الأقباط متحدون - أسلمة ... الحداثه !!
أخر تحديث ١٧:١٢ | الاثنين ٦ يوليو ٢٠١٥ | ٢٩بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦١٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أسلمة ... الحداثه !!

    ابراهيم جادالكريم
ابراهيم جادالكريم

     لا شك أن مجرد مناقشة تلك القضيه فى حد ذاته هو شىء حديث جدا فمنذ سنوات كان مجرد التفكير فى الموضوع يعرض المفكر ومن سمعه الى التكفير والأعتقال وربما القتل ، والناس الآن تتحدث فى كل شىء لأن الثورات العربيه قد أسقطت الكبير ... والذى كان يتحكم فى قوت الشعب ومقدراته وقيمه ... ودينه ومن هنا لم يعد هناك كبير وأصبح كل شىء قابل للمناقشه ... حتى الدين .

    وأذا كان طه حسين قد قال : أن عثمان قد أحرق مصحفا كاملا ... وأن به أخطاء تاريخيه ولغويه وأملائيه وأنا مستعد لتصحيحه !! فما كان من الأزهر ألا أن أعلن أن طه حسين قد كفر ... فما كان من جمال عبد الناصر ألا أن حدد أقامة طه حسين ترضية للأزهر وخوفا من التيار الشيوعى والذى كان قد بدأ فى مصر .

    هذا وأن كان رأى طه حسين لا يحل التعارض بين الآيات المكيه و المدنيه ولا يحل أصرار الأزهر على أن الصحيحين مسلم وبخارى مكملان للقرآن !! بما فيهما من أحاديث منفره وضد المنطق بل وضد النص القرآنى نفسه !! وأسقاطا لايات وسور كامله مثل الفاتحه وأنها ليست من القرآن !! وأن المعوذتين ليستا من القرآن !!.

    وأذا كانت تلك المقدمه فكيف نحدث وضع المرأه فى الأسلام ونناقض نص : قرن فى بيوتكن – والمرأه تملأ الدنيا ضجيجا وتزاحم الرجال فى كل مجال ، وكيف سيكون رأى المرأه فى الرجل الذى طلق زوجته ثلاثة مرات لأنه كان مسطولا أو سكرانا ومع ذلك يقع العقاب على المطلقه لتنكح لغيره وما يصاحب تلك العمليه من تحايل أو زواج صورى أو رجل مريض مسن ومشلول للتحايل على موضوع المحلل !!.

    وأذا تكلمنا فى الحداثة فى عقلية الرجل الذى يستعمل كل أساليب الرفاهيه والتكنولوجيا فى حياته من سيارة حديثه وكمبيوتر وموبايل ولكن اذا حاول أحدهم أن يناقشه الدين أو قوامة الرجل على المرأه ، فلن يجد ألا نصوص ليس لها حل أمثال : أضربوهن وأهجروهن فى المضاجع !! ويتفلسف البعض من أصحاب المنابر والمحطات الفضائيه فى كيفية الضرب وهل هو ضرب بالعقال (ما يربط على الرأس فى الخليج) أو هو ضرب بالنعال !! أما عن الكرامة الأنسانيه والأهانه التى تلحق بالمرأه حين ضربها ... سواء بالعقال أو النعال فلا حساب عليه ولم يتكلم فيه أحد !!!!! وهكذا الكثير والكثير من النصوص التى لا يمكن المساس بها ... لأن الأزهر واقف بالمرصاد لكل من يناقش فى الدين ولا زال طلاب الأزهر يدرسون للآن نكاح الوداع !! (الزوج مع زوجته بعد موتها !!) والتفسير يقول أن من حقه تعطيل الجنازه حتى ينهى وطره منها !! ولا زال تلاميذ الأزهر يدرسون أن من حق الزوج أن يمتنع عن الأنفاق على زوجته فى مرضها أو جنازتها لأنها تكن ترضيه فى حياتها !! فكيف سيكون شكل الحداثة فى الأسلام مع نصوص فى الدخول الى الحمام وبأى رجل .. اليمين أم اليسار !! وهل سيكون للحداثة ردا على سنة ما يفعله المسلم بعد التغوط ...

وهل سيستعمل سبعة طوبات بعد الأنتهاء من العمليه أم لا !!!. وكبف ستكون الحداثة فى قواعد كانت لقوم لا يعرفون الحمام وكان كل من يريد قضاء حاجته يقضيها فى أى مكان فى العراء فى الصحراء القاحله المحيطه بكل خيمه بها أسرة ومجموعة الخيام تشكل القبيله والصحراء من حول كل شىء والماء نادر أو فى بئر بعيد ودرجات الحراره تزيد عن الأربعين !! والناس الآن يتفننون فى الحمامات وألوانها وسيراميك الأرضيات وشكل قاعدة الحمام ولونها وشكل الأحواض والخلاطات أو الحنفيات والبانيو وشكله ولونه وموديله !!وما سيكون الرد على : كل بدعة ضلاله وكل ضلالة فى النار !! ونحن نعيش ونتعامل مع بدعة كل ثانيه وعيشتنا وبيوتنا وطعامنا والسياره والموبايل والكمبيوتر وتكييف الهواء والسخان والدش والتاكسى والمترو ... آلاف من البدع فى حياتنا – حسب المقولة السابقه – و الكل فى النار !! وهل يستطيع الأنسان الآن أن يلغى الضلالات أو البدع من حياته ويلغى التقدم السانى والحضارة الذى حصلته البشرية عبر تاريخها كله التقدم الأنسانى الذى يتغير كل ... ثانيه بل أجزاء من الثانيه !! فهل يمكن للبشريه الآن القضاء على ... الساعه ... ساعة اليد (ولبسها فى اليد اليمنى مقلوبا لا يلغى كونها بدعه) وكل ساعات الدنيا ... لنعود الى المزوله أو الساعه الشمسيه !! وهل يستطيع الأنسان المعاصر أن يلغى السياره والتاكسى والأتوبيس ويستعمل الجمل !! هذا وكان صعيد مصر يسمى القطار العفريت !! وعفريته تجره !! وذلك حين قام الأنجليز بتسيير القطار الى أسوان وكان العامه يرفضون وجوده وتسييره أو مجرد مشاهدته ... لأنه بدعه !! والراديو حين بدأ ينتشر فى مصر وبدأيدخل البيوت صدرت الفتاوى بتحريمه وأنه صوت الشيطان فى البيت ، وحين ظهر التليفزيون صدرت الفتاوى بتحريمه وبأنه دعوة للخلاعه ونشر الفاحشة والأنحلال فى مجتمعنا العربى !! فماذا عن وجود تليفزيون بل و دش فى كل بيت وحاره ودكان وكشك فى الشارع.

    ولذلك فأن الحداثة قادمه قادمه فى كل حياة الأنسان رغما عن أنفه ولا يستطيع أنسان مهما كان أن يوقف الحداثة والتقدم والتكنولوجيا الذى يتغير كل جزء من الثانيه وهذا ما يجعل موضوع الحداثة فى الأسلام موضوعا شائكا صعبا متفجرا ، وأن كان الأزهر والسعوديه قد أتفقا على ألغاء 22 أسما من 99 – الأسماء الحسنى – ولكن ذلك ليس الا نقطة فى محيط عميق صعب الدخول اليه لأن الطريق سيمر بالصحيحين مسلم وبخارى بما فيهما من أحاديث وصفات مشينه للرسول نفسه !! وبما يناقض سور كامله من القرآن ، وماذا عن السور التى جاء فى الحيحين انها ليست من القرآن ..!!!!!!!!!!

    وكيف سيكون رد الحداثة فى فتاوى مضحكه يأباها العقل والعلم والمنطق والعرف أمثال رضاع الكبير !! والفتوى بأن الحمل ممكن أن يستمر لأربعة سنوات !! وخاصة أنها صدرت من شيوخ وأساتذة ودكاتره فى أرقى مناصب الأزهر !! وكيف سيكون رد الحداثة على وزارات التربيه والتعليم متخلفه وتسهم فى الضحك على عقول أجيال كامله بتسمية الكمبيوتر بالحاسب !! الآلى !! وكأنها بهذه التسميه قد جعلت الكمبيوتر جهازا عربيا !! وكأنها تكررغباء الخمسينيات من القرن الماضى حين قرر مجمع اللغه العربيه تسمية التليفون مسره وساندوتش بشاطر ومشطور وبينهما طازج !! ودامت الحداثة للآن ولم يلغى التليفون ولا ساندوتش بل باد كل من تصدى للحداثة بعقليات متخلفه والحداثة قادمه قادمه لا محاله ولن يستطيع رئيس أو ملك أو رئيس وزراء ايقافها بل ستدوس الحداثة على كل ما يقابلها كما قضت على – مسره وشاطر ومشطور وراديو وحاسب آلى ... الحداثة قادمه ... قادمه .....

نقلا عن الحوار المتمدن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع