الأقباط متحدون - إكرامُ المَيِّتِ دفنُه ولكن أين يُدْفن الإرهابى؟
أخر تحديث ٠٢:٢٦ | الاربعاء ٢٥ مارس ٢٠١٥ | ١٦برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إكرامُ المَيِّتِ دفنُه ولكن أين يُدْفن الإرهابى؟

حمدي رزق
حمدي رزق
حمدي رزق
صدّرت قرية «كفور نجم» مركز الإبراهيمية- شرقية إلى المجتمع سؤالاً خطيراً، أظنه أخطر الأسئلة التى سنواجهها لاحقاً وفى كل القرى والكفور الساخطة على فعل الإرهاب، المكلومة فى نفر من أبنائها خرجوا على أهليهم تفجيراً وتقتيلاً، سؤال مخيف: أين يدفن الإرهابى الذى يحصد ما زرعت يداه؟!
 
الإرهابى بحسب «اليوم السابع» اسمه «صهيب عبدالكريم محمد هنداوى» شاب إخوانى طالب بكلية حقوق الزقازيق، لقى مصرعه عندما انفجرت فيه قنبلة كان يزرعها بمنطقة المساكن الشعبية بحى المطافئ بجوار السجل المدنى ومستودعات البوتاجاز بمدينة الإبراهيمية.
 
اعتمل الغضب بين الأهالى أن يخرج من بين ظهرانيهم من يقتل فيهم ويسفك الدماء، زاد الطين بلة خروج والده على قناة إخوانية موتورة يحتسبه شهيداً، وأن نجله ليس أول شهيد، لكنهم (إخوان القرية) يعدون شهداء آخرين!!
 
جن جنون شيوخ القرية، وهاج وثار الشباب، وصمموا على منع دفن الجثة التى مزقها الانفجار، وسيّروا مناوبات ليلية على مقابر القرية منعاً لدفن الجثمان سراً.
 
وصارت أزمة تتحدث عنها الركبان، وبذل الأمن محاولات يائسة مع عقلاء القرية لدفن الجثمان، باعتبار أن إكرامُ المَيِّتِ دفنُه، وحتى ولو نجح الأمن، يبقى السؤال: أين يدفن الإرهابى الذى يخرج على الناس يزرع الخوف والرعب ويقتل الأبرياء؟
 
هناك مقابر صدقة تلم شتات الجثث المبعثرة فى الأرجاء، جثث لا اسم ولا عائلة ولا عنوان، ولكن هذا الإرهابى له اسم وعائلة وعنوان ومقبرة سبقه إليها سلسال من الأجداد والآباء؟.. ليس متصورا عقلا أن تكون هناك مقابر للإرهابيين، وليس من قبيل العقل أن تحاسب الجثة على فعل صاحبها على قيد الحياة!!
 
القضية خطيرة، والسؤال ليس له عندى إجابة، ولا أملك أمام غضبة الأهالى صداً ولا رداً، ولا أفتى فى حكم الشرع والمفتى قائم فى المدينة، الإخوان وعمايلهم السودة يورثوننا عجزاً عن الإجابة عن أسئلة لا قبل لنا بها، أسئلة توحلنا فى الوحل الذى يتترون فيه إرهاباً باسم الإسلام والإسلام منه براء.
 
عندما يهدد والد الإرهابى أهل القرية الطيبين بطابور من الشهداء، يستشهدون فى أهليهم، يزرعون القنابل فى المساكن الشعبية، ويفخخون مستودعات الغاز، ماذا نقول للناس، الإخوان المرجفون صلوا على سفاح سيدى جابر صلاة الغائب، هل مطلوب مثلا أن يصلى أهل القرية على الإرهابى صلاة الجنازة؟!
 
تخيلوا لو نجح الإرهابى، طالب الحقوق، فى مبتغاه الإجرامى، كم عدد الضحايا، عندما تهون عليه حياة الأبرياء، هل نلوم الأبرياء على رفضهم دفن الإرهابى فى مقابر الأبرياء وهو الإرهابى الذى كان يخطط لقتل الأبرياء؟..
 
الإجابة الوحيدة قال بها شحاتة متولى غريب أحد أهالى كفور نجم: «نرفض دفنه بين آبائنا فى هذه المقابر الخاصة بالمسلمين، لأن المسلم لا يفكر فى قتل أخيه المسلم».
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع