الأقباط متحدون - الزرادشتية جزء من الذاكرة الايرانية
أخر تحديث ٢٣:١٦ | الأحد ١٧ يناير ٢٠١٦ | ٨طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨١٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الزرادشتية جزء من الذاكرة الايرانية

بقلم - نور الهدى عساسي 

لما تولى الامام الخميني زمام الحكم في ايران سنة 1977  بعد الاطاحة  بالشاه محمد رضا بهلوي ، كانت من بين الأمور التي حرص عليها وبحماس هي دعوته للزرادشتيين  ( المجوس ) من اصول ايرانية والقاطنين بمدينة بومباي الهندية على العودة لايران واسترجاع الجنسية . الخميني و رغم أنه  رجل دين شيعي فقد كان له ايمان وقناعة كبيرة   بأن الزرادشتية (المجوسية)  وهي من أقدم العقائد والديانات التوحيدية التي عرفها العالم، هي  جزء من الذاكرة الايرانية ورافد أصيل من مكونها الحضاري الذي يجب الحفاظ عليه.
 
 يعيش حاليا بايران حوالي 22 ألف زرادشتي وهم يتقربون الى الله عبر طقوس ورموز تشير الى النور في هيئة الشمس والقمر والآجرام السماوية و النار، ومن الأعياد الجميلة التي يحتفل بها كل الايرانيين عيد النيروز وهو عيد زرادشتي قديم  ويصادف 21 مارس من كل سنة  ....
 
يحكي  لنا  الانجيل قصة حكماء  مجوس من بلاد فارس كانوا في طريقهم الى بلاد كنعان وهم يتقفون أثر نجم لامع استقر على بيت لحم اليهودية، حيث ولد المسيح بمذود في حظيرة البقر، و يحكي الانجيل أيضا أن المجوس القادمين من بلاد فارس قدموا هدايا للمسيح وهو طفل رضيع وكانت الهدايا ذهبا ومر ولبانا ....
جاء في انجيل متى ( ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام الملك هيرودوس اذا مجوس من الشرق قد جاؤوا أورشليم.......ورأووا الصبي مع أمه مريم فخروا وسجدوا له ثم فتحو كنوزهم و قدموا له هدايا ذهبا ومرا ولبانا )....
 
تعود الزرادشتية الى مؤسسها الأول زرادشت صاحب الأركان الثلاثة – الفكر الحسن- القول الحسن –العمل الحسن  التي والذي تقرب الانسان الى الله الأوحد نور السماء وسراج العلياء – أهورا ميزدا - وتجعله منارة وسط ظلمة تضيء و تهدي ....
 
مازال الزردشتيون بايران يمارسون شعائرهم و تقاليدهم الموروثة منذ قرون ومن عادات الزواج عندهم تقوم احدى قريبات العريس برش العطر على العروسين ومنحهم الحلوى لتكون حياتهم حلوة و يقدم لهم طبقا يحتوي على –( بيضة – خيط وابرة –رمان –مقص بالاضافة الى كتاب أفيستا وهو كتاب مقدس يضم تعاليم زرادشت ) ....البيضة ترمز الى الخصوبة، الابرة والخيط الى الترابط والرمان الى الجمال والخير العميم والمقص أنه لا يلايق قص هذه العلاقة وكتاب أفيستا أو أبستا دعوة الزوجين على التمسك بتعاليم أهورا ميزدا و تلقينها لأطفالهما ...
الانسان في الميثولوجيا الزرادشتية يتكون من ثلاثة أقسام – الجسد الذي يصير تراب و العقل الذي يذكر المرء بأفعاله في الحياة الأخرى ثم الروح التي لا تموت وتبقى مرتبطة بالله ....

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع