الأقباط متحدون - المُجَاهِدِينَ اَلمُجرِمِينَ
أخر تحديث ٠١:٢٠ | الاربعاء ٤ فبراير ٢٠١٥ | ٢٩ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المُجَاهِدِينَ اَلمُجرِمِينَ

الشيخ د مصطفى راشد أستاذ الشريعة الإسلامية
عدو الإسلام الأول فى تلك الأيام أصبح مايسمى بالمجاهدينَ  ، من جماعات مثل داعش والإخوان وأنصار بيت المقدس  وبوكو حرام والسلفية الجهادية والجماعة الإسلامية  وحماس والقاعدة  وغيرهم ، فهؤلاءِ  لا يشوهونَ صورة الإسلام أمام العالم  فقط ، بل يقتلون من المسلمين  أكثر بكثير من غيرهم ، والسبب فى ذلك هم الأوائل من فقهاء ومذاهب  الدم والخراب فقهاء الجهاد ومن سارا على دربهم ، الذين أساؤوا فهم النصوص وأسبغوا نوازعهم الإجرامية فيها  ، فأنتجوا لنا هذه الجماعات الجهادية الدموية  الإجرامية ، لذا سوف نتناول بالشرح والتفصيل معنى الجهاد شرعاً ، والمفهوم الخاطىء له عند هؤلاء المجرمين  من هؤلاء الفقهاء 

الجهاد لغةً وإصطلاحاً: - مأخوذ من الْجَهْد أو الْجُهْد ، وهو بذل الوسع، والعمل ببذل الطاقة تنفيذاً لوصايا الشارع الإلهى فى إعمار الكون

وقد ذهب بعض الفقهاء إلى تقسيم أنواع الجِهَاد إلى تسعة ومنهم من قال سبعة ومنهم من قال أربعة – اما الرأى عندنا هو أن أنواع الجِهَاد ثلاثةً هى : -

1 – جِهاَد النفس والشيطان

2 – الجهاد ضد الظالمينَ والفاسدينَ والمعتدينَ وضد من تمتلىء قلوبهم بالكراهية والتطرف والإرهاب لبنى البشر

3 – الجهاد الخاص بالرسول وصحابتة لنشر الدعوة

أولا :- جهاد النفس والشيطان ، وهو الجهاد الذى يجب أن يبدأ به الإنسان ،لأن جهاد النفس هو الحَصَانَةَ الأولى للإنسان من الوقوع فى الخطأ ، وحماية لإيمانه من الجنوح والسقوط ، فمن يُجاهد نَفسه والأفكار الشيطانية ، لا يكذب، ولا يسرق، ولا يخون ،ولا ينافق، ولا يكره ، ولا يستخدم َ العنف ، ولا يقتل ، ويمتلىء قلبه بالمحبة ويسعى للسلام ، وهذا النوع من الجهاد فرض عين على كل إنسان منذ البلوغ حتى الممات لقوله تعالى (اتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) سورة البقرة 44 )

وقولة تعالى (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يُقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هُم ينصرون ) سورة البقرة آية 48 ) وقوله تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) البقرة آية 281 وقولة تعالى (وما كان لنبي ان يَغل ومن يغلُل يات بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) سورة آل عمران آية 161 ) وقوله تعالى (يا ايها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ) المائدة آية 105 ) وقوله تعالى (ولا تكسب كل نفس الا عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى ثم الى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) الأنعام آية 164 وغيرهم عشرات الآيات

ايضا علينا أن نُجاهد الأفكار الشيطانية ، التى تدعو للحروب والقتال والكراهية ونبذ الآخر لقوله تعالى (يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين ) البقرة آية 208 ) وقوله تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا ) الإسراء آية 53 ) وغيرها العديد من الآيات

ثانياً : - الجهاد ضد الظالمين والفاسدين والمعتدين وضد من تمتلىء قلوبهم بالكراهية والتطرف والإرهاب لبنى البشر ، وهذا النوع من الجهاد هو ايضا فرض عين على كل إنسان من البلوغ حتى الوفاة وقد أكدت عليه العديد من الآيات ومنها : - قوله تعالى ( فلا عدوان إلا على الظالمين ) البقرة آية 193 ) وقوله فى سورة الأنعام 21 ( ومن أظلم ممن أفترى على الله كذباً أو كذب بأياته انه لا يفلح الظالمون ) وكذا قوله عن الفاسدين ( الذين ينقضون عهد الله من ميثاقه ويقطعون ما أمر به الله أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك هم الخاسرون ) البقرة آية 27 ) وقوله ( ولا تعثوا فى الأرض مفسدين )البقرة آية 60 ) وقوله ( واذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) البقرة 205 ) وقوله ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) المائدة 32 ) وقوله ( وياقوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثو ا فى الأرض مفسدين ) هود آية 85 ) وقوله ( ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) البقرة آية 190 وكذا آل عمران 112 ،159 والمائدة آية 2 ، 62 ، 87 وغيرهم الكثير من الآيات التى تدعو للجهاد ضد الظالمينَ والفاسدينَ والمعتدينَ وكل من تَمتلىء قلوبهم بالكراهية والإرهاب لبنى البشر

ثالثاً : - الجهاد الخاص بالرسول وصحابتة لنشر الدعوة ، وهذا النوع من الجهاد خاص بزمن الرسول وصحابته ، وأُبُيح فيه إستخدام السلاح لنشر الدعوة وحسب ظروف العصر ، ولا يجوز لإنسان أن يقوم مقام الرسول لتطبيق هذا النوع من الجهاد ، لأن احداً لا يملك وكالةً عن الله، ولأن الدعوة تمت وإنتشرت ، لذا جائت الآيات الخاصة بهذا النوع من الجهاد بالسلاح تخاطب الرسول وصحابته فقط مثل سورة التوبة آيات 12، 72 ، 88 وسورة الفرقان آية 52 وسورة التحريم آية 9

الخلاصة : - من كل ماسبق نستخلص أن الجهاد المفروض حاليا هو الجهاد باللسان وجهاد النفس والسعى لإعمار الأرض ونشر السلام ، لأن زمن الجهاد بالسلاح قد إنتهى بغياب الموَكَل فيه وهو الرسول (ع) ولأن الدعوة تمت وإنتشرت ، والجهاد المفروض حاليا ًهو الجهاد الأكبر، كما قال الرسول (ع) لصحابته عندما رجع من إحدى الغزوات ، فقد قال رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس والسعى للخيرات ، وهو مايعنى أن الجهاد بالسلاح ، شرعاً قد إنتهى زمنه ، وأن من يسعى لذلك هو إنسان معتدى مجرم كافر يَموت موتةً جاهليةً ، لأن الإنسان مُطالب بالدفاع عن نفسه لحظة الهجوم عليه فقط ، إما السعى والسفر للجهاد فهو نوع من الإعتداء ، من يفعله أثم ، وايضا من يفجر نفسه فى الغير مسلم أو غير مسلم  ، فهو لايعتد ولايرقى لمصاف الشهداء الذين ماتوا لحظة دفاع ، ولم يكونوا مُعتدين ، وقد يسأل سائل إذاً كيفَ نحرر فلسطين من يد الإحتلال ، أقول لهم : - إفعلوا كما فعلَ غاندى ونيلسون مانديلا ، فقد حررا بلادهم بالتظاهر السلمى وكسبا تعاطف العالم ، لأن الله مع المُسَالمينَ وضد المعتدين ،لذلك أخفقنا نحنُ فى قضية فلسطين أكثر من 70 عاماً لأننا سلكنا الطريق الخاطىء الذى يُغضب السماء .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه  

الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة

ورئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية والمنظمة  العالمية  لحقوق الإنسان   

E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter