الأقباط متحدون - بترول «داعش».. والتواطؤ الدولى
أخر تحديث ٠٨:٠٦ | الجمعة ٤ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢٤ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بترول «داعش».. والتواطؤ الدولى

د.محمود خليل
د.محمود خليل

نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو يثبت تهريب نفط بكميات هائلة من معاقل تنظيم «داعش» فى سوريا إلى تركيا، مقابل توريد أسلحة وذخيرة. وأوضحت الوزارة أن عائدات تنظيم «داعش» الإرهابى من الاتجار غير الشرعى فى النفط، كانت تبلغ 3 ملايين دولار يومياً، قبل بدء العملية العسكرية الروسية فى سوريا منذ شهرين، لكنها تراجعت مؤخراً إلى 1.5 مليون دولار.

الحديث عن أن تركيا تساعد «داعش» فى بيع البترول الذى يستخرجه من الأرض التى يسيطر عليها متواتر ومتكرر منذ فترة، الجديد أن وزارة الدفاع الروسية قدمت الدليل عليه، فبرهنت على ما هو معروف. ولم تنسَ بالطبع أن تزف لنا خبر أن ضرباتها الجوية أدت إلى خفض مكاسب التنظيم من بيع البترول عبر تركيا بنسبة 50%، من حق البعض أن يسأل بالطبع: هل اكتشفت روسيا فجأة أن لديها أدلة على التعاون التركى - الداعشى فى مجال بيع البترول عقب إسقاط تركيا لإحدى مقاتلاتها، أم أنها كانت تمتلك هذه الأدلة من قبل؟. هذا السؤال لا بد أن يتبعه سؤال آخر يقول: هل تركيا «أردوغان» هى الدولة الوحيدة التى تعاون «داعش» فى ذلك أم أن هناك أنظمة سياسية أخرى، يشاع أن من بينها النظام «البشارى» نفسه، يتعاون مع التنظيم فى هذا السياق؟!.

موضوع بترول «داعش» يمثل أحد الألغاز الكبرى التى يمنحك فك طلاسمه وحل شفرته معلومات خصبة عن التواطؤ الدولى الداعم للتنظيم، وكيف أن «داعش» تحول -كما وصفت لك ذات مرة- إلى شركة عابرة للقوميات، يشارك فى تمويلها، والاستفادة من خدماتها، وتقاسم أرباحها أنظمة متعددة حول العالم. بعيداً عن بيع البترول، من المرجح أن «داعش» لا يملك القدرات والإمكانيات والكوادر التى تمكنه من استخراجه من باطن الأرض بسهولة. ومن المعلوم أن هذه المهمة تقوم بها شركات عالمية كبرى، تخضع لتحالفات عالمية، لا تجعلها بمنأى عن مصالح الدول الكبرى، ومؤكد أن واحدة أو أكثر من تلك الشركات هى التى تتولى استخراج البترول من المدن التى يسيطر عليها «داعش»، وعلى رأسها مدينة «الموصل» العراقية. ورغم ما قيل عن انسحاب إحدى كبريات الشركات العالمية التى تتولى استخراج البترول من حقول الموصل، بسبب الخوف من الهجمات الإرهابية، فإن ذلك لا يمنع أن هناك شركات أخرى تعين «داعش» على هذا الأمر. وسيكون مفيداً لو فضح الروس أمام العالم كله الشركات التى تساعد «داعش» على استخراج البترول، سواء كانت شركات إقليمية أو عالمية، مثلما كشفت عن التعاون التركى - الداعشى فى مجال تصدير البترول.

من اللافت أن أى خيط تجذبه من خيوط «داعش» لا بد أن يصل بك إلى قوى دولية متنوعة، تلعب دوراً فى خدمة هذا التنظيم، وكما تستخدم هذه الدول «الدواعش» لتحقيق مطامع ومطامح معينة فى المنطقة، فإن التنظيم يستخدم هذه الدول وأجهزتها لتحقيق أهدافه الخاصة، الأمر الذى يعنى أن نظرية «الاستثمار المتبادل» هى التى تحكم العلاقة بين الطرفين. وفى تقديرى أن هذه الوضعية تمثل عائقاً مهماً فى طريق القضاء على التنظيم، وتطيل المدة المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع