الأقباط متحدون - الجسرالبحري والمطامع السعودية
أخر تحديث ١٦:٤٠ | السبت ٩ ابريل ٢٠١٦ | ١برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٨٩٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الجسرالبحري والمطامع السعودية

مجدي جورج
من الغريب والمريب والعجيب الاعلان عن بناء جسر يصل بين السعودية وبين مصر يعبر البحر الأحمر ليصل بين تبوك  السعودية وبين مدينة شرم الشيخ المصرية بين ليلة وضحاها دون اي حديث مسبق عنه او عن اي دراسات جدوي او عن مدي تقبل المصريين لهذه الفكرة أساسا .

فهذا الجسر كان  قد رفضه مبارك  عندما اقترحه السعوديين ايضا سابقا ربما خوفا علي مدينة شرم الشيخ اهم مدينة سياحية في مصر وربما خوفا من ان تفقد شرم الشيخ سمعتها كمدينة مغلقة   آمنة صالحة لعقد المؤتمرات الدولية  فلماذا هذا الإصرار السعودي علي إنشاء هذا الجسر وإعادة طرح الفكرة ثانية  ؟  ولماذا هذه اللهفة السعودية علي هذا المشروع ؟

ففي المرتين كان  فكرة انشاء هذا الجسر فكرة و مقترحا سعوديا ولم يكن حلما او مشروعا مصريا ،رفضه مبارك سابقا فلماذا رحب به السيسي الان بل واقترح تسمية هذا الجسر باسم الملك السعودي  سلمان الذي يزور مصر حاليا  .

فهل سيساهم هذا الجسر في مصرنة السعوديين ؟ ام العكس هوما سيحدث وستشهد مصر مزيد من السعودة والسلفنة وطغيان الوهابية اللعينة.

من المعروف ان فتح الحدود وازالة الحواجز بين الدول معناه تخفيف إجراءات التفتيش والتدقيق بين الدول فهل هذا سيعني ان السعودية ستؤمن المرور الامن السهل للمصريين للسعودية وتلغي نظام الكفيل علي الاقل بالنسبة للمصريين ؟ ام ان مصر هي فقط من ستفتح حدودها للسعوديين بدون تأشيرات وبدون ضوابط كي يسرحوا ويمرحوا فيها وينتهكون عروضها كما يفعل مشايخهم في الحوامدية .

وهل سيكون هذا الجسر بمثابة وسيلة لال سعود كي يثارا وينتقموا من مصر والمصريين  لما فعله بهم ابراهيم أبن  محمد علي في السعوديين وهدم أسس الدولة السعودية الاولي وهدم عاصمتهم الاولي في الدرعية ؟ ام ان فكرة هذا الجسر هي محاولة للثار والانتقام  لما فعله عبد الناصر معهم في ستينات القرن الماضي .

السعوديين شعب جلب علي البدواة  والعنف ولم تجلب اي جسور وحدود  مفتوحة بينهم وبين جيرانهم الا الحسرة والالم لهؤلاء الجيران وهم في خلافات معلنة او مستترة تقريبا مع جميع دول الجوار :-

  فالحدود بينهم وبين العراق لم تسفر الا عن كم هائل من الشباب السعودي ذهبوا الي العراق ودمروه وذبحوا اهله بحجة الجهاد ثم انتقلوا منها الي سوريا ودمروها ولازالوا الي وقتنا الحاضر يعملوا قتلا وتقتيلا في أهالي سوريا .

والحدود بينهم وبين اليمن الذي كان سعيدا يوما ما  لم تؤدي الا الي حرب ضروس  جيشت فيها السعودية عدتها وعتادها لتدمير اليمن واليمنيين بحجة مقاتلة الحوثيين  ، زد عن ذلك احتلالها لمنطقة عسير الغنية بالنفط وحرمان اليمن الفقير منه .

وجسر الملك فهد الذي تم إنشاءه في ثمانينات القرن الماضي بين السعودية والبحرين كان أسرع وسيلة لوصول القوات  والمركبات العسكرية السعودية الي البحرين لوأد الانتفاضة التي حدثت هناك من غالبية السكان ضد الظلم والطغيان الذي يحكم مملكة البحرين الصغيرة ، ليس هذا فقط بل تحولت البحرين  بفضل هذا الجسر الي مكان يمارس فيه السعوديين السكر والعربدة وكل ماهم  محرومين منه في السعودية .

واما عن حدودها البرية والبحرية مع قطر فهي لم تخرج عن هذا الإطار وهو إطار المطامع في أراضي وثروات الغير فقد نشا نزاع بين الدولتين بسبب منطقة الخوفوس الغنية بالنفط وهذا النزاع وان خفت حدته الان الا ان النار دائماً تحت الرماد بسبب المطامع السعودية في المناطق الغنية بالنفط بريا وبحريا خصوصا ان السعودية كانت تنظر دائماً علي ان  قطر جزء منها .

الإمارات العربية هي الاخري لم تسلم من المطامع السعودية فهناك نزاع حدودي بين الدولتين بسبب حقل الشيبة النفطي ونزاع اخر بين الدولتين بسبب خور العديد وهي منطقة بحرية تفصل بين الإمارات وبين قطر واستولت عليها السعودية ومنعت اي تواصل بحري بين الإمارات وقطر كما منعت الإمارات من بناء جسر بينها وبين قطر بحجة انه سيمر في أملاكها البحرية .

المطامع السعودية في حقول البترول المشتركة بينها وبين الكويت  ايضا لم تتوقف في الحقول المشتركة كما في حقلي الخفجه والوفرة البتروليين وايضا في حقل الغاز المشترك بينهما وقد هددت الكويت باللجوء للتحكيم الدولي لنوال حقوقها المهدرة من السعوديين .

سلطنة عمان  ايضا رغم عدم وجود وفرة نفطية كبيرة  بها كما في باقي  دول مجلس التعاون الاخري الا انها لم تسلم من الطمع السعودي فكان هناك نزاع في صحراء الربع الخالي  تم تسويته باتفاقية بين الدولتين تنازلت فيها عمان عن هذه المنطقة التي يظن انها غنية بالنفط .

وحتي الاْردن التي نظن انها الوحيدة التي لا توجد نزاعات حدودية بينها وبين السعودية الا ان  هذا لا ينفي ان هناك نزاع وثأرا قديم بين مؤسسي المملكتين ال سعود في السعودية والشريف حسين بن علي في الاْردن حيث كان ال سعود قد قضوا علي دولة الهاشميين في الحجاز مما اضطر الهاشميين للفرار شمالا وتكوين مملكتين احداهما في العراق وقد اندثرت والثانية في الاْردن .

المطامع والاستعلاء السعودي علي كل دول الجوار حقيقة واقعة وأول هذه المطامع السعودية في الاراضي المصرية  سمعنا عنها الان مع مشروع هذا الجسر ، حيث سمعنا ان هذا الجسر سيمر علي جزيرتي صنافير وتيران المصريتين بل وسمعنا ان هناك نية مصرية لإعطاء هاتين الجزيرتين للسعودية وقد خرج البعض مبررين هذا التنازل عن الاراضي المصرية بان هاتين الجزيرتين كانتا في الاصل سعوديتين وقد أعطتهما لمصر وقد ان الاوان لإعادتها لأصحابهم الأصليين وهم السعوديين  ، ولو صدقنا مبدأ هؤلاء المنبطحين فعلينا ان نستعيد نحن نصف الاراضي السعودية لانها كانت خاضعة في فترة ما لمصر والمصريين ولو طبقنا هذا المبدأ  في كل العالم لما بقيت حدود اي دولة باقية علي حالها في وقتنا الحالي .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter