الأقباط متحدون - حول زيارة قداسة البابا تواضروس للقدس
أخر تحديث ٠١:١٧ | السبت ٢٨ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٨ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حول زيارة قداسة البابا تواضروس للقدس

البابا تواضروس
البابا تواضروس

عصام نسيم
كثر الجدال والحديث والتعليقات والمقالات حول زيارة قداسة البابا الي مدينة القدس (اورشليم ) لحضور صلاة تجنيز مثلث الرحمات الانبا ابراهام اسقف كرسي اورشليم والشرق الادنى البعض معترض والبعض موافق البعض يدافع والبعض  يهاجم القليل هدفه حسن النية والغالبية متربصه هدفها الهجوم والتشويه !

ورغم ان الموضوع بسيط ولا يحتاج كل هذه الضجه ورغم ان الكنيسة خرجت ببيان اوضحت فيه كل شئ ولكن لا فائده فمازلت حالة الجدل مستمرة والقاء الاتهامات والادانات قائمة وهذا هو حال اعلامنا فوضى في كل شئ  !!!

بالنسبة للزيارة راح كل احد يفسرها حسب اهوائها وحسب تحليلها حتى لو كان هذا الراى لا يوجد ما يؤيده بل ما يخالفه بحسب ما نشرت الكنيسة من بيان
  
   فالعبض تصور ان الزيارة هي تصريح للاقباط للسفر الي القدس مستقبلا وان قرار الكنيسة في منع الاقباط من السفر انتهى بهذه الزيارة !
والبعض قال انه خطوة لفصل الدين عن السياسة وعدم تدخل الكنيسة في السياسة وفسروا ان السفر للقدس قرار سياسي !!!
 
البعض قال انه تصحيح لوضع كان خطأ في الماضي وكأن كل ما حدث سابقا خطأ وما يحدث حاليا هو تصحيح له والبعض الاخر راح يهاجم ويسئ ويشتم في الكنيسة طبعا لاغراض في نفسه ولان الامر هو كراهية للكنيسة ليس اكثر وهؤلاء لا يستحقوا ان نرد عليهم لان اتهامتهم لا تستحق الرد وتاريخ الكنيسة الوطني المشرف قديما وحديثا يؤكد عكس ما يقولون ! اما بالنسبة لمن حلل الزيارة حسب الاراء السابقة نقول :

  اولا قرار منع الاقباط من زيارة القدس قرار اخذه البابا كيرلس السادس بعد نكسة 1967 وكان من المتسحيل وقتها ان يتم السماح للاقباط بالسفر وكان الهدف الاول والاهم هو حماية الاقباط الي جانب طبعا اسباب اخرى تتعلق بالوطن الام مصر وموقفها من اسرائيل ولكن مع ان الزيارة دينية بحته ولكن منعت الكنيسة هذه الزيارة حتى لا يتعرض الاقباط لاتهامات الخيانة والعمالة ....الخ اي ان الهدف الاول والااهم هم الاقباط انفسهم ..

ثم جاء البابا شنودة واستمر في منع الاقباط من السفر للقداس وكان احد اهم اسباب خلاف السادات معه خصوصا بعد التطبيع فقد كان يأمل ان يكون البابا بسماحه لسفر الاقباط للقدس بداية للتطبيع مع اسرائيل ولكن البابا رفض بشدة وكان هدفه الاول والاهم هو حماية الاقباط ( سمعت من قداسته هذا الكلام بالنص ) ......

جاء قرار المجمع المقدس بمنع زيارة القدس من قبل الاقباط عام  80 ولو كانت الكنيسسة تريد العمل بالسياسة او تحقيق مكاسب سياسية لكان سمح قداسة البابا شنوده بزيارة الاقباط للقدس ووقتها كان سيلاقي افضل معامله من السادات وكنه رفض تحقيق اي مكاسب سياسيه او وقتيه على حساب مصلحة الاقباط وامنهم وامانهم وسمعتهم في وطنهم مصر !! وقبل ان يعاديه السادات لموقفه هذا افضل من ان يتم وصف الاقباط والكنيسة القبطية بالخونه او انهم يطبعون مع اسرائيل !!!

اذن ...
القرار لم يكن قرار سياسي او تدخل من الكنيسة في السياسة او قرار خطأ ويحدث تصحيح له اليوم فالكنيسة ابدا لا تسير بهذا المنطق زيارة البابا تواضروس كانت زيارة خاصة جدا لظروف خاصة جدا ولها اهداف كنسية بعيده كل البعد عن اي حسابات سياسية أخرى !!!

كما انها ليست تصريح للسماح للاقباط بالسفر الي القدس مستقبلا كما يقول البعض ولمن يريد ان يعرف موقف الكنيسة عليه بقراءة بيان الكنيسة الرسمي ليعرف موقف الكنيسة الرسمي الحقيقي في تلك القضية ....

ملحوظة : حملة الهجوم الضارية التي تعرض لها البابا تواضروس بعد سفره جزء بسيط جدا جدا مما كان يمكن ان يتعرض له الاقباط كنيسة وشعب لو كانت سمحت الكنيسة للاقباط بالسفر الي القدس ! فهل يعي الاقباط هذا .. هل يعي ان القرار في الاول والاخر كان لمصلحتهم ومن اجل سلامتهم وامنهم ايضا .
واخيرا الكنيسة لها الحق ان تأخذ اي قرار تراه في صالح ابناءها وشعبها فقرار المنع كان لصالح الكنيسة وشعبها وقرار سفر البابا كان شأن ديني يخص الكنيسة وحدها وهكذا اي قرار تأخذه الكنيسة متمثلة في البابا والمجمع المقدس فلا احد يملي عليها قرراتها كما ان وطنية الكنيسة ودورها الهام في الحفاظ على هذا الوطن امر واضح وضوح الشمس ولا يحتاج الي ادلة وبراهين .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع