الأقباط متحدون - صراع الأجنحة في السعودية وحرب اليمن
أخر تحديث ١٢:٢٣ | السبت ١٢ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٧٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

صراع الأجنحة في السعودية وحرب اليمن

رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح
رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح

 خرج خالد بحاح نائب الرئيس اليمني وقبل أيام قليلة من موعد المحادثات الخاصة بالسلام عن موقف الرئيس عبد ربه منصور هادي وأعلن أنه يريد إنهاء الحرب، ووقف الدمار الذي أصاب كل شيء ..

 
 تصريحات بحاح تعبير عن موقف حافظ الرجل عليه شهورا وكان سببا في الخلاف المتفاقم مع الرئيس هادي، لكنه ليس موقفه الشخصي فحسب بل هو انعكاس لمواقف داخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
 
 منذ عين في موقع نائب الرئيس نظر كثيرون إلى هذه الخطوة باعتبارها مقدمة لنهاية ولاية هادي واستعدادا لمرحلة سياسية جديدة يقودها بحاح وتشارك فيها كافة الأطراف بمن فيها الحوثيون وحزب صالح الى جانب الأحزاب الموجودة في الحكم، ومع إطالة أمد الحرب وتعثر الحسم العسكري ظهر بحاح معبرا عن موقف أحد أجنحة الحكم في السعودية.
 
 يتخذ ولي العهد السعودي محمد بن نايف نهجا قريبا من نهج أبيه الذي أمسك بملف اليمن منذ وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي تولى هذا الملف منذ ستينات القرن الماضي، كما يمسك ملف التعامل مع الاٍرهاب، ولهذا يرى الرجل أن استمرار الحرب في اليمن سيتحول الى مصدر ارتزاق للقبائل، كما سيساعد على خلق بيئة أكثر ملائمة لأنشطة الجماعات الإرهابية وتغذية الصراع الطائفي في الخاصرة الجنوبية للمملكة.
 
خلافا لذلك يقدم ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نفسه باعتباره الرجل القوي القادر على حماية المملكة والتعامل بحزم مع من يحاول الاعتداء عليها ولهذا يتمسك بخيار الحل العسكري وتدمير قوة الحوثيين والانتقام من شخص الرئيس السابق الذي تتهمه السعودية بعدم الوفاء، وتقول إنه سلم الحوثيين قوات الحرس الجمهوري وغيرها من الوحدات والأسلحة لمهاجمة أراضيها والسيطرة على مناطق واسعة من اليمن.
 
 وإذا ما أضيف الى الصراع داخل جناحي الحكم في السعودية الموقف الشخصي للرئيس هادي والذي تعرض للإهانة من قبل الحوثيين باقتحام منزله ووضعه رهن الإقامة الجبرية قبل تمكنه من الهرب الى عدن، فإن عملية التسوية في اليمن ووقف الحرب ربما تكون تعبيرا عن انتصار طرف على آخر قبل أن تكون استحقاقا للمواجهة مع الحوثيين بعد الحصار الجوي والبحري الذي قطع كل إمكانات التواصل مع إيران أو غيرها من الحلفاء.
 
 الصحيح أن بحاح يميل الى التسوية ويأمل في أن تكون التسوية طريقه إلى سدة الحكم، لكن التسوية على الجانب السعودي تعني تراجع دور الجناح المتشدد في المملكة لصالح الجناح المعتدل الذي يمثله محمد بن نايف، وهو أمر تدعمه وترغب به الدول الغربية حليفة المملكة والتي باتت تخشى القوة المتنامية للجماعات الإرهابية في اليمن وما لذلك من مخاطر على الأمن الإقليمي والدولي.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.