الأقباط متحدون - مهندس وإمام مسجد.. قاتل الكاتب حتر يروي تفاصيل الجريمة
أخر تحديث ٠٨:٢٦ | الثلاثاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٧ | العدد ٤٠٦٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مهندس وإمام مسجد.. قاتل الكاتب حتر يروي تفاصيل الجريمة

صورة أرشيفيه
صورة أرشيفيه

دخل الشارع الأردني في صدمة بعد اغتيال الكاتب الصحافي ناهض حتر بعدة رصاصات أمام قصر العدل في العبدلي وسط عمان الأحد، حينما كان يستعد لحضور جلسة محاكمة بعد نشره كاريكاتورا اعتبره الادعاء العام "مسا بالذات الإلهية".

ولم يعرف المجتمع الأردني الاغتيال منذ زمن طويل، فهو بلد مستقر تسير فيه الحياة السياسية والاجتماعية وفق منظومة قانونية وعشائرية لا تسمح بانتشار العنف.​

 

لكن الأردنيين يقفون اليوم أمام جريمة قتل على خلفية الرأي والتعبير، حيث حمل شقيق القتيل رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي ووزير الداخلية سلامة حماد مسؤولية مقتل حتر، متهما الحكومة بعدم توفير الحماية له رغم تهديدات القتل التي وصلته من جهات مجهولة بسبب ما نشره على فيسبوك الشهر الماضي.

 

تفاصيل الجريمة

ووجه مدعي عام الجنايات الكبرى في عمان ثلاث تهم لمطلق النار على الكاتب حتر، وهي القتل العمد مع سبق الإصرار، و القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان، وحمل وحيازة سلاح ناري دون ترخيص، مقررا إحالة ملف القضية إلى محكمة أمن الدولة صاحبة الاختصاص للنظر فيها، وفق ما أفادت به وسائل إعلام أردنية.​

ولم يعلن الادعاء العام الأردني عن هوية المتهم، لكن مصادر مقربة من التحقيق قالت لوسائل إعلام أردنية إنه يبلغ من العمر 49 عاما، ويعمل مهندسا في وزارة التربية والتعليم، واعترف بالتخطيط المسبق لقتل حتر.

وأفاد مراسل قناة "الحرة" في عمان بأن المتهم "أردني الجنسية يدعى رياض عبد الله"، وقال إنه كان "إماما وخطيبا في أحد مساجد عمان".

وأشارت وسائل إعلام أردنية أن المتهم ينتمي إلى التيار السلفي الجهادي في الأردن، وعاد مؤخرا من السعودية بعد أن أدى فريضة الحج هذا العام.

وفي إفادته أمام المدعي العام قال المتهم إنه "لم يكن يعرف أو يسمع بالكاتب حتر إلا أنه وبعد إعادة نشره للكاريكاتير على صفحته في موقع فيسبوك، قام بالبحث عن صورته على شبكة الإنترنت ومن خلال المواقع الإلكترونية علم بموعد الجلسة التي كان مقرر عقدها الأحد وهو يوم ارتكاب الجريمة".

وأقر المتهم بشراء مسدس قبل أسبوع من تنفيذ فعلته، وتوجه صباح الأحد إلى قصر العدل مشيا على الأقدام من مقر عمله القريب، وانتظر ما يقرب من ساعتين، حسب وسائل إعلام أردنية.​

وأوضح المتهم أنه وضع المسدس في كيس، وحينما شاهد حتر برفقة أشخاص يهمون إلى الدخول إلى قصر العدل اقترب منه وأخرج المسدس ليبدأ بإطلاق الرصاص على الكاتب من مسافة قريبة، ولاذ بالفرار، إلا أن المواطنين وأفراد الأمن نجحوا في إلقاء القبض عليه.

القاتل: أنا أكره داعش

وأشارت المعلومات الأولية التي سربتها مصادر مقربة من التحقيق لوسائل الإعلام الأردنية أن المتهم أشار إلى قناعته بأن حتر "أساء لله".

لكنه أكد أنه لا يرتبط بأي تنظيم إرهابي، وأنه يكره تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وأكد أمام المدعي العام أنه كان يهاجم التنظيم في خطب الجمعة التي كان يلقيها في المسجد.​

وقرر المدعي العام توقيف المتهم الذي اعترف صراحة بالجريمة، 15 يوما قابلة للتجديد بأحد مراكز الإصلاح التأهيل في عمان.

وينص قانون العقوبات الأردني على أن عقوبة القتل العمد مع سبق الإصرار تصل إلى الإعدام شنقا حتى الموت، وهي العقوبة ذاتها التي يعاقب بها مرتكب جريمة القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان، حسب قانون منع الإرهاب الأردني.

ردود الأفعال

واستنكرت الحكومة الأردنية مقتل حتر، وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق باسم الحكومة محمد المومني في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية بترا "إن القاتل سينال العقاب".​

وقال الصحافي سعد حتر ابن عم القتيل " إن موت ناهض حتر يعد خسارة للوطن"، وأضاف من أمام تجمع في عمان لعدد من أقارب القتيل ومسؤولين "هذه مجموعة من الأحزاب السياسية والسياسيين ومسؤولين سابقين، ورجال عشائر ونساء تجمعوا هنا اليوم للتعبير عن استيائهم وغضبهم وخيبة أملهم إزاء هذا العمل الإرهابي الذي وقع في وضح النهار، إنهم يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن هذا العمل بدءا من مسؤولي الحكومة وانتهاء بمن أطلق النار".​

​ودانت جبهة العمل الإسلامي على لسان ممثلتها في مجلس النواب ديما طهبوب اغتيال حتر، وطالبت بإدانة الجناة ومحاسبتهم وفق القانون.

وكان مدعي عام عمان قد وجه منتصف الشهر الماضي تهمتي إثارة النعرات المذهبية" و"إهانة المعتقد الديني" للكاتب الأردني حتر بعد نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته في فيسبوك، أثار جدلا كبيرا ورأى فيه البعض "مسا بالذات الالهية".​

ونفى حتر حينها ما جاء في لائحة الاتهام وقال إنه غير مذنب، ورد على منتقديه بأن ما نشره "لا يمس الذات الإلهية، من قريب أو من بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهية عما يروجه الإرهابيون".

وأضاف حتر في دفاعه عن موقفه أن الرسم "يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة". لكن القضاء أمر بتوقيفه أسبوعا على ذمة القضية في مركز إصلاح وتأهيل ماركا شرق عمان.​

وأفرجت محكمة بداية عمان عن حتر لقاء كفالة مطلع الشهر الحالي، مع استمرار حضوره جلسات المحاكمة للبت في قضيته، قبل أن يقتل على مدخل قصر العدل.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.