربان الدين؟
 
* على المعرفة الدينية أن تبحث عن الله فى الإنسان، حضور الله بالإنسان، الدين موجود فى الإنسان وليس فى الكتب.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع