الأقباط متحدون - زبانية الجامعة!
أخر تحديث ٠٠:٠٦ | الجمعة ٢١ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١١ | العدد ٤٠٨٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

زبانية الجامعة!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: عـادل عطيـة
  المعلم، رسول ورسالة: رسول حضارة.. ورسالة نور، وخير، وحياة فائقة المعرفة!
لكن هناك، من المعلمين الكذبة، من يجعلني أفصح عن مشاعري، دون مواربة، برغم احساسي من فكرة جرح، أو: اذى الضمير المقصود لهؤلاء العزيزين علىّ!


 فهناك اساتذة جامعات، جانبهم الشرير في الإنسان، هو الذي: يُحاضر، ويُعلم، ويُخرج لنا الأجيال!
 بعضهم، تراهم، وكأن شخص مرعب يختبيء وراء ظهرهم، يزرعون ثقافة الخوف من الاسئلة.. فقد قام أحدهم بتعنيف فتاة، حاولت الاستفسار عن شيء لم تستوعبه من محاضرته!


وآخر، يتعامل مع طلابه، على أنهم الكائنات التي يجب أن يكرهها.. فقد طرد أحدهم أكثر من نصف طلابه من المدرج؛ لأنهم لم يجلبوا معهم مسطرتهم، مع أنها لن تستخدم في محاضرته!


وآخر، وكأن مزاجه مصنوع من الريح، لا تعرف اتجاهه، ولا مواعيده.. يأمر طلابه بالتواجد أمامه الساعة الثامنة صباحاً، وإذا به يحضر الساعة التاسعة صباحاً. وإذا التزموا بهذا التوقيت، يفاجؤهم بحضوره الساعة الثامنة صباحاً؛ ليطرد الذين جاءوا بعد ذلك!


 وآخر، قرر أن يكون الرسول بحد السيف، ينتمي لحزب واحد توتاليتارياً، وليس رسالة سماوية تدعو إلى العيش المشترك.. فقد غمس أحدهم لسانه في دواة التهكم الأسود، وراح يسخر من طالبة مسيحية، ومن معتقداتها، اثناء امتحانها الشفهي؛ فإذا بالمسكينة، عندما استلقت على فراشها، لم تكن تعلم أنه الاستلقاء الأخير. فقد ماتت قهراُ وكمداً. والعجيب حقاً: أنه كان عضواً بارزاً في تشييع جنازتها!


  من وراء صرخات فلذات اكبادنا من بعض اساتذة الجامعات، بعدما كان صراخهم في الماضي صراخ الدهشة اللطيفة؟!
من وراء حيازة الأستاذ الجامعي على السلطة، والقوة، والجبروت المؤذي، باسم العلم والتعليم؟!


  من وراء تلك الحالة، التي كلما رسم الطالب لنفسه صورة أستاذ جامعي، خُيّل إليه أنها صورة شيطان؟!


 هل هي القوانين السياسية، التي نعرف أبعادها، وأهدافها، والتي أفرزت المزيد من جبن الجبناء؛ لأن من يحاول الشكوى ضد أستاذه؛ سيعاقبه بالرسوب إلى ما شاءت إرادته دون رادع؟!


 أم أن الأستاذ الجامعي، هو نتاج مخز لمن تعلم على يدهم، فأفقدوه الفضائل الإنسانية، والدينية؟!


 انني اتدفق بالنداء إلى الذي يرعى التعليم العالي على أرض الوطن؛ ليساند أولادنا المقهورين، ليكونوا فوق الهمجية الفردانية، ومعاقبة كل أستاذ جامعي، تخلى عن ممارسة القيم الفاضلة، وعن عطاء حروفه النابضة بالمستقبل، وكل من يصنع باجتهاد الكآبة واليأس على وجه، وفي قلب طلابه؛ حتى يعود التناغم المفقود بين الطالب وأستاذه، ويتألق وجه التعليم على أرض مصر!
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter