الأقباط متحدون - د. البدوي والغول والخِل الوفي
أخر تحديث ١١:٥٢ | الاربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٠ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٠ السنة السادسة
إغلاق تصغير

د. البدوي والغول والخِل الوفي

بقلم: يوسف وهيب
هناك أمثولة أو حكاية أسطورية تقول إن العقرب والحوت اتفقا على التعاون فقال العقرب للحوت أريد أن أعبر إلى الشاطئ الآخر من النهر، وأنت تجيد العوم فخذني فوق ظهرك.
فقال له الحوت: إياك أن تلدغني، فرد العقرب عيب يا جدع دة أنت هاتعدينى! وبدأت الرحلة وحين أحس العقرب بالدفء فوق ظهر صديقه لدغ الحوت فدهش وهو يتألم: كيف أخلفت وعدك؟ قال العقرب لقد اقتربنا من الشاطئ وقد غلبني طبعي فليس مهمًا أن أعبر هذه السنتيمترات وحدي!
ربما تصلح هذه الأمثولة لفهم ما حدث من بعض قياديي الحزب الوطني ضد بعض أبناء الحزب وفهم أيضًا ما جري لمن صدقوا وعود الشفافية والنزاهة؟!
ولا أظن أن الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد الجديد لم يكن قد سمع أو قرأ هذه الحدوتة لأن تصريحاته لقناة "إيه بي سي" الاسترالية تؤكد أنه تعرض لخدعة ما إن لم تكن من داخل الحزب فهي بالأساس من جديته في تصديق التصريحات التي يتجمل بها الآخرون.

إذ أنه شخص لا يجيد اللف والدوران ولهذا ربما يصدق كل كلام جميل وأظن إن السياسة بشكلها الحالي في بلادنا لا تعدو كونها ألاعيب سياسية وليست سياسة بالمعنى المعروف عالميًا لا تعترف بالطيب أو الجميل لكنها تعتز دائمًا بالقبيح والشرير واستخدام كل ما يؤدى إلى تحقيق المصلحة الشخصية الضيقة وليس كما كان يفعل التجار اليهود في ثلاثينيات القرن الماضي حتى نصفه الأول حيث كان التاجر منهم يتصل بعميله التاجر الصغير.
انسحابنا من انتخابات الإعادة كان اعتراضًا ضد القائمين على أمانة التنظيم بالحزب الوطني الذين حادوا عن توجيهات الرئيس مبارك بالشفافية والنزاهة وساعدوا على تزوير الانتخابات.

هذا ما صرّح به رئيس حزب الوفد للقناة الأسترالية وهو يكشف ضمن عدة تصريحات سابقة لرئيس الوفد الكثير من الأمور المتشابكة.
أولها: السؤال الذي يمكن أن يتردد كثيرًا هل الدكتور البدوي بحصافته السياسية يمكن أن يكون ضحية لتصديق وعود الشفافية والنزاهة (رغم أنه من المؤكد لا أحد يشكك في إيمان صاحبها) هكذا دفعة واحدة؟! ولماذا الرهان على وعود لا يباشرها مُطلقها مباشرة بل يتولى تنفيذها مسئولون عن حزب منافس هو الحزب الوطني؟ ورغم ما يكرره الكثيرون عن نية "الوطني" العمل في بيئة سياسية قويه بحيث يصير الحزب بالفعل كبيرًا في مقدمة أحزاب كبيرة لأن العملاق وسط أقزام لا متعة له ولا فرحة ولا طعم لأي نجاح يحققه، إلا أن التجربة أثبتت أن الديمقراطية في مصر ما هي إلا حكايات العنقاء والخِل الوفي وحواديت جداتنا قبل النوم!

أظن –وإن بعض الظن قد يرقى إلى درجة تقارب الحقيقة– أن الدكتور نظيف الذي أغضب الجميع حين قال "إننا شعب لم ينضج بعد لممارسة الديمقراطية الحقة" كان على حق، خاصةً إذا كان يعتبر أيضًا إن الحكومة ضمن أبناء هذا الشعب الذي يقصده.
وانظر إلى أي مجال من حولك شركة أو هيئة أو مؤسسة اقتصادية – صحفية، ستجد إن الحكمة القديمة "إن هناك من يصنعون الفرعون دائمًا وهو وحده لا يستطيع أن يصنع نفسه" لا تزال صالحة للاستعمال، فالشخص منّا حين يتولى مسئولية موقع ما كبر أو صغر حجم هذا الموقع أو تلك المسئولية يبدى الكثير من الزهد والمرونة وما أن تحيط به شلة الفساد والمصالح وتكبله بما هو مشروع من قوانين وبما هو غير مشروع أيضًا من أفعال ومؤامرات حتى يتحوَّل إلى شخص آخر مثلما قال أستاذنا أسطى صحافة المشاغبات سابقًا صلاح عيسى "إن العيب ليس في الأشخاص الذين يتولون المسئولية بل العيب في الموبيليا" يقصد طبعًا كرسي المسئول سواء كان حاكم أو وزير أو حتى مدير إدارة إرسال برقيات التعازي والتهاني إلى الصحف!
هذه هي المصيبة في الأساس
إقبال المواطنين ونجوم المجتمع في الفترة الأخيرة على الانضمام إلى الحزب بالحراك السياسي الكبير الذي أحدثه الوفد في الحياة السياسية المصرية منذ انتخابات الرئاسة التي شهدها الحزب في 28 مايو الماضي.
yousefwaheb@yahoo.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع