الأقباط متحدون - إلى مؤسسات الوطن الدينية أتحدث
أخر تحديث ١٦:٥٠ | الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٤ | العدد ٤٠٩٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

إلى مؤسسات الوطن الدينية أتحدث

مدحت بشاي
مدحت بشاي

 أتذكر، تصريحًا للمهندس عبد المنعم الشحات رئيس جمعية الدعوة السلفية فى الاسكندرية على موقع اليوم السابع، تم نشره عقب أحداث ثورة 25 يناير عندما كان يُتداول مجتمعياً الحديث عن ضرورة إصدار قانون لدور العبادة الموحد، قال: إن الشعب المصرى دفع ثمنا باهظا لمشروع التوريث الذى عصمنا الله منه، قبل أن يقع، بأن هيأ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتى كنا نتمنى أن يزول معها كل أثر من آثار التوريث وتوابعه، والتى يدور فى فلكها إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة. وأضاف، أن تلك المآخذ تتضمن التسرع فى إصدار قوانين غير ملحة، حسب قوله، محذرًا من الاستجابة للضغوط لإصدار قوانين ذات تأثير اجتماعى كبير فى المرحلة الانتقالية.

 والطريف تشابه تركيبة التصريح لنص تصريح وزير التعليم العالى الحالى، وبعد ثورة على نظام حكم الإخوان الفاشى المتخلف، قال المسئول الأول عن التعليم العالى ردًا على قرار جامعة القاهرة بحذف خانة الديانة من أوراق تلك الجامعة العتيدة الأم، قال «الكلام ده بيعمل فتنة.. وعيب نتكلم فيه». وأضاف «الشيحى»، فى تصريحات صحفية أنه لا يرى أن موضوع إلغاء خانة الديانة خبر صحفي، ولكن التعليق على جدوى القرار نفسه.

أمر مؤسف حقاً تشابه الرؤى بين أهل التشدد، ومن يريدون العودة بنا إلى أزمنة التراجع الحضارى والإنسانى، ورؤية مسئول حالى عن قطاع عريض من شبابنا، ووصفه بأن إزالة خانة الديانة من شأنه إثارة الفتنة!
 
وبالمناسبة أود التوقف عند خطاب شهير للزعيم جمال عبد الناصر الذى يرى للأسف بعض أقباط مصر من نخبة الندامة أن عصره كان بداية لعصور تهميش الأقباط، عندما رفع شعار القومية العربية، فى تصور مريض لتعارض القومية العربية مع الهوية المصرية، وأذكرهم بذلك المقطع من خطاب ناصر فى حفل افتتاح مبنى الكاتدرائية الذى ساهمت الدولة بقرار من الرئيس فى تمويل تشييدها.
 
بتاريخ 25 يونيو 1968 وسط جموع غفيرة داخل وخارج الكاتدرائية، قال الزعيم «إننا نعتقد أن السبيل الوحيد لتأمين الوحدة الوطنية، هو المساواة وتكافؤ الفرص، فبهذا نستطيع أن نخلق الوطن القوى. والمواطنون جميعاً لا فرق بين مواطن وآخر، فى المدارس أو الجامعة، ليس هناك تمييز بين مسلم ومسيحى، إنما يدخلون بحسب ترتيبهم فى الدرجات، ولو دخلوا كلهم مسلمون أو كلهم مسيحيون.. وفى التعيينات فى الحكومة بالدرجات والترقيات بالأقدمية دون تفرقة بين دين ودين لكيلا ندع فرصة للمتعصبين أن يتلاعبوا، ونحن كحكومة، وأنا كرئيس جمهورية مسئول عن كل واحد فى هذا البلد مهما كانت ديانته أو أصله أو نسبه، ومسئوليتنا هذه أمام ربنا يوم الحساب».
 
ويكفى القول إنه فى عصر ناصر لم تكن هناك مطالبات ببناء كنائس، قد يعود الأمر أولاً، لأننا جميعاً كنا أعضاء فى مشروع قومى للنهوض بالأمة، وثانياً لم نكن مسلما ومسيحيا يتصارعان على الإكثار من طلبات تشييد لدور العبادة.
 
أتذكر بالمناسبة، خبرا تم نشره فى حينه عن إعراب قداسة البابا شنودة عن حزنه بعد قراءة رسالة من طفل مسيحى، يشكو أن كنيسته ليست بها ساحة لممارسة الرياضة، فكان أمره بلهجة آمرة للأساقفة العمل لتوفير مكان للطفل المسكين لكى يلعب، فيصفق الحضور وتزغرد النساء فرحاً لرعاية قداسته للرياضة والرياضيين ولأن تتحول كنائسنا لنوادٍ رياضية!
 
ويلتقط آنئذ طرف الخيط د. محمد سليم العوا مطالباً بأن تستفيد المساجد من تجربة الكنائس بحيث لا يقتصر دورها على كونها مجرد دور عبادة، ولكن لا بد أن تكون منبرًا تعليميًا وتقوم بتنظيم الرحلات والألعاب الرياضية مثل صالات البينج بونج.
 
وعليه، ونظراً لذلك الخلط العجيب، والدعوات الأعجب أن يضاف لدور المؤسسات الدينية الروحى، والذى أرى إخفاقها الواضح فى تحقيق نجاحات ملموسة للقيام به من حيث تطوير الخطاب الدينى، أو تقويم السلوكيات العامة التى نتابع تراجعها بشكل مقلق للقيام بأدوار أخرى غير جديرة بالقيام بها.. لقد كنت أتمنى ودعوت إلى ذلك عند مناقشة القانون على أهمية أن يشير بضرورة ألا تتحول دور العبادة إلى منتديات ومقاهٍ اجتماعية وملاعب رياضية، وأن يقوم بتلك الخدمات منظمات المجتمع المدنى والخيرى
 
نقلا عن الوفد

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع