الأقباط متحدون - هل احتفلنا بيوم الـ«دى إن إيه»؟!
  • ١٢:٤٤
  • الخميس , ٢٧ ابريل ٢٠١٧
English version

هل احتفلنا بيوم الـ«دى إن إيه»؟!

مقالات مختارة | بقلم:خالد منتصر

٠٦: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ٢٧ ابريل ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 اكتشاف الجينوم البشرى واكتمال مشروعه فى ٢٥ أبريل 2003 أهم من هبوط الإنسان على القمر!!، لذلك يحتفل العالم كله فى ٢٥ أبريل باليوم العالمى للـ«دى إن إيه»، احتفالاتنا بتحرير سيناء ذكرى وطنية فى منتهى الأهمية، ولكن لا بد أن تفسح شاشات فضائياتنا ولو نصف ساعة ليوم الـ«دى إن إيه» أيضاً، ليوم اكتشاف الشريط الوراثى للإنسان، فخريطة البشر التى فكت شفرتها حدث إنسانى وعلمى جبار ما زال يهز العالم حتى هذه اللحظة، ٢٥ أبريل بالنسبة للـ«دى إن إيه» ليس يوم اكتشاف الجينوم فقط، ولكنه أيضاً يوم نشر «واطسون» و«كريك» ورقتهما البحثية حول اللولب المزدوج الذى يتركب منه شريطنا الوراثى المدهش، أما عن مشروع الجينوم البشرى (Human Genome Project) فهو مشروع علمى بحثى دولى هدفَ بالأساس إلى تحليل القواعد النيتروجينية الكيميائية (Chemical base pairs) التى تكوّن جزىء الـDNA، وتحديد هويّة ومكان ما بين 20 و25 ألف جين فى جينوم الإنسان، المشروع ابتدأ فى أكتوبر 1990، تحت إشراف مكتب الأبحاث البيولوجية والبيئية التابع لمكتب العلم فى وزارة الطاقة الأمريكية، بالاشتراك مع المعهد الوطنى الأمريكى للصحة (NIH)، والمعهد الوطنى لأبحاث الجينوم البشرى (NHGRI)، أُعلِنَ عن النسخة الأولى من الجينوم فى سنة 2000، وعن النسخة الكاملة فى سنة 2003، كما أن هنالك تفاصيل وتحاليل أدق ما زالت تُنشَر حتى هذه اللحظة، معظم الأبحاث التى ساهمت فى تحليل الجينوم تمت فى مختبرات الجامعات والمراكز البحثية الأمريكية، بالإضافة إلى مشاركة دول مثل بريطانيا، اليابان، فرنسا، ألمانيا، وإسبانيا، قال فرانسيس كولينز-Francis Collins مدير NHGRI فور إصدار مسودة الجينوم إنه لو تمت طباعة المنتج النهائى على شكل كتاب ستكون له استخدامات عديدة، ويقول: «إنه كتاب تاريخ يروى رحلة نوعنا عبر الزمن. هو كدليل متجر يصف مخططاً بتفصيل مذهل لبنية كل خلية بشرية. هو مرجع ثورى سيغير من الطب بمنح مقدمى الرعاية الصحية قدرات هائلة جديدة للتعامل مع ومنع وعلاج المرض»، فى عام 2007، رُسمت أول خريطة جينية مؤلفة من ستة مليارات من الرموز للعالم الأمريكى «كرايغ فينتر»، وبعدها توالت الخرائط المكتملة، حتى إن مؤسس شركة «آبل»، «ستيف جوبز» كان بين أول عشرين شخصاً حاولوا فعل ذلك، بتكلفة مائة ألف دولار حينها، محاولاً الحصول على علاج لسرطان البنكرياس الذى أصابه. مع الأيام، انخفضت التكلفة بشكل كبير، ففى الشهر الأول من عام 2014، أعلنت شركة Illumina أنها أصبحت جاهزة لتقدم التسلسل الجينى للشخص بتكلفة ألف دولار فقط، وما زالت تنخفض كل سنة عن الأخرى، ورسمتها الممثلة أنجلينا جولى واكتشفت جين سرطان الثدى، وأجرت جراحة للثديين والمبيض بناء على نتائج تلك الخريطة الجينية، وكذلك فعل أحد مؤسسى جوجل «سيرجى برين»، متقصياً احتمال إصابته بمرض «الباركينسون».. إلخ، لكن سيظل السؤال الذى طرحه هذا الاكتشاف المذهل خاصة عن التنبؤ وهو: هل معرفة أننى سأموت بألزهايمر -وهو مرض لا علاج له- سيجعلنى أعيش حياتى سعيداً؟! العلم يطرح الأسئلة ويحل الشفرات لكن تبقى الإجابات تختلف من شخص لآخر، لذلك أترك لكل قارئ حرية الإجابة.

نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع