الأقباط متحدون - في عيده الـ101.. الأنبا أبرآم.. رجل العطاء حبيب فقراء المسيحيين والمسلمين
أخر تحديث ٠٨:٠٧ | الاربعاء ١٠ يونيو ٢٠١٥ | ٣بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٨٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

في عيده الـ101.. الأنبا أبرآم.. رجل العطاء حبيب فقراء المسيحيين والمسلمين

الأنبا أبرآم
الأنبا أبرآم

سيرته الذكية فاحت حتى فرنسا.. وطُرد من الدير بسبب العطاء

خاص – الأقباط متحدون
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الأربعاء، بعيد نياحة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة، والذي يلقب بـ"صديق الفقراء ورجل العطاء"، نظرا لشدة اهتمامه بمساعدة الفقراء والمحتاجين، كما أشتهر أيضا بالمعجزات وعلم الغيب.

ولد الأنبا أبرآم في صعيد مصر في قرية "دلجا" بمحافظة المنيا حاليا، وهي نفس القرية التي شهدت أحداثا طائفية ضد المسيحيين في الفترة الأخيرة، وقد كانت وقتها تابعة لـ"مديرية أسيوط".

والدي القديس ربياه على تعاليم الديانة المسيحية وأوفد له الأنبا يوساب أسقف صنبو الذي رسمه شماسًا، ولما بلغ التاسعة عشره انطلق إلى دير العذراء بالمحرق ثم سيم راهبًا باسم بولس غبريال المحرقي، أيام رئاسة القمص عبد الملك الهدرى، الذي أشاد بأخلاقه ونسكه، فاستدعاه الأنبا يوكابوس، أسقف المنيا وسلمه إدارة الأسقفية وكلفة بملاحظة الغرباء والمساكين الذين كانوا يلجأون إلى القلاية، ثم رسم قسًا.


اشتاقت نفسه إلى عيشة الدير، فعاد إليه، وفي هذا التوقيت طلب الرهبان منه تولي رئاسة الدير بعد أن عزلوا رئيسه، واستمر في هذا المنصب لمدة 5 سنوات وكان يصرف كثيرًا على الفقراء والمحتاجين، فحذره الرهبان من خراب الدير إذا ظل بهذه الطريقة، إلا أنه استمر في نهجه، حتى زاد عدد هؤلاء الفقراء عن عدد رهبان الدير فطالب الرهبان بعزله، فوافقهم الأنبا مرقس مطران البحيرة الذي كان يقوم بأعمال البطريرك على عزله.

خرج الراهب المعزول من ديره تودعه دموع المعوزين الذين كان يتعطف عليهم، إلا أنه لم يخرج بمفرده فقد تبعه بعض أبنائه وتلاميذه، وتم إرساله بعد ذلك إلى دير الأنبا بيشوي فيما بعد فقبله ورحب به في قلايته، وكانا يدرسان معا الكتاب المقدس حتى حفظ أغلب نصوصه إذ كان يطالعه مرة كل أربعين يوما.

اختير في عام 1888م أسقفا للفيوم والجيزة، وظل على نهجه في الاهتمام بالفقراء، وإجراء المعجزات حتى انتشرت أخباره ووصلت إلى الكاتب الإنجليزي "ليدر"، خلال تواجده في فرنسا، فسافر إلى مصر ليتعرف عليه، وقد سجل فصلا كاملا عنه في أحد كتبه قال فيه: "لم أسمع قط في حياتي صلاة كهذه، إذ أحسست بالصلة التي له بعرش النعمة التي تملأ الإنسان استقرارًا دائمًا. لقد بدا لي أن الأرض تلاشت تمامًا لكي تترك هذا الرجل في حضرة الله نفسه يتحدث معه بجلاء".

تمسك الأنبا أبرآم بزهده ونسكه الشديد، ويروي عنه تاريخ الكنيسة –حسب موقع الأنبا تكلا هيمانوت- أنه في ذات المرات اشتهت نفسه أكل الحمام المحشو، فاعتبرها تجربة أخيرة له، فأوصى بعمله وتركه حتى أنتن، ووضعه أمامه وجعل يخاطب نفسه "ها قد أجبت لك سؤالك يا نفسي، فَكُلى مما ستصيرين أنتن منه". ثم القي به ورماه.

يروي عنه الأنبا إيسيذوروس أنه "كان عالمًا في مواضيع الكتاب المقدس إلى درجة حفظه نصوصها عن ظهر قلب، وقيل عنه أنه كان يطالع الكتاب المقدس كل أربعين يومًا مرة. وكان يجمع شعبه كل يوم للصلاة مساءً مع دراسة الكتاب المقدس".

تنيح الأنبا أبرآم في العاشر من يونيو عام 1914، وودعه في جنازته ما يقرب من 25 ألفا من المسيحيين والمسلمين، وقررت الكنيسة إعلان قداسته في المجمع المقدس سنة 1963 م، وتم الاحتفال به يوم 10 يونيو 1964 م.  وفي 2 يونيو 1987 تم نقل جسده إلى المزار الخاص به في مقصورة بدير العذراء وأبوسيفين والأنبا ابرآم بالعزب، كما أحتفل الدير الموجود باسمه في الفيوم العام الماضي بمرور مائة سنة على نياحته.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter