الأقباط متحدون - مفيديات
أخر تحديث ٠٩:٤٧ | السبت ١٩ ديسمبر ٢٠١٥ | ٩ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٨١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مفيديات

مفيد فوزي
مفيد فوزي

(1) كتاب
على سور الأزبكية عندما كان مقصد المثقفين وملتقى محبى كتب التراث، التقطت كتاباً يحمل عنوان «إيران فوق بركان»، والكاتب المؤلف محمد حسنين هيكل، وقد بهرنى أسلوبه كما بهر كل كتاب جيلى، المعلومة ترقد فى حضن سيناريو شديد الأناقة.. رصين الأسلوب. حدث هذا وأنا أبدأ رحلتى فى دنيا الكلمة، ووجدت نفسى أقلد هيكل فى عباراته مع الفارق الكبير، حتى جاء أحمد بهاء الدين وحررنى من هذا الأسر، وقال لى: كن نفسك، وأضاف: مفيش غير هيكل واحد بس، ومن يومها، كلما ضبطت نفسى متلبساً بالهيكليزم.. سارعت إلى نفسى راجياً أن تساعدنى فى الخلاص من هذا الحب المهنى الطاغى. وتعلمت من أحمد بهاء الدين شيئين، الأول: ألا أكتب فى الزفة، فلابد من وضوح الصورة، والشىء الثانى أن أدخل فى الموضوع مباشرة دون مقدمات مطولة، فبقدر ما لك من مباشرة، ستصل إلى عقل قارئك.

(2) نصيحة
وأنا أتدرب على يد كامل الشناوى، رئيس تحرير آخر ساعة حينذاك فى أخبار اليوم، كنت أقصد مكتباً فى نهاية الصالة الكبيرة يجلس إليه رجل جاوز الستين من عمره، وكان يمرقنى بنظرة ثاقبة، وعرفت أنه المفكر سلامة موسى، ولا أدرى لماذا كنت أتعمد البقاء بجواره، وربما شده إلىَّ أننى قرأت واحداً من أهم كتبه «عقلى وعقلك»، كنت أسمعه فى تجليات خاصة ربما لم تتح لأحد من جيلى أن يسمعها، يقول سلامة موسى: لا تراجع حاكماً فى قراراته ولا امرأة فى أمور قلبها، يقول: كن فى الحياة مصغياً ستصبح أخطاؤك أقل. يقول سلامة موسى: لتكن بوصلتك الأمينة عقلك، أما قلبك فمتقلب وحين أهدانى أحد كتبه قال يوصينى: اكتب ما شئت من تعليقات، فالكتاب يؤلف مرتين، مرة من كاتبه ومرة ثانية من قارئه.

(3) الوطنى
من المحزن والمؤسف أن كلمة «الوطنى» صارت فى الأذهان مرتبطة بفساد البعض فى الحزب الوطنى القديم ودخلت فى قاموس الإخوان عن الفلول، تشوهت كلمة الوطنى حتى صارت سبة، وكلما جاءت سيرة فلان أو علان أنه «وطنى» ظنوا فيه السوء وسمعة الحزب القديم الذى تم حرقه فى الأيام الأولى لهوجة 25 يناير، جاءت اللحظة التى أقول فيها إن الوطنى كانت فيه عقول وناس شريفة، وليس صحيحاً أن كل «وطنى» فاسد، نحن نردد الكلام كالببغاوات دون تمييز لأننا نلغى عقولنا، وقد ابتعدت التآلفات والأحزاب عن كلمة الوطنى وكأنها كلمة عيب.

(4) الرشد
لست سقراط زمانى ولا فيلسوف الغبرة لكنى فوق كتفى وظهرى أحمل خمسين عاماً من التجارب الحياتية تمنحنى قبساً من الفهم ولا أقول الحكمة، وربما كانت لى أخطاء، فهذه بشرية كاتب وأظن أن الغضب فى المجتمع إلى مستوى الأزمة لأنه مصاحب لسلوك عدوانى وحدثت انفلاتات، وأصبح ما يجرى فى المجتمع ليس حراكاً سياسياً بقدر ما هو «جراح سياسى» مطلوب الرشد والرشاد، إنه مطلب أمة فى حالة مخاض عنيف، ويقولون فى علم اللغة: عاد إلى رشده أى أفاق من غيبوبته.

(5) تصحيح
أرى من الضرورى أنه لابد من تصحيح فى أذهان شبابنا أن محمد حسنى مبارك شريك فى انتصار أكتوبر، وإخفاء هذه الحقيقة سيفضحه التاريخ الذى سينصفه حتماً بعيداً عن التوازنات السياسية.. الآنية.

(6) الأبوة
سئلت: ما أقوى ما فيك؟ قلت: أبوتى، وسئلت: ما نقطة ضعفك؟ قلت: أبوتى.

(7) هى
هى سخيفة، سمجة، ممقوتة، مؤذية، كريهة، رخمة، ملعونة، مُهلكة، معذبة، متواطئة، غدارة، خبيثة، قبيحة، مفترسة، متلونة، ظالمة، خنيسة، تلمة، كالحة، متسللة، لصة، مراوغة، ثقيلة، رديئة، كئيبة، مفخخة، ناسفة: الإنفلونزا.

(8) الأخطر
فى يقينى الثابت أن الأخطر على المجتمع - الآن - هم دعاة التشكيك فى كل إنجاز تحققه مصر سواء ببث إشاعة أو عبر مقال مشبوه أو توك شو ظاهره شىء وباطنه شىء آخر، حاكموا هؤلاء بالقانون، أسقطوا الجنسية عمن لا يستحقها، لا تأخذكم الرحمة، إن مصر تكون أو لا تكون، إما بلداً قوياً طموحاً له ثقل، أو بلداً يقف على رصيف العالم يستجدى الشفقة، إن المشككين هم ثعابين حية رقطاء ملمسها ناعم وتعرف متى تبخ السموم، لذلك فهم الأخطر، وساحتهم الظلام واستغلال طيبة الناس الذين يصدقون كل شىء وأى شىء.

(9) تاريخ
من الأمانة القول إن فى تاريخ الإعلام المصرى علامات بارزة: على الناصية تقديم آمال فهمى، نادى السينما تقديم درية شرف الدين وحديث المدينة تقديم مفيد فوزى «مع مراعاة السهو والخطأ».

(10) لماذا؟
أتساءل لماذا لا يضاف اسم فاروق حسنى إلى لجنة إعداد المتحف الكبير بوصفه «الفنان» وليس «الوزير»؟ أتساءل لماذا لا نستفيد من اسم د. زاهى حواس فى الدعاية لنا عبر العالم وقد شهدنا شعبيته الأسطورية فى العالم؟

(11) الاغتيال
لو عاش د. سيد عويس، العالم الاجتماعى الحصيف، إلى يومنا هذا لقال فى صفات المصريين الجديدة التى أضيفت إليهم ولم تكن قائمة، الاغتيال المعنوى، يبقى أن يفسر لنا تلامذة سيد عويس أسبابه الحقيقية.

(12) أنيس
لعل أول من حذر ونبه إلى خطورة «الحروب المائية» المستقبلية فى عموده الأثير هو أنيس منصور، لقد أفرد لهذا الموضوع أكثر من عمود، قرأناها - كالعادة - ولم ننتبه طالما أن الخطر لم يداهمنا، وتلك نقطة جوهرية فى حياتنا أن الكارثة توقظنا وفيما عدا ذلك «نايمين فى العسل»، والسر ببساطة أن شعورنا بالمستقبليات ضعيف وربما معدوم، وفى العالم الأول يعبرون «الزمن الآنى» ويحسبون حساب المستقبل، وهذا واحد من مفاتيح التقدم، نحن نهتم بما تحت أقدامنا وما بين أيدينا فقط، هل رأيتم «توك شو» ذات ليلة على أى شاشة يناقش خلو حياتنا من النظرة المستقبلية، هكذا كان أنيس منصور معنياً بأحد أضلاع مثلث التقدم.

(13) لماذا؟
1- لماذا تجلب قراءة الصحف فى ساعات النهار الأولى، الصداع؟

2- لماذا قال وزير التعليم العالى إن رفع النقاب أثناء التدريس ليس «رؤية دولة»؟!!

3- لماذا لا يفهمون أن منصب وزير الإعلام هو ضبط إيقاع الدولة والسيطرة على كل ما هو إعلام يرضع من النايل سات ويدفع أجراً؟!

4- لماذا صورة «أوباما» على واجهة إعلان عن قناة فضائية جديدة؟!

5- لماذا «فايزة أبوالنجا» محلك سر؟!

6- لماذا أصبح «سد النهضة» مسلسلاً كثيف الحلقات وينقصه تتر؟!

7- لماذا لا تتحلى مذيعات ماسبيرو بشىء من الجرأة وإبداء الرأى بدلاً من الحياد الفاتر لتكون للشاشة المصرية جاذبية؟!

8- لماذا لا يبدأ حلمى النمنم بثورة إصلاحية تنبع من قصور الثقافة تختار لها الأكفاء، وقد بدأ فاروق حسنى حياته العملية من قصر ثقافة الأنفوشى؟!

(14) خبرات

1- المعارف شىء والأصدقاء أمر آخر وفى كل الأحوال بعدك لا أحد!

2- ليكن عقلك هو بوصلتك وحارسك الشخصى! «من سلامة موسى».

3- المعركة بين الإنسان وضعفه البشرى صعبة لكنها ممكنة ومن يفز فيها يحظ بالاحترام.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع