الأقباط متحدون - هل نكمل عقوبة سيزيف
أخر تحديث ١٣:٢٦ | الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠١٦ | ١٣ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٧٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

هل نكمل عقوبة سيزيف

محمد حسين يونس               
((سيزيف ، بحسب الأسطورة اليونانية ، هو ابن ايولوس اله الرياح وكان ملكاً علي سيلينا .اشتغل بالتجارة والإبحار ، وعُرف عنه أنه كان محارباً بارعاً وماهراً وتميز بالمكر والدهاء . لكنه كان مخادعاً وجشعاً ، وخرق قوانين وأعراف الضيافة بأن قتل المسافرين (النزلاء). كان ثريًا جدا ويتلاعب بالجميع ، وقد صوره هوميروس ومن تلاه من الكُتاب بأنه أمكر وأخبث البشر على وجه الأرض قاطبة وأكثرهم لؤماً. أغرى ابنة أخيه واغتصب عرشه.

وكان زيوس كبير الآلهة عند اليونان يحبه ويحكي له أسراره ومغامراته النسائية ، وذات يوم أراد سيزيف أن يزيح زيوس من علي عرشه ، ففشى بأسرار زيوس ، إلى إله النهر وقال له إن ابنتك إيجينا علي علاقة غير مشروعة معه ، وأن زيوس قام باغتصابها.

عندما علم زيوس بما فعله سيزيف قرر أن يعاقبه بإرساله الي الجحيم ليموت هناك. ولكن سيزيف استطاع أن يخدع إله الموت ثاناتوس حين طلب منه أن يجرب الأصفاد والأقفال، ليختبر مدى كفاءتها. وحين جربها إله الموت قام سيزيف بتكبيله، وحين كبل سيزيف إله الموت منع بذلك الناس أن تموت.

أحدث ذلك تمرداً وانقلاباً وثورةً وهياجاً، ولم يعد أحد من البشر يموت، انزعجت الآلهه لفقدها المتعة بموت خصومها البشر ، لذلك تدخلوا وأطلقوا سراح وفكوا أسر ثاناتوس وأرسال سيزيف إلى الجحيم .

استطاع سيزيف الهرب ثانية من الجحيم ، مما أغضب كبير الآلهة زيوس، فأصدر عليه حكما بأن يعيش حياة أبدية، يمارس فيها مهمة شاقة، وهي أن يحمل صخرة عملاقة من أسفل الجبل إلى قمته، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، وتسقط الي اسفل عند سفح الجبل فيعود مره اخري لدحرجتها الي قمة الجبل وما ان يصل الي قمته حتي تنحدر مره اخري للأسفل . ويظل هكذا إلى الأبد، حتى أصبح رمزاً للعذاب المستمر للابد .

 وكنتيجة لذلك ، أظهر زيوس ذكاءه الخاص بأن ربط سيزيف بعقوبة وحيرة أبدية. وطبقا لذلك فإن الأنشطة عديمة الهدف أو اللا متناهية الزمن توصف بأنها سيزيفية)) (منقول من جريدة الثقافة للجميع)       

البير كامي .. يعتبر أننا كبشر نعيش عقوبة (سيزيفية ) مستمرة .. و لم أكن في شبابي علي وفاق مع أفكاره هذه أو مع أنيس منصور الذى عرفنا عليهما ( كامي ) و( سيزيف ) .. ولكنني اليوم علي قناعة .. بانهما(أنيس و كامي )قدإخترقا الغيب و عاصرا ما يحدث في بلدنا هذه في نهاية القرن العشرين و بداية الواحد و عشرين .. و شاهدا ووصفا كيف نصعد بأحلامنا إلي القمة لتسقط بنا إلي أسفل السافلين مع كل إخفاقة .. للقومية أو تطبيق الاسلام  الوهابي .. نحن نكرر نفس الاخطاء .. ولا نتعلم .. هل رايت كوامل الامهات وكيف تم إختيارهن منقبات.. هل تألمت للاعداد المتزايدة من الشهداء  و كيف يداومون علي تنفيذ نفس السيناريوهات التي ثبت عدم جدواها  وأدت لسيولة دماء شابة طاهرة بشكل لا يتوقف .. هل .. لفت إنتباهك خروج من أطلقنا عليهم إرهابيون  من السجون و بداية نشاطهم .. رغم أنه عندما فعل هذا مرسي .. ذهبوا جميعهم إلي سيناء و لازالوا يشكلون خطورة فائقة .. هل عانيت من تخفيض قيمة الدولار ثم رفعة  ثم الارتقاء به إلي السماوات العليا مدمرا لقيمة الجنية .. نحن في ورطة .. لقد حكموا علينا في المنطقة ..أن نؤدى عقوبة سيزيفية .. لا تتوقف .. نقوم بها بكل جدية .. وإصرار علي ..ألا نتغير .. منذ زمن السادات .. حتي زمن العاصمة الجديدة ....( هو بالمناسبة ،مش السادات كان عامل واحدة وفشلت !! )، يا سادة ..العقل الاحترافي المدرب غائب.. والعدل بين أبناء الامة  دون تفريق بسبب النوع او الدين أو التوجهات السياسية .غائب.. والجدية الواجبة لإنقاذ هذا الوطن غائبة..سيزيف.. بيننا..  لقد أصبحنا .. سيزيف


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter