الأقباط متحدون - المصريين «فشخوا» التكنولوجيا
أخر تحديث ١١:٣٥ | الثلاثاء ٢١ يوليو ٢٠١٥ | ١٤أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المصريين «فشخوا» التكنولوجيا

مكاوي سعيد
مكاوي سعيد

سيارة حديثة داكنة اللون وزجاجها كله «فيميه» تقف على مسافة قريبة فى مواجهة ماكينة سحب النقود الآلية (A.T.M).. وجهان ذوا ملامح شرق- أوروبية بداخلها يرقبان الحركة أمام الماكينة بانتباه، عندما يرحل الساحب بنقوده، يندفع أحد الرجلين تجاه الماكينة ويحرص على أن يحجب جسده ما يفعله بخفة يد، ويسحب بسرعة «الوش» اللدن الذى سمكه مليمترات والذى كان قد وضعه منذ دقائق فى انتظار الفريسة، يدخل بـ«الوش» داخل السيارة، وينهمك مع زميله فى التعامل مع هذا الوش اللدن، الذى هو عبارة عن ملصق من اللدائن الشفافة جدا يتم وضعه على جسم الماكينة فلا يلاحظه أحد، كما أن به كاميرا سحرية فى أعلاه تسجل حركة الأيدى على أرقام الماكينة فيسهل التعرف على الرقم السرى، وعند الفتحة التى ندخل منها الكارت كاميرا دقيقة جدا تسجل كل بيانات الكارت، وفى غضون بضع دقائق يتم تجهيز كارت مماثل للذى سجله الوش بجانب معرفة الرقم السرى الذى سجلته الكاميرا العلوية، وعند تمام المعرفة يمكن سحب رصيد الزبون بالكامل، أو الرصيد اليومى المتاح.

هذه أحدث وسائل سرقة الأرصدة من ماكينات السحب فى أوروبا الآن، وقد انتشرت جدًا لرخص سعر هذا الـ«الوش» فسعره يتراوح من 500$ حتى 2000$ حسب جودته، وتحاول الحكومات هناك تقليص حجم الخسائر بوضع حد ضئيل للسحب اليومى لا يتجاوز الـ50$ كما وضعت «شعار» عبارة عن يد فوقها يد لتنبيه الساحبين أن يضعوا يدهم الأخرى فوق اليد التى تضرب الرقم السرى حتى لا تسجله الكاميرا. وصحيح أن هذا النوع من الاحتيال لم يصلنا بعد، لكنى رأيت أن أنبه إليه قبل وصوله، فتقنيات الاتصالات الحديثة ستوصله إلينا فى أسرع الطرق، وكفاية علينا الذين يراقبون هذه الماكينات من اللصوص ويتتبعوننا ويسرقوننا بخفة أو يثبتوننا بالأسحلة ويأخذون كل ما معنا، هذا بخلاف شعبنا الذى نسبة لا بأس بها منه يكابدون الأمية والجهل، وتم تحويل معاشاتهم إلى معية هذه الماكينات ومنحتهم البنوك كروت السحب دون أن تجمعهم فى مجموعات وتعطيهم دورة حتى لمدة أسبوع واحد فى كيفية التعامل مع هذه الماكينات، وحقيقة بيصعب علىّ جدًا أن يتقدم واحد منهم، وأنا فى حرم الماكينة، ليطلب منى بتوسل وهو يشرع فى وجهى كارته، أن أسحب معاشه ويناولنى الرقم السرى فى ورقته المهترئة من كثرة طيها، أو أسمع أحدهم يملى رقمه السرى لرجل الأمن حتى يسحب له نقوده، وكنت منذ أيام بمحل العبد الحلوانى لشراء بعض الكحك -وكل سنة وانتم طيبين- وبجوارى أفندية ومتعلمين يشترون كميات ويستخدون الفيزا فى الدفع، والكاشير يطلب منهم ببراءة الرقم السرى، وهم يقولونه بلهفة ودون تردد بصوت عالٍ وسط كل الزبائن، التفت لصديقى وهمست: ده طبيعى؟ ضحك صديقى وقال: دى حاجة زى نكتة المطار السرى وماتقلقش المصريين فشخوا كل التكنولوجيا الحديثة!
نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع