الأقباط متحدون - عميد كلية اللاهوت الإنجيلية: لدينا موقفان لرسامة المرأة.. ومقترح دستور الكنيسة جيد جدًا
أخر تحديث ٠٧:٠٢ | الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٥ | العدد ٤٠٦٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عميد كلية اللاهوت الإنجيلية: لدينا موقفان لرسامة المرأة.. ومقترح دستور الكنيسة جيد جدًا

 الدكتور عاطف مهني
الدكتور عاطف مهني
كتب: محرر الأقباط متحدون
 
أبرزت جريدة البوابة نيوز، قول الدكتور عاطف مهني، عميد كلية اللاهوت الإنجيلية، إن الكلية كانت مقتصرة على التعليم اللاهوتي فقط، إلا أنها ونظرًا للضغط عليها تم اعتماد درجات لتعليم العلمانيين والخدمة كفصل مسائي.
 وأضاف "مهنى"، أن كلية اللاهوت الإنجيلية المشيخية بمصر، نشأت الكلية عام ١٨٦٣ ميلادية، وكانت خاضعة فى البداية للكنيسة المشيخية الأمريكية عندما كانت الإرسالية الأمريكية بمصر، وكانت تحت إشراف المراسلين الأمريكان عام ١٨٥٤، وبعدها بـ«٩» سنوات بدأ وصف اللاهوت بمجموعة بسيطة من الذين قبلوا التراث المصلح، وكانوا مع المرسلين لترجمة اللغة والثقافة المصرية، ومن خلالهم أنشأت الكلية العديد من الكنائس.
 
 وأوضح "مهنى"،أن الكلية بدأت عملها بمحافظة أسيوط عام ١٩٠٠، وانتقلت إلى القاهرة عام ١٩٠٠، وعام ١٩٢٤ طالبت الكنيسة ممثلة فى القس غبريال الضبع، أول مدير مصرى للكلية من الخديوى تخصيص أرض لتعليم الشباب المشيخي عمل الرعاية لتخرجهم لرعاية الكنائس، وبناءً على طلبه وافق الخديوى وخصص قطعة أرض وتم الانتهاء من المبنى عام ١٩٢٦، ومنذ ذلك الحين الكلية فى هذا المقر، وفى الستينيات كانت الكلية مقتصرة على التعليم اللاهوتى لتقديم قساوسة للكنائس المشيخية فى مصر والسودان فقط، وفي أواخر الستينيات بدأت الكلية اعتماد درجات لتعليم العلمانيين والخدمة فى الكنيسة بما يسمى بالفصل المسائى، وهذا فتح الباب لكثير من الخدام والقيادات الكنسية من غير القساوسة من الرجال والسيدات ومن مذاهب غير مشيخية للالتحاق بالكلية للدراسة، ومع تزايد الطلب على الدراسة افتتحت الكلية فروعا جديدة بالإسكندرية والمنيا.
 
وأكمل أن  بدأ أول صف بالكلية بطالبين أخوين، وتزايدت الأعداد حتى وصل العام الماضى عدد المتقدمين للدراسة حوالي 320 طالبًا في مختلف برامج الكلية، وكانت أكبر دفعة العام الماضي 76 خريجًا من البرامج المختلفة، أما بالنسبة للدرجات العلمية التي يحصل عليها طالب اللاهوت فمنذ فترات طويلة كان يحصل الطالب على دبلوم في اللاهوت، وكانت تؤهله للرسامة كقسيس، ثم أصبحت الدرجات العلمية التى تعطيها الكلية بكالوريوس صباحي للطلبة المتقدمين للرعاية، وبكالوريوس مسائي للعلمانيين خدام وقادة الكنيسة، وفي السنوات الأخيرة توقفت الكلية عن قبول طلبة الثانوية العامة، وأصبح كل الملتحقين بالكلية من حاملي البكالوريوس.
 
 وأكد  "مهنى"، "أصبح لزامًا علينا تطوير مسميات الدرجات العلمية لتتماشى مع الدرجات العلمية الدولية، لاسيما أن الكلية قطعت شوطًا كبيرًا للحصول على الاعتماد الأكاديمي من هيئات أكاديمية دولية، وعليها أصبحت الدرجات التي تمنحها الكلية ماجستير اللاهوت والرعاية المؤهل للرسامة لخدمة القساوسة، وماجستير اللاهوت والآداب فى التخصصات المختلفة  وهو المؤهل للخدام أو القيادات الكنسية في الخدمات المختلفة، وماجستير اللاهوت وهي درجة أكاديمية ثانية بعد أى من الدرجتين السابقتين، وماجستير فى القيادة والإدارة الكنسية، كما ستبدأ الكلية من يناير القادم بمنح درجة الدكتوراه فى الخدمة بالتعاون مع كلية لاهوت فولر بكاليفورنيا.
 
وأشار إلى أن الطالب بالكلية يدرس العديد من المواد، مقسمة لعدة أقسام مثل الدراسات الكتابية كالتفسير واللغات ودراسة اللغات الأصلية للكتاب المقدس مثل العبرية، اليونانية، الإنجليزية، ومواد قسم اللاهوت وتاريخ الكنيسة التي تركز على عقيدة الكنيسة المصلحة، ومواد الأديان المقارنة والتي تقدم لمحة عن المسيحية والإسلام واليهودية وديانات الشرق القديم، والمواد الرعوية والعملية تركز على فنون وعلوم الخطابة والوعظ والتواصل والرعاية والمشورة والقيادة.
 
ولفت عميد كلية اللاهوت الإنجيلية، إلى أن "مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط هو تابع للكلية، وقد أسس عام ٢٠١٢، لتعريف المسيحيين في كنيستنا بالتراث المسيحي العريق الذى نشأ في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التعرض لكتابات عظيمة من اللاهوت ومسيحيين عرب أثروا بما تركوه من تراث فى العقيدة واللاهوت والفن وتفسير الكتاب المقدس فى البيئة الشرق أوسطية، كما نشأ المركز لتصحيح أفكار مغلوطة عن المسيحيين والمسيحية، مما يؤكد أن المسيحية نشأت فى منطقة الشرق الأوسط، والكتاب المقدس يحكى عن تاريخ شعب الله في المنطقة الشرق أوسطية، والكنيسة الشرقية هى أقدر من يفسر النصوص للعالم أجمع".
 
وأكد "المهنى على أن الخطاب الديني ما زال لا يقوم بالدور المرجو منه لا سيما في عالم سريع التغيير وفي منطقة تعرضت لعدة ثورات خلال فترة زمنية قريبة، وأعتقد أن الخطاب الديني يحتاج للتركيز الأكبر على الحياة العملية أكثر من التعليم النظري والاهتمام بالطقوس والفرائض، لأنها معروفة وممارسة من فترة فى مجتمعاتنا المتدينة، ولكن الحاجة الأكبر هى استعادة منظومة القيم وتحويل التعليم الدينى إلى مبادئ مفيدة للحياة وللمجتمعات، فمثلًا أمامنا تحديات تواجهنا فى مصر، وكل المنطقة من عنف وإرهاب وفساد وظلم اجتماعى وفقر وجهل، وإذا تعمقنا فى الدين، سنجد رسالة لكل التحديات، فالدين يستطيع أن يقدم لنا تعاليم عن السماحة والغفران، والمحبة، والرحمة، والأمانة، وكلها أمور تستطيع أن تواجه أى مشكلات.
 
وأوضح "نحن ملتزمون إداريًا بشأن رسامة المرأة ونحترم ما يتخذه السنودس والمجامع المشيخية بشأن هذا الشأن سواء الرسامة أو التأجيل أو المناقشة، بينما رأيي الشخصي أن الكنيسة لديها موقفان.. المؤيدون للرسامة يرون أن المجتمع غير مؤهل لقبول هذا الأمر ثقافيًا ومجتمعيًا، والمعارضون استندوا إلى بعض النصوص في الكتاب المقدس بتعاليم القديس بولس، ومنها أنها لا تدعم دور المرأة فى التعليم بصفة خاصة بما يحويه التعليم بسلطة المعلم على المستمع".
 
والمؤيدون قالوا إن هذه النصوص التي تحدث عنها الرسول بولس تمثل حالات خاصة كانت فيها النساء في كنائس أو في منطقتي أفسس وكورنثوس تمارس دورا كهنوتيًا وثنيًا فى عبادة الإله «أفروديت»، وكانت هذه العبادة تمارس عن طريق تسليط الرجال على النساء، فجاءت كلمات الرسول فى تلك المدن متشددة تمامًا، ويتبنى هذا الفريق أن السلطة فى الكنيسة هى سلطة الكلمة وليست سلطة لشخص، وأن باقى نصوص الكتاب المقدس تؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الخلق والفداء وفى كل الأمور الأخرى. 
 
الفريق الثاني عقائديًا ليست لديه مشكلة لكن الظروف الثقافية يرى أنها غير مناسبة لتقبل هذا الأمر، ولا مجتمعنا الشرقى الآن مؤهل لهذا الأمر، لكنه يرى أنه من الممكن مناقشته بعد تغيير الفكر الثقافي داخل المجتمع.
 
وتطرق مهنى إلى مسودة مقترح دستور الكنيسة الإنجيلية الجديد، قائلًا "لم تكن مطالبة إيجاد دستور جديد للكنيسة من فئة معينة، بل جاء هذا الأمر بقرار سنودسي من حوالى خمسة سنوات ماضية، وتشكلت لجنة بمعرفة السنودس وبموافقة مجامعه لمراجعة الدستور بكل بنوده المختلفة «الإدارية، اللاهوتية، المراسيم، العبادة، إقرار الإيمان»، وهذه الخطوة ليست بدعة، فلدينا أعرق الكنائس المصلحة التى تراجع دساتيرها وإقرارات إيمانها من آن لآخر بما يتناسب مع حاجة الزمان ومستجداته".
 
ويوجد خطاب تاريخي للدكتور القس عبدالمسيح إسطفانوس فى الثمانييات من القرن الماضي أثناء حفل تخريج دفعة من طلبة كلية اللاهوت، والذي حث الكنيسة على إيجاد لاهوت عربي مصري معاصر، وشدد فيه على أن الكنيسة بسبب تغيرات زمانية ومكانية وحضارية تحتاج إلى أن تعبر التعبير عن إيمانها وعقائدها بما يتناسب مع المستجدات، وأعطى أمثلة مختلفة لذلك.
 
وأضاف  "أتعجب كثيرًا بأن المعارضين يتكلمون كما لو كانت فئة معينة هم فقط من يريدون تغيير الدستور، والحقيقة أنني كعضو مشارك بلجنة إعداد دستور الكنيسة الإنجيلية المشيخية الجديد أرى أن المقترح الذى أنتجته اللجنة عبر سنين طويلة من العمل ومن خلال لجان مختلفة، يمثل كل المجامع وجميع الآراء، وأتعجب أيضًا بألا يعطى مقترح الدستور فرصة جيدة «عادلة» في المناقشة والاستفادة منه، وأنى أرى هذه المسودة جيدة جدًا، وأطالب الجميع بأن يعطى الدستور حقه فى المناقشة بالسنودس التكميلي فى الشهر القادم".
 
ونفى مهنى أن الكلية تتبنى الفكر الليبرالي، موضحًا أولًا: الكلية خلال تاريخها تدرك أنها كلية الكنيسة، وليست تابعة لجامعة دنيوية، وهى ملتزمة تمامًا بالحفاظ على لاهوت الكنيسة المشيخية، والكنيسة الإنجيلية تتسم منذ النشأة بالمحافظة مع البعد عن الأصولية. ثانيًا: الكلية تدار من خلال مجلس يتم اختياره بعناية من السنودس، ويشكل من «٢٠» عضوا، وفيه تمثيل لجميع المجامع، وأساتذة جامعات متخصصون، وشخصيات عامة، وهو يراقب إدارة الكلية أكاديميا وعقائديا وماليا وإداريا، ويرفع تقريرًا سنويًا للسنودس يناقشه فى كل انعقاد سنوى، وبشهادة الجميع الكلية شهدت خلال الحقبة الماضية نموًا وتطورًا فى كل مجالاتها الأكاديمية والروحية، وانعكس ذلك على التطور فى الدرجات العلمية المختلفة وشهادة المؤسسات الدولية عن كليتنا، والنمو المستمر فى عدد الطلاب أو الراغبين فى الدراسة وبناء فريق من الأساتذة من المصريين المؤهلين للعمل فى كل المجالات.
 
جميع الاتهامات التى وجهت للكلية غريبة وغير مبنية على أى دليل واحد، فمثلًا أن يستغل كتاب «أسئلة فى العهد القديم» تأليف الدكتور أوسم وصفى، أستاذ بالكلية، للترويج على أن ما جاء بالكتاب هو فكر الكلية، مع العلم بأن هذا الكلام غير صحيح بالمرة، وأن هذا الكتاب لا يدرس بالكلية، وأن مؤلف الكتاب لا يدرس مادة العهد القديم بالكلية، والكثير من الأمثلة التى تنسب فيها مشكلات خارج البلاد أو داخلها إلى الكلية والكلية ليس لها أى علاقة بها.ويجهل هؤلاء الأشخاص أو ينكرون على الكلية حقها فى أن تمارس دورها الأكاديمى بأمانة فى التعرض لكل المدارس النقدية المختلفة وبدراستها والرد عليها.
 
وأكد عميد كلية اللاهوت الإنجيلية أنا من المؤيدين بإيجاد ترجمة عربية جديدة للكتاب المقدس تتناسب مع العصر، "لأننا نحتاج إلى ترجمة جديدة، لأن الترجمة الحالية «ترجمة فاندايك» للكتاب المقدس هي ترجمة تخطت الـ«١٥٠» عامًا، وأصبحت فيها الكثير من المفردات التى تحتاج أن تصاغ بصورة أفضل، كما أن علم الترجمة قدّم كثيرًا من الروعة للكتاب المقدس، والترجمة لا تؤثر فى مضمون النص لأن المضمون هو وحى من الله، ولا يتأثر بالترجمة طالمًا كانت أمينة ودقيقة."

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter