الأقباط متحدون - وغابت شمس الرجولة
أخر تحديث ٠٣:٢٩ | الأحد ٢٩ مايو ٢٠١٦ | ٢١بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

وغابت شمس الرجولة

وغابت شمس الرجولة
وغابت شمس الرجولة
بقلم : أسامة رؤف
من المؤسف والمخجل لنا جميعا أن الناس التي أبهرت العالم بقوة الإرادة ونجحت نجاحات ساحقة فى ثورتها على الظلم والفساد تأتي بأفعال بعيدة كل البعد عن الرجولة والشهامة والقيم ، فحينما تعري امرأة هي أولا وأخر أم ومسنة وإنسانة مسكينة وفوق هذا كله لم يجرؤ أحد على ذكر خطأ واحد لها ، فأننا نكون أمام قضية تجلب العار على الوطن وتقف حائلا ، ربما زمانا طويلا ، أمام كل نهضة وتنمية وارتقاء ..
 
المشهد كان يخلو تماما من الرجولة والشهامة والوطنية ، الجميع تجردوا من الآدمية، كشفوا عن داخلهم المظلم النتن المليء بالقسوة والتجبر ، كانوا مسوقين تماما بنوازع الكراهية والحقد 
لقد وضح للكل ، لكل العالم ، أنكم بلا فهم ، بلا ضمير ، بلا مشاعر ، بلا إنسانية ، بلا وطنية ، نوازع الشر تغلبكم والجهل يتحكم فيكم كلية حتى انكم بكل قوة وإصرار تفعلون ما يدعو للاشمئزاز والاستهجان ، لقد ضربتم بصيت مصر وبشرفها وبمساعي تنميتها عرض الحائط ، أثبتم للجميع أنكم فئة مبنية أفكارها ومبادئها على الشر والهمجية والتخلف ، فئة لا تؤتمن لا على الأعراض ولا على المصلحة ، بل لا تؤتمن على أي شيء وإن بدا صغير وبلا قيمة 
لا أظن أنه من الحكمة أن نطلب شيء لمثل هذه السيدة المسكينة التى راحت ضحية أفعالكم المشينة المخزية ، لان الشرف لا يقابله المال وجرح الكرامة لا تشفيه كلمات الاعتذار وإن عظمت ، وهذا ما يدعونا للحيرة بحق ، فكيف نخرج من أفاق هذا الحدث المشين إلى واقع طاهر نلمس فيه غلبة الرجولة على الضعف وانتصار الحضرية على الهمجية والتخلف ونرى فيه أناس ذو ضمير جديد طاهر ، أناس عرفوا كيف يقدسون الحق ، يحتكمون للقانون ، يحامون عن الضعيف ، يقامون الشر ، يهابون الكبير ، و الانثي فى اعتبارهم مخلوق يحتاج دائما إلى اللطف والعون والمساندة
أنا أعلم تماما قدر أستحالة صيرورة الجميع فى رقي و كمال وتعقل كل حين ، محبين للسلام والمودة سالكين دائما فى طريق المحبة والغفران ، ولكن أظن ان تفعيل القانون ، الذي وضع لأجل إصلاح المجمتع وحمايته ، كفيل بان يجعلنا نحيا فى وطن مليء بالسلام ، فما سر استقرار وسلامة الكثير من الشعوب وعبر كل العصور سوي الاحتكام للقانون وتطبيقه بلا استثناءات . إن ما يحصده الوطن الآن من مشاكل وتجاوزات و ازمات ، بل كل فشل وانكسار ، هو نتاج متوقع وحتمي للمحسوبية والتهميش وعدم الرغبة فى تحقيق المساواة
وإن غاب تفعيل القانون لسبب أو لأخر فلنا فى السماء من ينظر ويهتم ويقضي بعدل ، معه أمرنا ويهمه سلامنا ، نشكو له أمرنا وهو يعرف حقيقة ضعفنا ، هو قادر أن يرسل من غضبه ما يجعل كل معتدي تحت المذلة والصغر والعار 
وحينما تغضب السماء يعرف كل متكبر ومتعال وظالم أنه كان آلة فى يد الشيطان ، قد استخدمها زمانا والزمان الآتي هو للغضب والانتقام من قبل الله !!!
نقبل قدميك يا أمي لكي تغفري لنا جميعا ، فنحن كلنا مخطئون فى حقك ، لأننا شعب انشغل عن قيمه و مبادئه وعاداته السامية بمباديء وأفكار وقحة شريرة لا تهدف إلا للهدم وجلب العار والصغر والتعاسة على النفس والوطن، 
غابت شمس الرجولة وقت إيذائهم لكي ، ولكن " لكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء فى أجنحتها "

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع