الأقباط متحدون - الجماعات التكفيرية التى تتوالد بالفيوم وبنى سويف
أخر تحديث ١٤:٠٨ | الجمعة ٧ اغسطس ٢٠١٥ | ١مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٥السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الجماعات التكفيرية التى تتوالد بالفيوم وبنى سويف

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
لماذا بنى سويف والفيوم؟ لماذا تتواجد الحركات التكفيرية بكثافة فى هذه المنطقة؟ ولماذا تتوالد تلك الحركات بشكل دائم فى المحافظتين؟.
 
جغرافيًا العمليات الإرهابية تغيرت تماماً فى هذه المرحلة، فالبؤر الإرهابية يمكن أن نرسم خريطتها وفق الأحداث الماضية، إلى المنطقة أ وهى سيناء، ثم المنطقة ب وهى ضواحى الجيزة وفيصل، والمنطقة ج وهى محافظتى بنى سويف والفيوم.
 
المنطقة الأخيرة لها خصوصيات، ساهمت فى وجود الجماعات التكفيرية بها، كان أهمها، أن محافظتى بنى سويف والفيوم شهدتا أكبر حالة من المد السلفى فترة السبعينات، وكانت القيادة السلفية الأهم هى الشيخ الدبيسى، تعيش هناك.
 
وشهدت الفيوم بدايات نشأة جماعة التوقف والتبين، كما كانت مركزاً لجماعة الشوقيين، التى تنسب إلى شوقى الشيخ، الذى كان يجيز لأتباعه سرقة أموال المسلمين، وحاجاتهم، واغتصاب زوجاتهم، لأنهم كفرة، وفق قوله، حتى قتل فى فترة التسعينات على يد الشرطة!!
 
الأدهى من ذلك أن شوقى الشيخ، كان فى بداياته تلميذاً لعمر عبد الرحمن، امير الجماعة الإسلامية، لكنه تحول فيما بعد إلى تكفيرى تابع للتوقف والتبين، وكانت جماعته متمركزة فى قرية "كحك" بمحافظة الفيوم، والتى اصطدمت فى أحداث عنف بالشرطة، قتل فيها العشرات.
 
الغريب، أن المئات من أعضاء هذه الجماعة، يعملون فى حرفة الصيد، كما أن نسبة 99% منهم أميين، لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، وكان الشخص الوحيد الذى ليس بينهم أمياً، هو أميرهم، الحاصل على كلية الحقوق، والذى تولى إمرة التنظيم، عقب مقتل شوقى الشيخ.
 
الإشارة المهمة هنا، أن جماعة "شوقى الشيخ" امتدت إلى سيناء، وهى الضلع الأساسي فى تشكيل جماعة التوحيد والجهاد والتى أصبحت فيما بعد جماعة بيت المقدس.
 
وكما كان أمير الشوقيين "فيومياً، كان عمر عبدالرحمن مفتى تنظيم الجهاد مقيماً فى المحافظة ذاتها، ولذا فقد شهدت مداً للجماعات المسلحة فترة التسعينات وحتى اليوم، بصورة لم يسبق لها مثيل.
 
على الناحية الأخرى، كان مرشد الإخوان مقيماً فى بنى سويف، ويدير تنظيم الإخوان من هذه المحافظة، وعقب الثورة على الجماعة، نشأت خلية مولوتوف، و"ولع" وعدد من الحركات المسلحة، والتى كان آخرها "العقاب الثورى"، و"المقاومة الشعبية" والتى تعتبر البداية الحقيقة لها من نفس المحافظة.
 
محافظة بنى سويف لها خصوصية كبيرة، إذ بها نشأت الجماعة الإسلامية، وهى مختلفة عن الجماعة الإسلامية التى كان يترأسها كرم زهدى عملياً على الأرض، لكنها كانت جزءاً منها إلى أن انفصلت بسبب عدم رضاها عن منهج الأخيرة فى مسألة العذر بالجهل، فقد كان أميرها أحمد يوسف (أفرج عنه عقب الثورة) ومجدى كمال (عضو تنظيم القاعدة ومفتى بن لادن فيما بعد) لا يعذران بالجهل، وجعلا التنظيم كله يكفر الشرطة والجيش بالجملة، وعقب عزل الإخوان، بدأت هذه الجماعة استخدام السلاح وانضم أتباعها إلى تنظيم بيت المقدس.
 
فى المقابل، كان سيد إمام الشريف، أمير جماعة الجهاد المصرية، من محافظة بنى سويف، وعقب انفصاله عن القاعدة، وقيامه بما يسمى بترشيد العمل الجهادى، ظل فى السجن إلى أن أفرج عنه عقب الثورة، وهو لا يزال موجوداً بالمحافظة، ويحمل نفس الفكر التكفيري، ولا يرضى سوى بتكفير الحكام وأعوانهم وكل العاملين فى مؤسسات الدولة!!.
 
هذا ورغم هذه الكثافة النوعية من تلك الجماعات والكيانات المتطرفة في محافظتى بنى سويف والفيوم، سنجد غياباً تاماً لدعاة الأزهر والأوقاف، فبينما يخطب أحد تلاميذ الشيخ ياسر برهامي بمسجد بني سويف الجديدة، ويدعى الشيخ حمادة، يغيب داعة الأوقاف، كما يسيطر السلفيون على أغلب مساجد التراويح في رمضان الماضي، من بينهم مسجد الرحمة بشارع السلخانة ببني سويف، ومسجد الأباصيري الذي يخطب فيه إمام من الأوقاف يتعاون مع حزب النور ومسجد الجامعة ببني سويف.
وتسمح الأوقاف ببنى سويف للشيخ سيد حسين العفاني، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية سابقاً، والشيخ محمد مصطفى، عضو مجلس الشورى السابق عن حزب النور، والشيخ سمير تقي الدين، والدكتور شعبان عبد العليم، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور بالخطابة بمساجدها.
 
كما تسيطر الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة على عدد من مساجد المحافظتين ومن بينها المسجد الكبير بقرية بني عفان.
 
إذن فالإجابة عن السؤال المطروح، أن وجود العنف فى المحافظتين شيء طبيعى، بسبب حجم وكم ونوع تلك الجماعات الموجود، بداية من السلفيين وانتهاءً بالشوقيين وقادة القاعدة، لكن الأهم هو غياب الرقيب والموجه الوسطى هو السبب الرئيسى.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter