الأقباط متحدون - المستخبي... فى حرب إجهاض التجربة المصرية !!
أخر تحديث ٠٩:٢٨ | الاربعاء ٢٥ مارس ٢٠١٥ | ١٦برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"المستخبي"... فى حرب إجهاض التجربة المصرية !!

 وليد الغمرى
وليد الغمرى

"مصر تستيقظ" عبارة رئاسية جاءت على لسان الرئيس السيسى فى مؤتمر مصر الاقتصادي، وتصدرت نفس العبارة، مانشيتات الصحف المصرية، فى صبيحة اليوم التالى للمؤتمر، فقد أدرك زملائى بحسهم الصحفى إنها العبارة الأهم فى خطاب الرئيس، ولكن هل هناك فى هذا العالم من أدركها مثلنا ؟، ومنذ متى وهى مدركة لديهم ؟، وما الذى سيترتب على إدراك العالم للحظة الاستيقاظ المصرى؟، بل ان السؤال الأكثر صعوبة هل سيتركنا العالم نستيقظ ؟!.

 العديد من علامات الاستفهام يجب ان نقف على إجاباتها سريعا الآن، إذا كنا نبحث عن قطب جديد فى عالم متعدد الأقطاب، وان كنت شخصيا أرى ان أقوى ما جاء فى مؤتمر "شرم" الاخير، هى العبارة التى جاءت ايضا على لسان الرئيس، حين قال إننا نريد ان يرى العالم "التجربة المصرية" .

التجربة المصرية هنا تعنى بالنسبة لى، عشرات التفاصيل الهامة، فهى التجربة المصرية فى تجديد الخطاب الدينى ومراجعة التراث الاسلامى، فى نفس الوقت الذى تعلن فيه مصر الحرب على الإرهاب، وتعنى ايضا تجربة مصر فى تحويلها الى البوابة الوحيدة للقارة الأفريقية وعلى العالم ان ينصاع لهذا، سواء بمشيئته أو مجبرا على ذلك، وتعنى ايضا ان مصر هى البوابة الوحيدة فى ارض العرب، لمن يريد ان يتحدث الى العرب، وتعنى ايضا استنفار كل عناصر "الدولة الشاملة"، لإحداث نهوض اجتماعي وثقافى وسياسى واقتصادى، فى الوقت الأقصر الذى يمكن ان يحدث فيه ذلك.

ووسط كل هذا تتبقى التجربة المصرية فى تغير قواعد اللعبة العسكرية التى فرضت على مصر طيلة عقود، وتغيير خارطة التسليح المصرى، من السلاح "التكتيكى" الى السلاح "الاستراتيجى"، وان يصبح لمصر اذرع عسكرية يمكنها ان تصل الى حدود القارات الخمس، دون وجود عدو واضح يمكن ان تمتد اليه هذه الذراع العسكرية، فى نفس التوقيت الذى يقوم فيه الجيش المصرى، باول عملية عسكرية منفردة له خارج حدوده منذ عقود طويلة، دون الرجوع لاى طرف فى المعادلة الدولية، ويجبر الجميع على الصمت لتحركاته على "رقعة الشطرنج" العالمية.

هذه التجربة وان شاءت لها الأقدار النجاح، سوف تصنع فى غضون عشرة سنوات على الاكثر، قطب عالمى جديد، فهل سيرضخ لكم العالم ؟!، والإجابة على هذا التساؤل قطعية الثبوت والدلالة، مفادها ان العالم لن يترك مصركم تعود من جديد، فالهلال الفارسى المسيطر الان على بغداد، ويستعد لان يعلنها عاصمة لإمبراطوريته الجديدة، وبالتوازي مع تجدد حلم الإمبراطورية العثمانية الذى منحه الاخوان لاردوغان، والولايات المتحدة التى تراك تخلع عبائتها بمنتهى الهدوء، وادخالك الى رقعة الشرق الأوسط اطراف جدد فى المعادلة، وظهور روسيا والصين بمشروعاتهم القديمة الجديدة على ساحة اللعب، وتحجيم الدور الاروبى فى القارة السمراء لصالح اللاعبون الجدد، كل هؤلاء مع خونة الداخل وخونة المحيط الاقليمى، لن يتركوك تمرر التجربة المصرية فى الهدوء الذى قد يتصوره البعض.

وفى هذا السياق سوف أعبر سريعا على معراج اللعبة التى انتمى اليها، وهى لعبة الاعلام، ولماذا لم يخلو اى خطاب رئاسى منذ 30 يونيه من ذكر كلمة "الإعلام"، والحقيقة ان احد أهم الاسلحة، التى يتم استخدامها ضد مصر، فى حرب اجهاض التجربة المصرية، هو الإعلام.

 دعونا نطرح عدد من التساؤلات الهامة، لدينا عدد لا بأس به من الفضائيات، التى تعتبر الاكثر تأثيرا فى واقع المصريين وتشكيل هوياتهم الثقافية، فمن يملك هذه الفضائيات ؟، نعلم انهم رجال الاعمال، فهل يملك اى مصرى دليل واحد على ان الاموال التى يتم قذفها فى فضائيات لا تعادل أرباحها نصف ما ينفق عليها، هى أموال مصرية خالصة ؟!، أو ان اصحابها ليسوا غير مجرد واجهات لتدفق مالى دولى يريد السيطرة على العقل المصرى؟.

منذ بضعة اسابيع ليست بالبعيدة، عرض على رئاسة تحرير احد البرامج الشهيرة على إحدى الفضائيات الشهيرة ايضا، وفى اول لقاء عمل لى مع مقدمة البرنامج، عرفت انها هى الممول الفعلى للبرنامج، وانها قامت بشراء حق عرضه على الفضائية الشهيرة، المفاجأة الثانية التى قابلتها كانت فريق الاعداد ذاته، فمقدمة البرنامج هى نفسها كل فريق العمل، حتى وظيفة "المنتير" هى التى تقوم بها، وتخيلت للوهلة الاولى ان هذا على سبيل ترشيد الإنفاق بوصفها المنتج الفعلى للبرنامج، حاولت التدخل بإضفاء بعض التعديلات على "فورمات" البرنامج بوصفى رئيس تحرير له، فتوالت المفاجأات، المذيعة الشهيرة ترقض اى تعديل، وبحس صحفى بدأ الشك يراودنى حين اخبرتنى انها لا تريد اى مساحة للشهرة من وراء برنامجها، ولا تريد حتى اى أموال من القناة، خاصة مع تنامى معدلات المشاهدة لها سريعا، بالاضافة الى طبيعة افكار الحلقات التى تتعمد النبش فى ملفات، ليست بالغريبة على مجتمعنا فحسب، بل قد تكون مدسوسة ايضا على المجتمع، وكانت المفاجأة التى حسمت الامر بالنسبة لى، ان حلقات البرنامج يعاد بيعها جميعا، فى شركة انتاج اروبية ايضا مملوكة للمذيعة الشهيرة، ويبدو ان هذا هو المطلوب اثباته فى اللعب على النبش فى الهوية المصرية، لصالح احدى البلدان الاروبية.

باختصار يا سادة، ليس جيشكم وحده، وليس اقتصادكم وحده، وليس دينكم وحده، بل هويتكم ايضا فى مرمى نيران العدو، عقولكم وأحلامكم هى الهدف، فليس من حق المصريين الحديث عن هوية عربية او افريقية، لن يكون لكم الحق فى حلم الامبراطورية المصرية، انتم تستوردون كل شئ من عدوكم، فلما لا يتم استيراد عقول جديدة للمصريين، ولكنها لا تحمل عبارة "صنع فى مصر".

نقلا عن روز اليوسف


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع