أرى أن هذا البرلمان يقدر مدى المسئولية الملقاة على عاتقه المحمل بها من أحلام وطموحات ملايين من الشعب الذى نزل وانتخب هؤلاء النواب الذين أصبحوا مسئولين عن تحقيق هذه الأحلام وحل كل المشاكل المتراكمة من عشرات السنين من رفع مستوى المعيشة وحل مشكلة البطالة الطاحنة التى تصيب الأسر المصرية بمرارة ومشاكل تعليم وصحة وغيرها...

ورغم كل ما يثار حول هذا البرلمان من ضجيج إعلامى فإنه ولد كبيراً بإرادة شعبية حقيقية شهد لها جميع الهيئات الرقابية المحلية والأجنبية، ومع ذلك يحاول البعض إثارة موضوعات ليس لها أهمية حينما يشاهدها المواطن لا تسبب له إلا البلبلة.. هل من الأهمية أن نأخذ وقت المشاهد فى حوار بين طرفين متعارضين عن بث الجلسات من عدمه؟ ويجعل هذا الموضوع مادة تتسلل من خلالها بعض القنوات الأجنبية التى تطلب الآن حق البث مقابل مائة مليون دولار ويكون هذا البث حسب رغبة هذه القناة لكل تفاصيل الجلسات واللجان والكواليس الخاصة للنواب. هذا الأمر الذى أعتبره بجاحة متناهية من هذه القناة التى تريد أن تنقل كواليس النواب وأحاديثهم الخاصة التى يتداولونها معاً.

والموضوع الآخر الذى يحاولون إثارته هو موضوع الحصانة وكأنها بدعة مصرية دون توضيح المعنى الحقيقى لها. الحصانة ليست للنائب بل هى للشعب.

أولاً لأنه ممثل عن الشعب، ثانياً النائب لا بد أن يشعر بالحصانة عند تصديه لأى قضية فساد دون الخوف من بطش السلطة التنفيذية به فى أى وقت، خاصة أن الحصانة تُرفع عن النائب فى أى حالة من حالات التلبس دون الرجوع إلى المجلس.. وهل يرضى المواطن للنائب الذى يمثله أن يستوقفه أى شخص صغير والتعرض له بحجة الاشتباه وتفتيش سيارته أو بيته دون وجه حق لمجرد أن يضيع هيبة المجلس والنواب؟ ولماذا نضع القيادات موضع الشك والتشكك دائماً ونفرض السوء رغم أنهم منتخبون من الشعب وتم تقديم العديد من الأوراق التى تثبت أنهم مواطنون صالحون لهذه المهمة، وأنهم يصونون مصالح الشعب، والسيرة الذاتية ومعرفة هذا النائب فى دائرته هى المعيار الحقيقى لنجاحه ولماذا افتراض السيئ رغم أن الله جبل الإنسان على الصلاح وأن الخير هو العام والشر هو الاستثناء.

ولذلك أنا أطالب بأن تكون العقوبة فى أى مخالفة أو جريمة لأى مسئول ضعف العقوبة للشخص العادى، ولا يجب تخوينهم وجعلهم يعملون تحت ضغط إعلامى بهذه الصورة وشحن الناس ضدهم وكأنهم يدخلون المجلس للاستغلال وليس لخدمة هذا الشعب العظيم. اتركوا النواب يعملون لرفعة الوطن وحاسبوهم إن أخطأوا.

ودعونا من الأفكار الهدامة التى تجرنا إلى الوراء بالدعوات المخربة التى تدعو الناس بعد انتهاء الاستحقاق الثالث واستكمال مؤسسات الدولة إلى التظاهر وجرّنا مرة ثانية إلى الميادين ونحن نعانى من اقتصاد منهك ودستور لا بد أن يترجم إلى قوانين تيسر لنا الحياة والاستثمارات. ارفعوا أيديكم وأفكاركم الهدامة عن الوطن وسوف يتصدى لكم الشعب للدفاع عن حاضره ومستقبله واستقراره.

تحيا مصر عزيزة قوية..
نقلا عن الوطن