الأقباط متحدون - كلام بيض..
  • ١٢:٢٧
  • الجمعة , ١٥ ديسمبر ٢٠١٧
English version

كلام بيض..

مقالات مختارة | حمدي رزق

١٥: ٠٨ ص +02:00 EET

الجمعة ١٥ ديسمبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

أتحسس ما تبقى من شعر رأسى كلما ذُكر البيض، وعلاقتى بالبيض للأسف ليست ودية لأسباب.

يوما ليس ببعيد غضب منى طيب الذكر المرحوم أستاذنا أنيس منصور وقاطعنى قطيعة مريعة، بسبب مقال لم أكتبه عن علاقته غير البريئة صغيرا بعشة فراخ الجيران، واستلزم الأمر الجلل تدخل الأحباء، ربنا يديلهم طولة العمر، وهم يتذكرون الآن تلك الواقعة البيضاء ولياليها السوداء، حتى صفح عنى الصفح الجميل.

وأرجو أن يتمتع الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، بعد قراءة هذا المقال وغيره من تويتات وتغريدات وفسفسات، بنفس أريحية الأستاذ أنيس منصور، المسامح كريم.

كلام الوزير عن تقويم سعر تذكرة المترو بالبيض لا مؤاخذة من قبيل الكلام البيض، وهذا أرفع مقامات البيض أدبا فى هذا المقام، ربما الوزير معذور، وعذره أنه من عشاق البيض ومشتقاته كالعجة بالبيض الطازج، ويفضله الوزير على مائدة الإفطار عادة أومليت بالتوابل الحارة، لذا تلحظ أن كلامه بياض شاحب فى صفار قوى، شكلها نفسه هفت فاشتاق إلى طبق بيض بالسطرمة.

يقال عن وزير الزراعة تخصصاً كلامه فى الشتاء فاكهة، ولكن كلام الوزير عرفات فى الشتاء بيض مسلوق، قال يعنى الوزير عرفات عارف أسعار البيض فى لندن، يقال إنه عندما كان فى البعثة الهندسية لدراسة مؤثرات إضافة البيض على خطوط مترو الأنفاق سقط فى حب فرخة إنجليزى بياضة أذاقته العذاب ألوان.

لسانك حصانك، يعنى حبكت التقويم السعرى بالبيض، إذا كان المتحدث الذى هو أنت وزيرا عاقلا ومسؤولا فلتتحسب لمستمع مجنون رسمى مثلى، طيب بذمتك البيضة اللندنية بكام إسترلينى دلوقتى؟ وهل يركبون مترو لندن بسبع بيضات سمان أم عجاف، وهى كرتونة البيض فى لندن فيها كام بيضة؟ وكام خط مترو يمكن أن تركبه بكرتونة بيض فى اليوم؟

إدينى عقلك وخد حنانى، ومال تذكرة المترو بالبيض؟ ولماذا البيض تحديدا؟ صدق الزعيم عادل إمام العلم لا يكيل بالبتنجان، وسعر تذكرة المترو لا يكيل بالبيض، شوف الدقة فى البيان الوزارى «تذكرة المترو هنا فى عشة الفراخ بتجيب تقريبا بيضة ونص، بينما هناك فى مدينة الضباب التذكرة بتجيب سبع بيضات»، حسابيا: بيضة ونص تحديدا ولا تقريبا، العيل فى سندوتش المدرسة لا تكفيه تذكرتان مترو، يعنى ثلاث بيضات سمان!.

آلة الزمن تعطلت فى محطة الوزير، يروى كالجدات أمام نار المدفأة، زمان كان السبع بيضات بقرش صاغ، الله يحظك فكرتنى بأيام جميلة كان هناك شركة أسطوانات عريقة اسمها «بيضافون» احتضنت أصوات الكبار، ولاتزال هناك شركة نسيج عظيمة تعافر للبقاء اسمها «صباغئ البيضا» كان من إنتاجها كسوة الكعبة.. تاريخ لم يكتبه مؤرخون بعد.

المترو فى مصر من عجائب الدنيا، سرعته تقوم بالبيضومتر، والتذكرة ببيضة ونص، أخشى قريبا أن يعتمد البيض سبيلا لمقاربات تسعير السلع والخدمات فى الخطاب الوزارى إلى الناس، مثلا تذكرة المترو 2 جنيه = بيضة ونص، تذكرة قطار إسكندرية = كرتونة بيض أحمر، تذكرة القاهرة/ أسوان = كرتونة بيض أبيض، وهكذا يصير البيض بديلا عن الجنيه، والجنيه كما هو معلوم غلب الكارنيه.

كل ما أخشاه أن يذهب الوزير من موقعه ومن فرط عشقه فى البيض إلى تلوين البيض، أقصد تلوين وطلاء عربات المترو فى شم النسيم المقبل باللونين الأبيض والأصفر، بياض فى صفار، طيب إنزلوا شوفوا المترو ولو عرفتم تفرقوه عن مترو باريس لكم بيضة مسلوقة..
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع