الأقباط متحدون - والسفارة المصرية تحذر رعاياها!
أخر تحديث ٠٥:٣٠ | الأحد ٩ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢٩ | العدد ٤٠٧٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

والسفارة المصرية تحذر رعاياها!

حمدي رزق
حمدي رزق

 نصحت السفارة المصرية بواشنطن، فى رسالة لرعاياها المقيمين فى الولايات المتحدة الأمريكية، بتجنب التواجد فى التجمعات والأماكن العامة، مثل قاعات الحفلات ودور السينما والمتاحف والمولات اليوم الأحد 9 أكتوبر، محذرة من «مخاوف أمنية محتملة».

 
وأضافت السفارة فى رسالتها، اليوم، بضرورة اتخاذ المواطنين المصريين الاحتياطات الأمنية اللازمة، ووضعت أرقاماً وبريداً إلكترونياً للتواصل مع السفارة.
 
هذا طبعا ضرب من الخيال، ولا فى الخيال، ولكانت الحكومة الأمريكية قلبت الدنيا رأساً على عقب فوق رأس السفير المصرى، ولربما طلبت مغادرته الأراضى الأمريكية باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، يقوض الأمن القومى الأمريكى، ويشيع أخبارا من شأنها التأثير على الاقتصاد الأمريكى دون بينة أو إفصاح، ولطلبت من الخارجية المصرية بياناً بشأن هذه المخاوف وراء هذا التحذير!
 
ولكن الحكومة المصرية تلقت التحذير كمن يشرب العرقسوس البارد، فيطمع الذى فى قلبه مرض. لم تفوت سفارة كندا التحذير، نسخة طبق الأصل، وسارعت سفارة بريطانيا بتحذير مماثل، صار التحذير ثلاثياً، وكأن القيامة فى مصر قايمة، والإرهاب يضرب فى القاهرة، والمظاهرات تحتشد فى الميادين وتخترق الشوارع والفوضى تضرب الأحياء، والميليشيات المسلحة تسيطر على قارعة الطريق.
 
بيان الانزعاج الصادر من الخارجية المصرية أقرب لعتاب المحبين، العتب على قد العشم، ماكنش العشم، والتبريرات الأمريكية فى صلب البيان ضحك على الذقون، واستهبال واستعباط واستكراد، ودون رد فعل قوى وحاسم سيكررونها كثيراً، وبمناسبة الأعياد والإجازات.
 
الرد الدبلوماسى على هذا البيان الثلاثى لم يشف الغليل، وإذا لم يتم استدعاء السفراء الثلاثة وسؤالهم عن مغزى صدور البيان دون الرجوع إلى السلطات المصرية تشاوراً وتفاكراً وتبادلاً للمعلومات، فيقيناً نحن نفرط فى أسباب الأمن القومى المصرى.
 
فلنتحسب، إذا كان هناك ما يُخشى منه وتستبطنه هذه السفارات، واكتفت بتحذير رعاياها، حذار، فيه ريحة وحشة، ما هى المصلحة الأمريكية فى توتير الأجواء، وفى هذا التوقيت؟ ما الدواعى الأمنية لصدور هذا التحذير المريب وفى هذا التوقيت؟ وهل حدث تبادل معلوماتى بين السفارات الثلاث الأمريكية والكندية والبريطانية لتصدر التحذيرات متلاحقة متتابعة وكأن هناك ما هو على وشك الوقوع؟!
 
هل هذا طبيعى، هل هذا متبع عالمياً، إذا حدث ما تخشى منه هذه السفارات وعلم به السفراء وأخفوه عن السلطات المصرية فكيف سيكون الحال؟ وإذا مر اليوم إن شاء الله بسلام وأمان فكيف سيكون الحال، كيف ستبرر هذه السفارات تحذيرها الخطير؟
 
مثل هذه التحذيرات تصح فى حالات الاضطراب الأمنى، هل يشهد السفراء الثلاثة بأن هناك اضطراباً أمنياً، ما هى الرسالة التى يرسلونها إلى العالم أجمع؟! تبعات هذا التحذير سياسياً واقتصادياً وأمنياً خطيرة، والخسائر المتوقعة سياحياً محققة، أكلما استعادت السياحة بعضاً من عافيتها، وطارت طائرة إلى شرم الشيخ عاجلوها بالتحذير؟ مثل هذه التحذيرات تؤخر كثيرا عودة السياحة، تصِم القاهرة بعدم الأمن والأمان.
 
السفراء الثلاثة الذين سارعوا بإطلاق هذه التحذيرات عليهم بيان الحالة بعد انقضاء اليوم الموعود، ولو كنت من وزير الخارجية سامح شكرى لاصطحبت السفراء الثلاثة فى جمع من أقرانهم المحترمين لجولة فى المتحف المصرى صباح اليوم (الأحد) ولعزمتهم على الغداء بين المصريين فى كشرى أبوطارق، ودخلوا السينما عصراً، ولحضروا عرض الأوبرا ليلاً، وعادوا إلى بيوتهم فجراً مشياً على النيل، يقيناً ما يجرى من تدبير لمصر كثير، فعلاً لا يأتى من الغرب.. ما يسُرُّ القلب!
نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع