الأقباط متحدون - الهرم السابع ... !!!
أخر تحديث ٠٣:١٠ | الأحد ٧ فبراير ٢٠١٦ | ٢٩طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الهرم السابع ... !!!

البابا
البابا

ارنست ارجانوس جبران
أحبائى .. أود أن أواصل وأتواصل معكم بخصوص موضوع هام كان ومازال يشغلنى منذ أن وطئت قدماى أرض بلاد المهجر .. ولكن قبل الخوض فى هذا الموضوع الهام .. أود الرجوع الى المقال السابق والذى كان تحت عنوان :" البابا تواضروس وبركات الاهرامات فى المسيحية " .. والذى ذكرت فيه ما قُدر لى ذكره عن زيارته التاريخية المباركة والأولى  لمدينة هيوستن فى 12 أكتوبر 2015 .. وعن عظته الدسمة والتى أوضح فيها بركات الاهرامات الثلاثة فى المسيحية وهى الهرم اللاهوتى وهرم الشهادة وهرم النسك والرهبنة على أرض مصر .. وبالطبع .. كانت كلمات قداسة البابا لها من الوقع المؤثر الذى جعلنى بل جعل الجميع يندمجون مع كلماته ومع بركات حضوره الينا .. وكم هو جميل أن نستمع ونستمتع بكلمات البركة بلغة نتكلمها ونتفهمها .. ولهذا .. أنا أتحسر على أبنائنا الذين لا يفهمونها .. وخاصة عند زيارة أحد الآباء المباركين من مصر .. ولهذا وددت فى هذا المقال التركيز على موضوع اللغة العربية والتى تعتبر القنطرة التى تربطنا وتربط أبناءنا بمصرنا الأم .. نعم وأعتبر موضوع اللغة العربية هو الهرم السابع .. فلدينا الاهرامات الأرضية الثلاثة فى مصر .. والإهرامات الثلاثة السمائية الى ذكرها قداسة البابا .. ثم الهرم السابع ..

والذى أنا بصدده الآن هو هرم اللغة العربية والذى يجب أن يكون فى بلاد المهجر .. وعلى ضوئه .. سيشب أبناؤنا على محبة كنيستنا الأم و معرفة تراث أجدادهم الشهداء و القديسين .. فهل أطمع بأن يتبنى رعاة كنائسنا فى كل بقاع العالم .. أن يقوموا  ببناء هذا الهرم السابع فى كل كنيسة .. والعملية ببساطة تكمن فى عمل فصل لتدريس اللغة العربية بجانب فصل تعليم الألحان و الترانيم .. مع وجود بعضع الجوائز التشجيعية والمشجعة لكل مبرز أو مبرزة فى كل مرحلة .. لأن الهدف هو خلق نوعاً من المنافسة والتى سترفع من مستوى وسرعة التعَلّم .. وأنا واثق .. إن حدث هذا فستكون النتيجة باهرة و مبهرة للمجتمع القبطى فى كل كنيسة .. ولاسيما على الأمد الطويل .. تخيلوا معى .. لو كان الطفل يتكلم العربية بجانب اللغة التى يتحدث بها أهل تلك الدولة .. مع الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية  أو الأسبانية .. الخ الخ .. ثم .. تخيلوا معى .. بعد تخرج هذا الإبن أو الإبنة من الجامعة كيف يكون حاله .. ومعه لغة أو لغتين اضافيتين .. قطعاً .. سيتبوأ مركزاً مرموقاً عندما يجلس على ميزان المنافسة لأى وظيفة .. هذا من جانب ومن جانب آخر ، من أهم تعاليم المسيح ووصيته لنا .. التلمذة والكرازة .. وهنا .. وجب أن نسأل أنفسنا .. ما هو الدين السائد فى مصر .. أو فى أى دولة عربية .. إذ نجد اخواننا المسلمين .. فهل قدمنا لهم ما أوصانا به السيد المسيح ..!! حتى فى بلاد المهجر .. هناك الكثير من المجتمعات العربية أو حتى الإسلامية الأخرى ..ثم .. ألم يكن الدين الإسلامى ينبنى على القرآن ..

والذى يجب أن يُقرأ باللغة العربية .. !! .. إذن  لابد وأن نتعامل مع إخواننا المسلمين بنفس اللغة التى يتفهمونها .. وهذه النقطة ضرورية لاكتمال اركان النقاش الدينى .. وكما نعلم الإلمام باللغة يساعد كثيراً على سرعة التعرف على الأشخاص وهكذا نستطيع التحاور .. ثم اعلامهم بالأخبار السارة التى علمنا اياها السيد المسيح له كل المجد .. وهنا أيضاً تتأتى عملية التلمذة .. فقد نجد تلاميذَ من العابرين للمسيحية لهم من الإيمان الذى يؤهلهم للدفاع عن الإيمان المسيحى وقد يكونوا أحسن وأشجع منا فى المجاهرة بالإيمان .. ويكفينا فخراً ما نشاهده اليوم على شاشات التلفزيون من اختبارات إخواننا العابرين الى المسيحية .. وهم يجاهرون بايمانهم ومضحين بأرواحهم لأنهم اختبروا حلاوة نعمة المسيح .. ما أجمل التعرف على مسيحنا و مسيحيتنا .. نعم .. هكذا يجب أن نتحدث اليهم باللغة التى يفهمونها .. فإن علمنا ما بداخل القرآن لكانت كرازتنا أسهل وأعمق للطرفين .. للكارز وللذى نريده أن يتعرف على السيد المسيح له كل المجد ..

والموضوع الثانى والمُكَمّل للغة العربية هو ضرورة وجود الكتب بالكنيسة .. سواء الأناجيل أو كتب الترانيم .. واستخدامها كمرجع أساسى فى الخدمة الكنسية .. لأن الملاحظ الآن هو الاعتماد الكلى على الأجهزة الأليكترونية الشخصية .. أو الشاشات التلفزيونية الموجودة على حوائط الكنيسة .. واعتقد أننا عاصرنا و شعرنا بأهمية وجود الكتب عند تعطل هذه الشاشات أثناء الصلاة .. وقد يظن البعض ان الحل فى حيازة جهاز "التليفون الذكى" .. لا أدرى .. إن كانت هذه الأجهزة موجودة منذ ألفين سنة أو أكثر .. هل كنا قد تسلمنا الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كما هو الآن بين أيادينا الآن .. !! .. هل كنا قد عرفنا تاريخ الكنيسة .. والإضطهادات التى وقعت عليها .. وأسماء الشهداء الذين حافظوا على الإيمان .. ؟؟ .. أم كنا نقوم بالبحث عن تليفونات أجدادنا الذكية .. !! .. يا أحبائى .. ان المعلومات الموجودة الآن داخل هذه الأجهزة ..

هى عبارة عن اجتهادات شخصية .. وقد تضيع كل هذه المعلومات فى لمح البصر .. الى أن يعيدها صاحبها مرة أخرى وقد يفقد بعضها .. إن فقد هذا التليفون .. أو إن وقع فى أحد الشوارع وجاءت سيارة فهشمته و هشمت معه كل المعلومات .. أو إن غطس هذا التليفون فى بركة ماء .. أيضاً لعامت كل المعلومات على سطح الماء .. هذا إن كانت تجيد السباحة .. أو ترسل رسالة من تحت الماء .. قائلة .. إنى .. أغرق .. أغرق .. لأننى أيضاً غارق فى أفكار لا نهاية لها .. اخوانى .. قد أكون مبالغاً بعض الشئ .. ولكننى واثق من أن الإتجاه السائد الآن هو عدم طباعة الكتب .. لانعدام من يقرأ .. وهذا أيضاً لهو ناقوس يدق لخطر قادم على المدى الطويل .. قد يصفنى البعض باننى جاهل .. أو أننى " دقة قديمة " .. حقيقة .. أنا جاهل وأيضاً " دقة قديمة " ولكننى مع جهلى ودقتى القديمة .. لا أزال أقول .. اهتموا بأبنائكم وبتراث أجدادكم .. أرجوكم .. كل غرضى هو توصيل هذه الفكرة لجميع بلاد المهجر .. وهى وجوب وجود الكتب فى الكنائس .. لأننا إن أهملنا هذه الناحية .. لأهملنا جزءاً هاماً من قراءآتنا وتسبيحاتنا وترانيمنا .. وتاريخنا .. وقد يقول البعض أيضاً .. ان السبب فى اختفاء الكتب من الكنيسة هو قيام بعض الأطفال باللعب فيها وتقطيعها .. لهذا اختفت كل الكتب .. نعم .. ولكن ليس هذا بالعذر المقبول .. 

لأن التوعية هامة جداً .. والتى تقع على عاتق المسئولين فى الكنيسة للتنبيه والإعلان والتوعية .. الى أن يعرف كل مُصَلٍ ان الكتب المقدسة لهى مقدسة .. وليست أداة يلهو بها الطفل .. كلا ثم ألف كلا .. وهنا وجب على كل أب أن يكون راعياً لطفله .. بل لكل إنسان متواجد فى نفس المكان بجانب ذلك الطفل الذى يمسك بالكتاب .. لابد من أخذ الكتاب منه .. حتى ولو أدى هذا الى غضب الطفل أو غضب والده .. يا أحبائى الكنيسة هى للعبادة .. ووجودنا فى محضر الله .. وهذه الحضرة الإلهية لها من القدسية التى تجعلنا التعامل بكل دقة وحذر .. وأننى أنتهز هذه الفرصة لملاحظة أخرى .. حيث ان هناك بعض الآباء يعطون أطفالهم أجهزة معتقدين بأن هذه الأجهزة ستلهيهم عن إصدار أى إزعاج .. ولكن .. أين هذا الطفل من الصلوات المقامة .. والترانيم والألحان الكنسية .. لا أدرى .. هل أطفال هذا الجيل جيناتهم تختلف عن جيناتنا .. أم طريقة التربية هى التى اختلفت الآن .. وهى الجلوس فى الكنيسة بكل احترام ووقار .. كلنا مررنا بهذه المرحلة .. ولم يكن لدينا أى " اسمارت فون " أو آى باد " .. اننى أخاف أن أقول عن هذه الأجهزة القاتلة للوقت والتأمل فى الحضرة الإلهية .. لهى أدوات شيطانية .. لإلهاء أبنائنا عن معرفة الله .. فيا أحبائى لكم أقول .. علموا أطفالكم التركيز فى الصلاة حتى يشبوا على معرفة الله ومخافة الله .. اسمحوا لى أن أكرر .. كلنا كنا أطفالاً .. وكان والدانا يصطحبانا الى الكنيسة وكنا نجلس داخل الكنيسة دون أى أجهزة .. بل ونحن ربينا أطفالنا أيضاً الجلوس فى الكنيسة دون أى أجهزة أليكترونية .. يا أحبائى .. أصبح الزمان غير الزمان .. ونقول للزمان ارجع يا زمان .. يا أحبائى .. احذروا .. احذروا .. اصبح الوقت مقصراً .. ولكن الواجب علينا ..

دائماً أن نأخذ بمبدأ .. " الحَيْطَة والحذر " وليس " الحيطة والحجر" .. لابد وأن نحطاط ونحذر من هذا الزمن الأغبر .. لابد وأن نحطاط ونحذر من غضب الله .. ولا يكون مبدأنا " الحيطة والحجر".. نعم .. لا نجعل عقولنا وقلوبنا قاسية مَثل الحيطة والحجر .. نعم .. متى سمعتم صوته .. فلا تقسوا قلوبكم .. ليتنا نجعلها قلوباً لحمية تحب الله .. والعقول التى تفكر فى كلام الله وتدرك معنى الأبدية التى نتوق إليها دائماً وأبداً .. وتعالوا معاً لنبنى سوياً " الهرم السابع ".. الرب يبارك حياتكم .. هذا كل ما وددت قوله .. أرجوكم .. أرجوكم .. ألا تغضبوا منى .. وسامحونى .. إن أغضبتكم .. !! .. ولربنا كل المجد والكرامة .. آمين ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع