الأقباط متحدون - الأرمن في مصر.. قليل من السياسة كثير من الاقتصاد (تقرير)
أخر تحديث ٠١:٠٨ | الاربعاء ١٥ ابريل ٢٠١٥ | ٧برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"الأرمن" في مصر.. قليل من السياسة كثير من الاقتصاد (تقرير)

مذابح الارمن - صورة أرشيفية
مذابح الارمن - صورة أرشيفية

نوبار باشا ونيللي ولبلبة وإيمان.. أشهر الشخصيات الأرمينية المصرية
هجرة متزايدة بعد حركة الضباط الأحرار عام 1952

كتب – محرر الأقباط متحدون


مذبحة الأرمن.. ذكرى لا تموت
يحيي الأرمن خلال شهر أبريل الجاري الذكرى المئوية للمذابح التي ارتكبها بحقهم الأتراك، والجيش العثماني، والتي بدأت في 24 أبريل عام 1915، وكانت سببا في شتاتهم إلى مختلف بلاد العالم بعيدا عن الأراضي الخاضعة للسلطنة العثمانية، كما كانت مصر إحدى وجهاتهم التي احتموا بها من الإبادة العرقية بحقهم.

"غزاة.. وعبيد"
الوجود الأرمني في مصر كان سابقا على المذابح بوقت طويل جدا، حيث يذكر المؤرخون زيادة ملحوظة في عدد الأرمن في العهد البيزنطي، بالإضافة إلى وجود بعض المسلمين منهم في جيش عمرو بن العاص الذي هاجم مصر، ومنهم وردان "فارتان" الرومي، الذي أسس سوقا في الفسطاط عرف باسم سوق ڤارتان.

يذكر موقع "أزتاك"، المهتم بالشؤون الأرمينية -في نسخته العربية- أن العصر الفاطمي في مصر كان عصر ازدهار لهم، حيث توافدوا إليها هربا من زحف "السلاجقة"، وفي العصر المملوكي أسر آلاف الشباب من الأرمن وجلبوا إلى مصر كعبيد واقتيد الصغار منهم إلى معسكرات الجند ليدربوا حسب التقليد المملوكي و عملوا فيما بعد في الجيش والقصر، وذلك أثناء غزو مملكة كيليكيا ما بين عامي 1266 و 1375م.

"يوسفيان".. الأب الروحي للأرمن المصريين
لمع نجم بعض الشخصيات من الجالية الأرمينية خلال حكم محمد علي باشا، حيث اعتمد عليهم اقتصاديا بشكل كبير، وكان "بوغوس يوسفيان" –الذي يعتبر الأب الروحي للأرمن في مصر- من أهم الشخصيات الأرمنية إلى جوار باني مصر، حيث أصدر قرارا في 1825 بضرورة اخذ رأي "بوغوس" قبل الإقدام علي بيع أي محصول، بل واستشارته في كل سلعة تصدر إلي الخارج أو تستورد منه.

الأرمن في مصر.. ما بعد المذبحة
أجبرت المذابح العثمانية الأرمن على هجرة بلادهم، إبان الحرب العالمية الأولى، وكانت مصر إحدى مقاصدهم، حيث وصل عددهم إلى في إحصاء عام 1927 إلى 17 ألف و188 مواطنا يعيشون أغلبهم في القاهرة والإسكندرية، وكانت هذه الجالية تقود الجاليات الأخرى في البلدان العربية إلا أنها لم تكن ممثلة سياسيا، ولكنها اهتمت بالاقتصاد والقطاع الخاص بصورة كبيرة الأمر الذي جعلهم يحتكرون بعض المهن، وجعل منهم أثرياء، كما كان أيضا نقمة عليهم بعد حركة الضباط الأحرار عام 1952 والاتجاه إلى الاشتراكية، ما دفعهم إلى الهجرة للغرب، ووصل عددهم الآن حوالي ثمانية آلاف أرمني يعيشون في القاهرة والإسكندرية، بعد أن وصل عددهم في بدايات حكم الضباط الأحرار إلى 60 ألف أرمني.

تناقص أعداد الجالية الأرمينية بسبب حركة الضباط الأحرار
تتواجد في مصر الآن جالية مكونة من 8 آلاف أرمني، يتركزون في "هليوبوليس" بالقاهرة، ومناطق أخرى، بالإضافة إلى الإسكندرية حيث
تعمل اليوم مؤسسات مثل النوادي و المدارس على تأصير الروابط بين الأرمن المصريين و المحافظة على تراث أجدادهم، كما تلعب الكنيسة الأرمنية دورا هاما في ذلك، ويعتبر الأرمن الأصغر سنا المولودون جميعهم في مصر مواطنون مصريون، ولكنهم مثل باقي المجتمع المصري لا ينخرطون في العمل السياسي كثيرا، ولكنهم يركزون على الاقتصاد والقطاع الخاص.

مشاهير الجالية الأرمينية في السياسة والفن
صدرت الجالية الأرمنية –رغم بعدها عن السياسة- بعض كبار الساسة المصريين، مثل "بوغوس يوسفيان" الذي اعتمد عليه محمد علي، ونوبار باشا، أول رئيس للوزراء، كما أسهموا بكثرة في المجال الفني، مثل "إسكندر صاروخان"، رسام الكاريكاتير بين عامي (1898-1977)، والمغنية أنوشكا، وفيروز الصغيرة وكان اسمها الأرمني "أرتين كالفايان"، والممثلة لبلبة واسمها "نونيا كوبليان"، والفنانة إيمان واسمها الحقيقي "ليز ساركيسيان"، وميمي جمال واسمها الحقيقي "ماري نزار جوليان"، بالإضافة إلى علامة الرقص الاستعراضي والفوازير "نيللي"، و"أوهان هاجوب جستنيان"، صانع كاميرات و أدوات تصوير.

ترحيب.. وعدم اعتراف!
على الرغم من ترحيب مصر بالأرمن، واستقبالهم، وإتاحة الفرصة لهم للعمل والنجاح، إلا أن القاهرة ما زالت لم تعترف بأن ما حدث من قتل حوالي مليون ونصف المليون أرمني على أيدي الجيش العثماني "مذبحة"، وهو ما يطمح فيه الأرمن حاليا خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين القاهرة وأنقرة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter