الأقباط متحدون - من هو عدو السيسى؟
أخر تحديث ٠٨:٢٦ | الثلاثاء ٢٣ فبراير ٢٠١٦ | ١٥أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٤٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

من هو عدو السيسى؟

عماد الدين أديب
عماد الدين أديب

 من العدو الأول لحكم الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

 
من الخطأ أن نقول إن العدو هو الإخوان، أو إن العدو هو الإرهاب أو إنه الفساد.
 
الإخوان، الإرهاب، الفساد تشكل بالفعل أخطاراً كبرى على الحكم، ولكن فى رأيى المتواضع أن العدو الحقيقى هو غلاء تكاليف الحياة.
 
صعوبة كلفة العلاج، صعوبة مواجهة أسعار الاحتياجات الأساسية، عدم القدرة على دفع فواتير الكهرباء أو الماء، أو التهديد بالطرد لعدم دفع الإيجار.
 
وما يزيد من ضغط الأمور على ملايين البسطاء الذين يعيشون تحت المستوى المتعارف عليه من الحد الأدنى للدخل، هو قسوة قلب الأجهزة الحكومية فى التعامل مع هموم الناس.
 
يطرد كثير من الناس من المستشفيات الحكومية حتى يذهبوا إلى ذات الأطباء، ولكن فى مستشفياتهم الخاصة.
 
يذهب الناس إلى وزارة التضامن من أجل كرسى متحرك فلا يحصلون. يذهبون إلى الإعلام فلا يهتم بهم. يذهبون إلى مكاتب التموين فيتاجر بهم أصحاب البقالة.
 
لا يجد الناس بعد الله سبحانه وتعالى إلا الرئيس كى يكون القلب الرحيم الذى يأخذ بأيديهم وينقذهم من غلظة قلب الأجهزة الحكومية، وفجورهم فى تجاهل الفقراء البسطاء المهمّشين المغمورين.
 
بالطبع هناك استحالة منطقية أن يهب رجل واحد حتى لو كان رئيس الجمهورية لنجدة ملايين وملايين من الذين تطحنهم الحياة فى كل لحظة من لحظات اليوم.
 
وأستطيع أن أجزم بضمير مرتاح أن هموم هؤلاء المقهورين هى الهاجس الأول والهم الأكبر الذى يؤرق نوم عبدالفتاح السيسى، الذى أصبح لا ينام أكثر من ساعتين فى اليوم منذ أن تولى المسئولية.
 
يجب أن نعترف بأن الاعتماد على الأجهزة الحكومية فى حل مشاكل البسطاء هو أمر بعيد المنال، ولمدة سنوات طويلة.
 
نحن بحاجة إلى تعبئة حركة شعبية ذات ضمير من القوى الوطنية المدنية التى تسعى للخدمة العامة بجهود تطوعية بلا مقابل.
 
وفى رأيى، أن يقوم عبدالفتاح السيسى كمواطن، وليس كرئيس بالتعبئة والدعم والقيادة والتنظيم لهذا الجيش من المتطوعين لإنقاذ الناس من فساد وضعف وغياب الأجهزة الحكومية عن التصدى لهموم الناس.
 
العدو الأول للرئيس هو استحالة الحياة وتكاليفها على الشعب الذى أحبه ويحبه، وما زال يراهن عليه.
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع